زعم جنرال إسرائيلي، اليوم الأحد، بأن تحقيق اتفاق تسوية طويلة الأمد مع حركة حماس في غزة، يتطلب تنفيذ ثلاثة شروط أساسية، معتبرًا أنها كلمات مفتتاحية لأي "هدوء بعيد المدى".
وقال الجنرال ميخال ميليشتاين، في مقالٍ نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن "الشرط الأول يتمثل في تعهد حماس بوقف التعاظم العسكري، بما في ذلك عدم نقل عملياتها إلى الضفة الغربية، وثانيها فرض سيطرة الحركة المحكمة على باقي المجموعات المسلحة في القطاع، وثالثها إيجاد تسوية لموضوع الأسرى الإسرائيليين في غزة".
وأضاف ميليشتاين وهو الرئيس السابق للشعبة الفلسطينية بجهاز الاستخبارات العسكرية-أمان: "بعد انتهاء جولة المواجهة الأخيرة في تشرين الثاني/ نوفمبر، فقد بات واضحًا أن من يقود حالة التصعيد التدريجي في القطاع اليوم هي حماس، وليس أحدًا سواها، خاصة من خلال البالونات الحارقة والمشتعلة، رغبة منها بإبداء عدم رضاها عن مستوى التسهيلات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل إلى القطاع".
واستدرك ميليشتاين، رئيس قسم الدراسات الفلسطينية بمركز ديان: "لكن في حال أرادت الحكومة الإسرائيلية الحالية أو المستقبلية إبرام تسوية مع حماس، فيجب الطلب منها إنجاز الشروط الثلاثة".
ورأى أن "الشرط الأقسى فيها جميعًا هو مدى رغبة وقدرة حماس على فرض سيطرتها على تلك المجموعات المسلحة الصغيرة، وهو ما امتنعت عنه حماس حتى الآن منذ سنوات طويلة، الأمر الذي يتطلب من إسرائيل العمل على حشر حماس في الزاوية؛ لإجبارها على الضغط على تلك المجموعات، ووقف إطلاق صواريخها المتفاوتة بين حين وآخر".
وتابع: "طالما أن تلك الشروط لم تتحقق مع حماس، فمن المهم على إسرائيل أن تبدي حذرًا إزاء أي حديث أو تلميح بأننا نقترب من تسوية مع حماس، والاقتصار على تهدئة مؤقتة وتفاهمات تكتيكية، وليس هدنة استراتيجية قد تجلب تغييرًا عميقًا في الساحة الغزية".
وأشار ميليشتاين المستشار السابق للشؤون الفلسطينية بمكتب المنسق الإسرائيلي بوزارة الأمن، إلى أن "ترتيبات التسوية مع حماس ليست هي التي يتم تداولها في وسائل الإعلام".
وقال: "إنه طالما أن حماس لا تنوي كبح جماح المجموعات المسلحة الصغيرة في القطاع، فيجب الحذر الإسرائيلي من إرسال الإشارات عن قرب إنجاز هذه التهدئة؛ لأننا في الحد الأقصى نتحدث عن تهدئة مؤقتة زمنيًا، أو تفاهمات تكتيكية، ليس أكثر".
وأضاف: "إن الهدنة بعيدة المدى في غزة ليست سلبية، رغم أنها ستؤذي السلطة الفلسطينية في الداخل والخارج، ويرافقها ترسيخ سلطة حماس، وتمنح إسرائيل هدوءا استراتيجيا، خاصة لمستوطني غلاف غزة، وتحسن الواقع المعيشي بالقطاع، وتمهد الطريق لإحداث تسوية واسعة بالمنطقة". بحسب ما نقله "عربي 21".
وبين أنه "في ظل غياب أفق استراتيجي وبدائل بعيدة المدى، وفي الأساس منها مسألتين: عدم وجود السلطة الفلسطينية في غزة، لأن أبو مازن شخصيًا لا يبدي تحمسه كثيرًا لسيطرته على القطاع، أو إعادة احتلال القطاع، فإن التهدئة بعيدة المدى مع حماس تبدو فكرة قابلة للنقاش، والطرح برأس ثقيلة، لكن ما يجري في الشهور الأخيرة بين حماس وإسرائيل، بصورة غير مباشرة، بعيد جدًا عن التهدئة الاستراتيجية بعيدة المدى". وفق حديثه.
واستطرد الجنرال الإسرائيلي؛ قائلًا: "لا أظن أن اللاعبين الأساسيين، لاسيما حماس، في عجلة من أمرها لإبرام هذه التهدئة، والأسباب واضحة، أهمها أن إسرائيل عشية حملة انتخابية، ولا تبدو مهيأة لاتخاذ قرارات استراتيجية حاسمة، مع أن كثيرين في إسرائيل معنيون بإبراز أن تقدما ما يحصل مع حماس، سواء لاعتبارات سياسية داخلية، أو أمنية خارجية".
وذكرت وسائل إعلام عبرية مساء يوم الأحد، أن وحدات "الإرباك الليلي" أعادت نشاطها قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة .
وقال موقع (0404) العبري، إنّ "عدد من الشبان الفلسطينيين يقومون بإلقاء العشرات من العبوات المتفجرة نحو قوات الجيش عند حدود قطاع غزة".
وكان موقع (حدشوت 24)، أكد على أن عشرات البالونات مفخخة أطلقت خلال الأيام الماضية من قطاع غزة نحو مستوطنات الغلاف.