كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، عن استراتيجية حركته لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية والتي تتكون من سبعة محاور.
وأوضح الحية، في حوار صحفي أجراه الموقع الرسمي لحركة حماس: "في ظل التغول الاسرائيلي ضد الأرض والإنسان وتهويد القدس ، وغول الاستيطان بالضفة، وملاحقة المقاومة فيها، واستمرار حصار قطاع غزة ، ومحاولات شطب قضية اللاجئين، وتعقيدات المشهد الفلسطيني؛ فإن حماس تقف أمام ذلك بكل مسؤولية، لذلك جعلت لنفسها استراتيجية واضحة لمواجهة هذه الحالة".
وقال: "إن أولى محاور استراتيجية حماس تقوم على تثبيت وتعزيز صمود المواطن الفلسطيني في أماكن وجوده كافة، لافتًا إلى أن حماس تطرق كل الأبواب لجلب الدعم السياسي والمادي والمعنوي لتثبيت ودعم صمود المواطن الفلسطيني.
وأضاف أن المحور الثاني هو العمل على تثبيت وتعزيز صمود المقدسيين في القدس، موجهًا لهم التحية بكل ما يحملونه من محاولات مواجهة الاحتلال، داعيًا شعبنا ومقاومته الباسلة إلى مواجهة عمليات التهويد في المدينة المقدسة.
وأردف الحية، أن حركة حماس في المحور الثالث من استراتيجيتها تعمل على تعزيز علاقتها السياسية مع الدول العربية والإسلامية، مبينًا: "نريد اغتنام فرصة تعزيز علاقاتنا السياسية مع كل الدول الأحزاب والكيانات والشخصيات الداعمة للحق الفلسطيني لحشد الدعم القانوني والسياسي والمعنوي والمادي والإعلامي والدبلوماسي".
وشدد على أن المحور الرابع هو حرص حماس على تحقيق الوحدة الوطنية، وأن الوحدة الوطنية على أسس من الشراكة وتعزيز الديمقراطية هي الوصفة الوطنية المنطقية الواقعية التي يمكن أن نواجه بها الاحتلال والأمريكان و صفقة القرن التي يحاولون من خلالها تذويب القضية.
واستحضر في حديثه: "ذهبنا بكل إيجابية إلى الانتخابات الوطنية العامة التي مهدنا كل السبل لها، وعززنا ذلك وأبدينا المرونة العالية لها، مطالبًا رئيس السلطة محمود عباس بسرعة إعلان موعد الانتخابات، وألّا ينتظر الاحتلال، لنجعل من الانتخابات معركة وطنية مع الاحتلال لنجرمه أمام العالم".
ولفت إلى أن المحور الخامس من استراتيجية حماس يقوم على تعزيز المقاومة الشاملة، لافتًا إلى أنه لا يمكن إزاحة الاحتلال إلا بمقاومة شاملة ينخرط فيها كل أبناء شعبنا الفلسطيني.
وجاء في حديثه: "نحن رفعنا هذا الشعار، ونحشد الدعم الوطني له، وقد ضربنا مثالًا رائعًا في مسيرات العودة، وما زالت المقاومة الشعبية في الضفة الغربية في بعض نماذجها، ونحن داعمون لها"، متمنيًا بأن تكون هناك استراتيجية لإذكاء روح المقاومة الشعبية بكل أشكالها في وجه الاحتلال.
ونوه إلى أن المحور السادس هو تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، وهو أمر على سلّم أولويات حركة حماس، وأن تحريرهم دين في أعناقنا، مردفًا أن الحركة تسعى اليوم لإبرام صفقة مشرفة فيما بين أيدينا من جنود الاحتلال، ولكن الاحتلال هو من يتلكأ ولا يريد دفع الثمن.
وأشار إلى أن المحور السابع في الاستراتيجية هو العمل على تعزيز صمود أهلنا في المنافي، مبينًا أن حماس تسعى إلى تثبيت أهلنا في مخيمات اللجوء وتكثيف الزيارات، ومدهم بكل أشكال المدد والعون.
وفيما بخص اللاجئين، نبه عضو المكتب السياسي، إلى أن هناك محاولات لإخراج اللاجئين من مخيمات لبنان خارج لبنان في مسعى لتفريغ المخيمات من أهلها وإنهاء قضية اللاجئين.
ودعا الحية كل مكونات الأمة رسميًا وشعبيًا إلى عدم العتب على حركة حماس بسبب زيارتها إلى أي دولة، وتفهم حاجة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال إلى دعم الجميع، مذكّرًا بأن حركة حماس منحازة للجميع ومحبة للجميع.
وبحسب الحية، إن العلاقات السياسية لحركة حماس مع الدول قائمة على التوازن والانفتاح لحشد الدعم والسعي لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على أنها قضية شعب تحت الاحتلال تحتاج دعم كل المناصرين والمؤمنين بالحق الفلسطيني.
وأورد أن حركة حماس حرصت منذ تأسيسها على إنشاء علاقات سياسية مع كل الدول التي سمحت بذلك وبالشكل وبالطريقة التي ترغبها، مشيرًا إلى أن حماس تتمتع بعلاقات متميزة مع كثير من الدول رسميًا وشعبيًا.
وفيما يتعلق بالانتخابات، طالب الحية السلطة باستكمال مشوار الوحدة الوطنية، والذهاب للانتخابات، والاتفاق على استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال، وأن تبتعد عن جلد أبناء شعبنا.
وأكمل حديثه بالقول: "إن الاستيطان اليوم يأكل الأخضر واليابس بسبب كبح جماح المقاومة بالضفة، مبينًا أن يد المقاومة لو كانت مطلقة ومرفوع عنها يد التنسيق الأمني والسلطة لأحجم الاحتلال عن كل جرائمه في القدس والأقصى والمستوطنات".
وبين الحية: "نحن جاهزون للوصول إلى حالات توافق وطني في كل المجالات لمواجهة ما يعتري القضية الفلسطينية، وما يخطط لها من مساوئ، وعلى رأسها صفقة القرن"، لافتًا إلى أن الوحدة الوطنية واجبة وضرورة.
ودعا كل مكونات شعبنا الفلسطيني وخاصة الإخوة في حركة فتح إلى الوحدة الوطنية لأنها أساس وعنوان وقوة لنا جميعا، مفيدًا بأن ممارسة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع حق للشعب الفلسطيني، وأن الحركة تؤمن بالتداول السلمي للسلطة، وأن من حق شعبنا أن يختار مَن يمثله وأن يختار قياداته.
كما طالب الحية السلطة بعدم الارتهان لموافقة الاحتلال على إجرائها في القدس، وخوض معركة سياسية معه على كل صندوق اقتراع، مشددًا على أن حماس لا توافق على إجراء الانتخابات العامة بدون القدس؛ لأن القدس عاصمتنا الأبدية، ولن نقبل بما فعلته أمريكا وإسرائيل.
وحول حصار قطاع غزة، وجه الحية رسالة إلى المحاصرِين قال فيها: "إن حماس لن تقبل أن يكون عام 2020 كسابقه، ولن تقبل من الاحتلال حالة التملص والتردد في كسر الحصار".
وأكد على ضرورة إنهاء الحصار المفروض على غزة، مردفًا: "لن نقبل بحال من الأحوال أن يبقى شعبنا الفلسطيني يتضور جوعًا ويتألم، وعلى المحاصرِين أن يقرؤوا هذه الرسالة".
واختتم حديثه بالقول: "إن حركة حماس جاهزة لأن تطرق كل الأبواب، وأن تفتح كل السدود بكل أشكال العمل حتى ينتهي الحصار، مشددًا أن من حق شعبنا الفلسطيني عامة وشعبنا في غزة أن يعيش كريمًا عزيزًا على أرضه، وأن يأكل من يده، وأن يجلب قوته بعزة وكرامة".
وبشأن الاستيطان الإسرائيلي، استنكر الحية سلوك الاحتلال واستيطانه في المنطقة "ج" الذي تدعمه وتحميه أمريكا، مبينًا أن اتفاق أوسلو هو من مهد للاستيطان دون تفكيكه، وزاد أكثر من 600 % تحت مرأى ومسمع السلطة وأجهزتها.
ونبّه إلى أن الاستيطان لا يمكن وقفه إلا بالمقاومة بأشكالها كافة، وليس بملاحقة المقاومة، موضحًا أنه لو علم المستوطنون أن كل بؤرة استيطانية وكل توسعة لبؤرة موجودة ثمنها حياتهم وإنهاء وجودهم لكفوا عن الاستيطان.