كشفت رئيس مجلس النواب الأمريكي "الكونغرس"، نانسي بيلوسي، عن وجود أدلة وبراهين كافية لعزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه، خلال المحاكمة التي سيجريها مجلس الشيوخ.
وأشارت في تصريح صحفي اليوم الإثنين، إلى أنّ جلسات الاستماع في التحقيق لعزل ترامب توصلت إلى أدلة كافية لعزله، مُضيفةً: "نُريد أنّ يُدرك الشعب ضرورة مثول الشهود، باتت الكرة الآن في ملعبهم، فإما يقومون بذلك (استدعاء الشهود) وإما يدفعون ثمن عدم القيام به".
وأوضحت أنّ رسائل إلكترونية جديدة تدعم الاتهامين الموجهين لترامب، قد برزت خلال الفترة التي تلت قرار مجلس النواب إطلاق إجراءات عزل ترامب، كما أبدى المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، استعداده للإدلاء بشهادته إذا ما تم استدعاؤه.
ُيشار إلى أنّ بيلوسي من المقرر أن تلتقي يوم غدٍ الثلاثاء نواب الحزب الديمقراطي بهدف التحضير للتصويت الرسمي الذي يفرضه القانون من أجل إحالة تهمتي عزل ترامب على مجلس الشيوخ.
ويُتوقع أن تُجرى المحاكمة سريعاً في مجلس الشيوخ حيث للجمهوريين غالبية لتبرئة ترامب من تهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.
من جانبه، قال ترامب في تغريدة نشرها على "تويتر"، "ينبغي إغلاق القضية بدون محاكمة".
ومنذ قرار مجلس النواب إطلاق الإجراءات لعزل ترامب في 18 ديسمبر الماضي، لم تقم بيلوسي بتسليم مادّتي الاتهام لترامب المتمثلتين بممارسة ضغوط على أوكرانيا لفتح تحقيق بحق جو بايدن المرشّح الديمقراطي الأوفر حظاً لمواجهته في الانتخابات الرئاسية، إضافةً إلى عرقلة التحقيق في الكونغرس.
وصادق مجلس النواب الأمريكي، في ديسمبر الماضي، على بندي "إساءة استغلال السلطة"، و"عرقلة عمل الكونغرس"، حيث وافق على الأول 230 نائباً مقابل رفض 197 آخرين، بينما صوت لصالح البند الثاني 229 مقابل رفض 198.
وفي الوقت الذي صوت كل النواب الجمهوريون بالرفض في التصويت على البندين، شهد التصويت على البند الأول رفض 2 من النواب الديمقراطيين، فيما رفض 3 منهم البند الثاني.
ويُجري مجلس النواب بقيادة الديمقراطيين تحقيقًا في مزاعم استغلال ترامب سلطته الرئاسية عبر الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق ضد أحد الخصوم السياسيين.
ويعود أساس القضية إلى محادثة هاتفية في 25 يوليو الماضي، طلب ترامب خلالها من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن "يهتم" بأمر جو بايدن، نائب الرئيس الديمقراطي السابق، المرشح لمواجهة ترامب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020.
ويُشتبه في أن ترامب ربط حينها مسألة صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار، يُفترض أنّ تتسلمها أوكرانيا، بإعلان كييف أنها ستحقق بشأن نجل بايدن، الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة "غازبوريسما" الأوكرانية.
يُذكر أنّ ترامب يرفض تلك الاتهامات، بالقول: "إنّها حملة مطاردة، ومحاولة انقلاب ضده"، كما يتوعد بالانتقام من الديمقراطيين بانتخابات نهاية العام الجاري.