تصدير الغاز إلى مصر: إسرائيل تدخل عصراً جديداً

حجم الخط

بقلم: جلعاد سفيك


يوم تاريخي: إسرائيل بدأت بتصدير الغاز لمصر. الغاز يضخ من حقل لافيتان، الذي بدأ، مؤخراً، فقط نشاطه الكامل.
حسب الصفقة مع شركة دولفينز المصرية، فان الشركات المشاركة في حقل لافيتان – نوبل انيرجي، ديلك للتنقيبات وريتسيو – وحقل تمار ستزود مصر بكميات من الغاز الطبيعي بحجم 85 مليار متر مكعب على مدى 15 سنة. يدور الحديث عن نحو عشر حجم الغاز في تمار واقل من 10 في المئة من حجم الغاز في لافيتان. ويقدر حجم الصفقة بـ 15 مليار دولار توزع على مدى عقد. ومن المتوقع للدول أن تتمتع بنحو نصف المداخيل، أي 750 مليون دولار في السنة. وسيضخ الغاز عبر انبوب «مسارات الغاز الإسرائيلية» إلى مصافّ الغاز لأنبوب خط الغاز في عسقلان، ومن هناك عبر انبوب «EMG» الى شبكة الغاز المصرية.
وأصدر وزيرا الطاقة الإسرائيلي والمصري، يوفال شتاينتس وطارق الملا، أول من أمس، بيانا مشتركا عن بدء ضخ الغاز الطبيعي بين الدولتين. وورد في البيان ان «هذا تطور مهم سيخدم المصالح الاقتصادية للطرفين. ستسمح هذه الخطوة لإسرائيل أيضا بتصدير جزء من غازها الطبيعي الى أوروبا من خلال منشآت تسييل الغاز في مصر، ويرفع مستوى مكانة مصر كسوق غاز إقليمية».
وعرض الوزيران التقدم الذي تحقق في أثناء مؤتمر منتدى الغاز الشرق أوسطي، الذي عقد في القاهرة، أول من أمس. وفي اثناء المؤتمر من المتوقع لوزراء الطاقة في إسرائيل، مصر، ايطاليا، اليونان، قبرص، الأردن، والسلطة الفلسطينية أن يقروا تحويل هذا المنتدى إلى منظمة إقليمية.
يوسي آبو، مدير عام ديلك للتنقيبات، الشريكة كما أسلفنا في حقل لافيتان، كان مسؤولا عن ادارة المفاوضات. ويقول آبو انه «في مثل هذا اليوم  التاريخي الذي يعمق ويعزز العلاقة التاريخية بين إسرائيل ومصر ينبعي ان نشكر الرب على عطائه. فضخ الغاز الطبيعي من لافيتان الى مصر يعزز الاستقرار في المنطقة، ويمثل عصرا جديدا في مكانة إسرائيل في اقتصاد الطاقة الاقليمي. فقد بات واضحا اليوم أنه بدون الاستقرار واليقين الذي خلقه مخطط الغاز، ما كان يمكن لهذا أن يحصل. لقد تعافت إسرائيل من الفحم، وأعيد بناء سمعتها في نظر شركات الطاقة الأجنبية».

السلام البارد يسخن
يحمل التصدير إلى مصر، الذي ينضم إلى تصدير الغاز إلى الأردن والذي كانت بدأت إسرائيل به قبل نحو اسبوعين، معه أيضا بشرى جغرافية سياسية صاخبة. «بفضل الغاز الطبيعي يمكن للسلام «البارد» مع الدول العربية أن يسخن جدا»، يقول لـ «إسرائيل اليوم» اللواء احتياط ايتان دانغوت، منسق اعمال الحكومة في «المناطق» سابقا ورئيس صناعات التنقيبات عن الغاز والنفط حاليا. وعلى حد قول دانغوت، فان «معادلتنا مع الدول العربية بسيطة – الاقتصاد يساوي الأمن، وبالعكس.
الخطاب حول إسرائيل يتحول من تهديد وعدو إلى شريك استراتيجي وشريك تجاري. ينشأ فهم بأن مصير المنطقة منوط بالتعاون، وان إسرائيل ليست فقط جزءا منها بل بقدر كبير تقودها.
التقيت، الأسبوع الماضي، رجال استخبارات مصريين كانت لي معهم حالات اتصال في سياق عسكري في حملة عمود السحاب، أما هذه المرة فالتقيت مدنيا كي نتحدث عن الغاز والفرص الاقليمية الكثيرة التي يمكن أن تستمد منه».
سألنا دانغوت اذا لم يكن قلقا من أن إسرائيل تساعد اقتصاد دول ليست مستقرة بالضرورة، ويمكن أن تقف على رأسها محافل متطرفة معادية لإسرائيل، مثل حكم «الاخوان المسلمين» في مصر في أثناء العقد الماضي؟
«قبل كل شيء، الصنبور في ايدينا. فإذا ما وقعت - لا سمح الله - احداث سلبية وتوصلنا الى الاستنتاج بأن استمرار ضخ الغاز يمس بالأمن القومي، فسيكون بوسعنا العمل بما يتناسب والحال. أنا على قناعة بأن الفرص أكبر بكثير من المخاطر، ويوجد للصفقة مع مصر جوانب ايجابية حتى في شؤوننا المتعلقة بلبنان بالنسبة للمياه الاقليمية وبالاتراك. في الجانب الأمني – الاستراتيجي ينبغي أن نتذكر بأن إسرائيل تتمتع، الآن، أيضا بتنوع في مصادر الطاقة لديها. والحادثة في أيار الماضي والتي توقف فيها ضخ الغاز الى إسرائيل، بسبب تهديد امني تعرض له حقل تمار، لن تتكرر، بفضل لافيتان وكريش – تنين الذي سيبدأ بالعمل بعد نحو سنة.
والى ذلك، بعث الرئيس رؤوبين ريفلين، أول من أمس، رسالة احتفالية للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إثر بيان الوزيرين. وكتب الرئيس ريفلين في رسالته لنظيره المصري يقول: «هذا يوم احتفالي في تاريخ العلاقات بين بلدينا. وبينما أكتب لك، فان الغاز الطبيعي بدأ يضخ من حقل لافيتان الى مصر فيربط بين دولتينا وشعبينا. ضخ الغاز يجلب معه فضائل لاقتصادنا ويعمق العلاقة بين مصر وإسرائيل بعد أكثر من 40 سنة من السلام».

عن «إسرائيل اليوم»