غرينبلات: الاعتراف بالقدس، نقل السفارة، وضم الجولان.. أكثر ما أفخر به في حياتي

حجم الخط

وكالة خبر


لا أحد يمكنه الثقة بصنع السلام، والتواصل مع الفلسطينيين والإسرائيليين "العاديين" جعلني أكثر تفاؤلاً

ألقى جيسون غرينبلات، المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، أول خطاب علني له منذ مغادرته البيت الأبيض، مساء الأحد.
وغرينبلات، البالغ من العمر 52 عاما، عمل محاميا لترامب لمدة عقدين من الزمن قبل انضمامه إلى الإدارة، في مجمع «كيتر توراة» في مدينة تينك بولاية نيوجيرسي، وهو الكنيس الأرثوذكسي الحديث، الذي هو عضو فيه. وتم تنظيم هذا الحدث من قبل المركز «لإحياء ذكرى وتعليم الهولوكوست» في شمال نيوجيرسي لجمع الأموال لنصب تذكاري جديد للهولوكوست في البلدة، التي تضم عددا كبيرا من اليهود.
مرتديا قلنسوة يهودية سوداء وواضعا دبوسا على شكل العلمين الأميركي والإسرائيلي، ألقى غرينبلات خطابا مطولا وواسعا تحدث فيه عن والديه اللذين وُلدا في المجر ونجيا من المحرقة، وكيف أثرت قصصهما عليه. ومع جلوس زوجته وأربعة من أبنائه الستة بين الجمهور، ندد أيضا بالارتفاع في عدد الهجمات المعادية للسامية، لكنه حرص على عدم توجيه أصابع الاتهام ضد أي شخص محدد.
وتحدثت وكالة «جويش تلغرافيك» مع غرينبلات، وفيما يلي جزء من الحديث الذي أجري معه.

*كيف تسير حياتك منذ مغادرتك للبيت الأبيض؟
- أستمتع بها حقا. أتناول الإفطار مع زوجتي كل صباح، وأجري الكثير من اللقاءات المثيرة للغاية، ولكن معظم الوقت أقضيه مع عائلتي، وأحاول تعويض ثلاث سنوات، وأنا أحاول حقا أن أكون أبا وزوجا من جديد.
*ما هي خططك لحياتك المهنية الآن؟
- لا أعرف بعد. أريد أن استكشف ما هي الفرص وأين تكمن مواهبي، لكنني أرغب بإبقاء نفسي في المنطقة. أود أن أكون منخرطا في ذلك إلى الحد الذي يمكنني من خلاله دعم البيت الأبيض لدرجة تسمح له بالاستمرار في العمل على هذا الملف.
يدرك الناس أن هناك اليوم تعاملا بين إسرائيل وجيرانها بطرق لم يفعلوها قبل ثلاثة أو خمسة أو سبعة أعوام، ويود الناس المشاركة في ذلك، لذلك يتوجه إلي الكثير من الأشخاص (ويسألون): «كيف يمكنني القيام بأعمال تجارية في السعودية والإمارات وقطر؟ ما الذي يتطلبه الأمر وكيف يمكننا تعميق الروابط بين إسرائيل والمنطقة ودفعها إلى الأمام؟».
*في خطابك، تحدثت عن مدى الاستقبال الجيد الذي حظيت به كيهودي محافظ في العالم العربي. هل فاجأك ذلك؟
- لست متأكدا من أنني فوجئت، ولكنني تعلمت مع كل زيارة أن هناك ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ومدى استعدادهم لإظهار انفتاح وتقبل، وهذا لا يعني على الإطلاق أننا سنصنع السلام فجأة – الأمر أكثر تعقيدا من ذلك – ولكن على أساس إنساني، فإن التفاعل كان رائعا. فلسطيني، سعودي، إماراتي – هذا لا يهم.
*هل أنت متفائل بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين؟
- أعتقد أن لديهم الكثير من القضايا الصعبة التي عليهم حلها. لا أعرف ما إذا كان الطرفان سيتفقان على هذه القضايا الصعبة. لا أعتقد أنه بإمكان أي شخص أن يكون واثقا من ذلك. هذه قضايا معقدة ينقسم عليها الطرفان بشكل غير عادي، وحتى داخل المجتمعين، لذلك أنا لا أعتقد أن بإمكان أي شخص الجلوس هنا والقول إن بالإمكان تحقيق السلام، ولكنني أعتقد أنه سيكون من المؤسف إذا لم نواصل المحاولة باستماتة.
*هل تعتقد أنك جعلت الإسرائيليين والفلسطينيين أقرب إلى الهدف؟
- أعتقد أننا اقتربنا من وضع خطة ينبغي على كلا الجانبين أخذها على محمل الجد. وإذا قاموا بالفعل بقضاء وقت بدراستها وتحدثوا مع بعضهم البعض، فيمكنهم إحراز تقدم. هل سيفعلون ذلك؟ علينا أن ننتظر ونرى.
*لماذا لم يتم نشر الخطة حتى الآن؟ هل سيتم نشرها قبل الانتخابات الإسرائيلية الثالثة هذا العام؟
- لست في البيت الأبيض، لذلك لا أعرف. وإذا كنت أعرف، لا يمكنني أن أخبرك بأي حال، لكنني أعتقد أنهم يجرون التحليل الذي أجريناه في آخر جولتين انتخابيتين، وأعتقد أنه يتعين عليهم اتخاذ قرار. هل سيساعد نشر خطة السلام قبل الانتخابات أم بعد الانتخابات وقبل تشكيل حكومة أم لا؟ لا أعرف ما هي نتائج هذا التحليل.
*ما هو أكبر إنجاز تفخر به وأكثر ما تندم عليه خلال فترتك في البيت الأبيض؟
- أكثر ما أندم عليه هو أنني لن أكون هناك عند إطلاق (خطة السلام). هذا أمر مؤسف، ولكن لدي زوجة وأبناء، لذلك كان عليّ العودة.
أكثر ما أفتخر به؟ كنت سأقول على الأرجح أنني كنت جزءا من القرار المتعلق بالاعتراف بالقدس والسفارة والجولان، وربما حديثي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالطريقة التي كان يجب التحدث بها منذ سنوات.
*هل تغيرت وجهة نظرك حول إمكانية حدوث سلام؟
ـــــ أصبحت أكثر تفاؤلا بسبب التواصل مع الفلسطينيين والإسرائيليين العاديين، وخاصة الجانب الفلسطيني. الأشخاص العاديون الذين قابلتهم والعرب العاديون والقيادة العربية وليس السلطة الفلسطينية، وبالتأكيد ليس «حماس» – أعطوني أملا أكبر بكثير مما كان لدي عندما دخلت هذا المنصب.
*ما هي مخاوفك قبل انتخابات العام 2020، خاصة فيما يتعلق بإسرائيل أو القضايا اليهودية؟
- أعتقد أنه من الصعب الإجابة عن هذا السؤال حتى نرى من هو المرشح في الجانب الديمقراطي. لا يزال هناك الكثير من المرشحين في الساحة. بعضهم قد لا يكون مفيدا لإسرائيل، وأنا لست متأكداً بشأن الآخرين.

عن «تايمز أوف إسرائيل»