قانون الأغوار قبل الانتخابات

حجم الخط

بقلم: ليمور سمميان درش



خير ما يأتي مع هذه الحملات الانتخابية. فرغم عدم الاستقرار السياسي، تتضح في قلب العاصفة الايديولوجيا.
حزب العمل القديم يخلي مكانه لحزب العمل الجديد – "أزرق أبيض" – وهذا ينخرط رويدا رويدا في كتلة يسارية واضحة مع "ميرتس" والقائمة المشتركة.
رأينا هذا في الاتصالات لإقامة حكومة أقلية، وسمعنا هنا بالتهديدات الأخيرة لأحمد الطيبي ليوعز هندل، والتي أخرجت الى النور التعلق المتبادل الذي نشأ هناك. كما أن الوجه الحقيقي لليبرمان بات واضحا للجميع منذ الآن، بعد أن ارتبط بكتلة اليسار في المفاوضات الائتلافية، في قانون الكاميرات، وكذا الان في مداولات الحصانة.
وفي اليمين؟ قبل نحو شهر أعلن رئيس الوزراء نتنياهو أنه بعد أن تتشكل حكومة برئاسته، فإنها ستضم غور الأردن. ولكن في ضوء وجود حكومة انتقالية، من المشكوك فيه أن يكون المستشارون القانونيون أكدوا أنه من الواجب الانتظار قبل التنفيذ الفعلي لهذه الخطوة الى ما بعد الانتخابات.
ولكن  ففضلا عن حقيقة أن ظروف الخطوة نضجت بفضل العلاقات السياسية والشخصية الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فان هذه الخطوة بالذات قد تؤدي إلى حسم واضح بين الكتلتين.
أولاً، لا يوجد مانع قانوني. في الكنيست، التي حلت، حسب القانون، من المسموح للحكومة أن تطرح مشاريع قوانين على الكنيست لاقرارها.
واذا ما جرت محاولة لعرقلة الخطوة بالحجة الهزيلة بأن الحكومة "انتقالية"، فيجب الكشف عن ذلك.
تذكروا أن محكمة العدل العليا قضت، منذ عهد اولمرت، بأن الحكومة الانتقالية يمكنها أن تواصل الاهتمام بالشؤون السياسية مثل كل حكومة، ولم تمنعها من مواصلة المفاوضات السياسية المتقدمة التي ادارتها. بل أضاف القضاة في حينه إنه اذا كان هناك تغيير سياسي ذو مغزى، مثلما في مكانة القدس أو الجولان، فسيطرح الامر على الكنيست لإقراره.
بكلمات اخرى، كون الكنيست تصوت في النهاية على الخطوة، فلا يوجد هنا اكراه. فضلا عن ذلك، بينما كان واضحا في عهد اولمرت أن خريطة الاحزاب تتغير، وان اليسار يسقط واليمين يصعد الى الحكم، وبالتالي فان المفاوضات التي أدارتها الحكومة كانت بمثابة اختطاف سياسي، فان الوضع السياسي اليوم مختلف.
فخارطة الاحزاب والكتل مستقرة، وحسب الاستطلاعات من غير المتوقع حدوث تغيير متطرف. موقف معظم النواب، الآن، لن يكون مختلفا عن رأيهم في المستقبل القريب.
ثانيا، من ناحية سياسية، فان توقيت الخطوة، وبدءها الآن مهمان. في كل حملات الانتخابات في السنة الاخيرة اتخذ "أزرق أبيض" و"إسرائيل بيتنا" غطاء يمينيا عشية الانتخابات، وذلك للتشويش على فراغهما الايديولوجي. وحقيقة أنهما حاولا استعادة ائتلاف رابين – اوسلو بعد الانتخابات، لم تمنعهما من مواصلة الحيلة المكشوفة. هكذا ايضا في كل ما يتعلق بالتصريحات المتضاربة عن الموافقة على ضم غور الأردن. اذا عارض "أزرق أبيض" القانون، الآن، فسيكون واضحا انه اختار الاستسلام لاقامة ائتلاف مع القائمة المشتركة بعد الانتخابات.
واذا عارض ليبرمان، سيتبين مرة اخرى ان الكراهية لنتنياهو تفوق لديه محبة بلاد إسرائيل.
واذا لم ينجح القانون بسبب هذين الحزبين، فسيعرف الجمهور، ببساطة شديدة أنه في هذه المرة ايضا ستكون الانتخابات بين اليمين واليسار الايديولوجي.
وأخيراً، إذا كان انطلاقا من الرغبة في الغمز للناخبين ستحظى الخطوة بالذات باقرار الكنيست فإننا سنكسب الأهم من كل شيء: اعترافا متجددا بإقليم آخر من الوطن التاريخي كأرض سيادية لدولة إسرائيل.

عن "إسرائيل اليوم"