حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، من حرب شاملة وفوضى لا توصف في منطقة الشرق الأوسط في حال حصول مواجهة بين أمريكا وإيران.
وقال الملك عبد الله في كلمة أمام البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، اليوم الأربعاء، "الآن، دعونا ننتقل إلى ما يحدث اليوم، وإلى المواجهة الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران.
وتساءل: "ماذا لو، في المرة القادمة، لم يبتعد أي من الجانبين عن حافة الهاوية، متسبباً بانزلاقنا جميعاً نحو فوضى لا توصف، نحو حرب شاملة تهدد استقرار المنطقة بأسرها، وتهدد بإحداث اضطرابات هائلة في الاقتصاد العالمي بأكمله، بما في ذلك الأسواق، وتهدد بعودة الإرهاب إلى الظهور في جميع أنحاء العالم؟".
وأضاف "دعوني أسألكم سؤالاً افتراضياً آخر: ماذا لو فشل العراق في تحقيق تطلعات شعبه والاستثمار في إمكانياته، وانزلق مرة أخرى إلى حلقة مفرغة من سبعة عشر عاماً من الانتعاش ثم الانتكاس، أو إلى ما هو أسوأ من ذلك، إلى حالة الصراع؟".
وتابع "في العراق 12 بالمئة من احتياطي النفط العالمي. ولكن، والأهم من ذلك، العراق هو موطن لأكثر من 40 مليون شخص، عانوا من أربعة عقود من الحرب والعقوبات والاحتلال والصراع الطائفي وإرهاب داعش، اليوم، مستقبلهم يرتكز على سلام هش".
وتساءل "وماذا لو بقيت سوريا رهينة للصراعات بين القوى العالمية وانزلقت مرة أخرى إلى الصراع الأهلي؟ ماذا لو شهدنا عودة لداعش، وأصبحت سوريا نقطة انطلاق لهجمات ضد بقية العالم؟".
وأردف "قد تكون سوريا خارج التغطية الإعلامية، ومعاناتها بعيدة عن البال، لكن الأزمة لم تنته بعد، خلال الأشهر التسعة الماضية، نزح أكثر من نصف مليون شخص، والعديد منهم بالأصل لاجئون".
وتساءل ايضاً "هل يريد أي منا، في هذه القاعة، أن يشهد أزمة لجوء سورية جديدة، بكل ما فيها من رعب ومآس؟ أو رؤية طفل بريء آخر يقذفه البحر على شواطئكم؟".