أين دور جامعة الدول العربية من تدخل تركيا في سوريا وليبيا ؟!!

حجم الخط

بقلم د.عبد الحميد العيلة

 

لاشك أن جامعة الدول العربية إنتابها بعض الضعف نتيجة بعض الخلافات بين الدول العربية ..

لكن الأساس أنه لا يجوز لأي دولة عربية الوقوف مع أي جهة غير عربية ضد دولة عربية أخرى وللأسف ما نلاحظه الآن أن دولة قطر الخليجية تقف إلى جانب تركيا في غزوها لسوريا وليبيا رغم رفض معظم الدول العربية والخليجية لهذا الغزو الذي أصبح واضحاً من جانب تركيا هو غزو إقتصادي بالدرجة الأولى وأنها أعلنت رسمياً عن إستثمار 14 مليار دولار في ليبيا ..

وهل هذا الإستثمار سيكون على رقاب ودماء الشعب الليبي؟! وكم من القتلى الليبين سيكون ثمن لهذا الإستثمار؟! .. فتركيا هي عضو في حلف النيتو وتعيد تجربة دول أصبحت في الحلف عندما إحتلت معظم الدول العربية وتحكمت في خيراتها بقوة السلاح إلى أن نالت معظم الدول العربية إستقلالها لتجد تركيا أخيراً ضالتها في خيرات العرب من جديد أمام رؤية ومسمع جامعة الدول العربية مكتفيه برفض أي تدخل خارجي لأي بلد عربي ..

فهل هذا يكفي ؟!! ولماذا يسمح لقطر دعم هذا الغزو وهي عضو في جامعة الدول العربية والأصل أن تعاقب أي دولة عربية تقف مع أي دولة أجنبية في تجميد عضويتها في الجامعة .. صحيح أن قطر تعرضت لحصار من بعض الدول العربية بسبب دعمها للإرهاب لكن أين دور الجامعة في ذلك؟!.. الأصل أن يكون الحساب داخل الجامعة ..

ورغم رفض معظم الدول العربية لهذا الغزو التركي وإبلاغ أردوغان بهذا الرفض كان الأحرى بهذه الدول أن تطلب إجتماع عاجل للجامعة لأخذ القرارات اللازمة ولا ننتظر الأمم المتحدة التي تحركت أخيراً لحل مشكلة ليبيا ..

ويكفي أن يتراجع أردوغان في تهديده عندما بدأت صناديق القتلى من جنوده تعود لتركيا ليقول أن تواجد جنوده في ليبيا هي للتدريب والنصح وليس للحرب .. فأين قتلوا إن كانوا للتدريب وغيره وأين تهديداته أمام العالم بأنه سيرسل قوات عسكرية للدفاع عن طرابلس وكأن الهجوم على طرابلس من قوات إسرائيلية ..

والحقيقة أن ما يدور في ليبيا هو أمر داخلى لطرد الكثير من الإرهابين من داعش والنصره والتي ساهمت تركيا بإرسالهم لطرابلس ..

وهنا وجب على جامعة الدول العربية أن تعيد هيبتها والوقوف بقوة أمام مسؤلياتها وإلا اليوم تركيا وغداً يقسم العالم العربي بين أطماع دول خارجية ونعود لمربع التاريخ عندما كانت كل الدول العربية محتلة من قبل العثمانيين ثم بريطانيا وفرنسا وإيطاليا بعد سقوط الدولة العثمانية .. أخيراً يجب أن يعي الجميع أن الأمر جد خطير ويبدو أن أردوغان تتملكه عقدة جنون العظمة ويتغول دون رادع حقيقي .