اقتحمت منذ ساعات الصباح الأولى قوات من حرس الحدود الاسرائيلي ، والشرطة باحات المسجد الأقصى المبارك ، وأغلقت أبواب المسجد ، ومنعت المصلين من الوصول الى الحرم القدسي ، فيما حاصرت المرابطين ، وقامت بإطلاق الرصاص الحي في حرم الأقصى ، وقذفت بالغاز المسيل للدموع ، بغية إخراج المرابطين منه .
وجراء الاعتداء الشرس الذي نفذته قوات الاحتلال في الاقصى اليوم الأحد ، أصيب العديد من المرابطين والمصلين الذين كانوا يتواجدون اثناء عملية الاقتحام .
وأفادت مصادر محلية، أن قوات كبيرة من الشرطة اقتحمت الأقصى، لإخلائه من المعتكفين فيه وتأمين اقتحامات المستوطنين، بمناسبة ما يسمى "رأس السنة العبرية"، ما أدى لاندلاع مواجهات داخل باحات المسجد، وصلت حتى المصلى القبلي الذي أمطرته قوات الاحتلال بالغاز والرصاص المطاطي.
وأوضحت المصادر أن شابين أصيبا جراء استخدام قوات الاحتلال للرصاص المطاطي وغاز الفلفل، في حين اعتدى عناصر الشرطة بالضرب على مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، ورئيسة الحرس. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أبعدت كافة حراس الأقصى إلى باب السلسلة، ومنعت الرجال والنساء من دخول المسجد، مبينا، أن مواجهات اندلعت في باب حطة تزامنا مع المواجهات داخل الأقصى.
بدوره دعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها المستمرة لتهويد المسجد الأقصى .
وقال أبوردينة ، الأحد ـ «يجب أن يكون معروفا لدى إسرائيل والولايات المتحدة التي تدعمها بشكل غير معقول أن الحرم القدس ي والمقدسات خطوط حمراء»عربية وإسلامية ومسيحية «لا يمكن التساهل بشأنها».
وحمل أبوردينة الحكومة الإسرائيلية مسئولية وقف هذه الاقتحامات والإجراءات التصعيدية الخطيرة، موضحا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أجرى اتصالات خلال الاسبوع الماضي مع الجانب الأردني والمغربي ومنظمة التعاون الإسلامية لمواجهة هجمة التهويد التي يتعرض لها المسجد الأقصى.
وأضاف الناطق الفلسطيني أن انعكاسات هذه التصرفات الخطيرة لن تكون على الساحة الفلسطينية فحسب بل العربية والإسلامية والدولية، مؤكدا أن الرئاسة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الحملة الإسرائيلية.
من جهتها دعت حركة "فتح" في القدس المحتلة، اليوم الأحد، جماهير شعبنا في أراضي 48، وفي الضفة الغربية، إلى النّفير العام إلى القدس المحتلة والمسجد الاقصى المبارك، من اجل الدفاع عن مسرى نبينا في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يستبيحه ويعتدي على المصلين والمرابطين والمرابطات منذ الصباح.
وأكد رأفت عليان، الناطق بإسم الحركة، إلى مضاعفة الجهدين العربي والاسلامي للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك من عمليات التهويد، لأن المرحلة التي يمر بها المسجد الأقصى خطيرة جداً، وإن مخططات الاحتلال الإسرائيلي وكيده له رسميا وشعبيا أصبحت واضحة المعالم وان الاعتداءات المتكررة عليه باتت تفرض علينا واجب النفير العام إليه والدفاع عنه أمام هذه الغطرسات الإسرائيلية الباطلة.
وقال عليان، في تصريح له: إن الاحتلال الإسرائيلي تمادى في عدوانه المتواصل على المسجد الأقصى المبارك ووصل الى درجة لم يسبق أن وصلها سابقا، وباتت اقتحامات سوائبه للمسجد تتم تحت رعاية حكومية رسمية. مطالباً بكف يد الاحتلال عن الأقصى المبارك نهائيا ووقف كل المؤامرات والمخططات والهذيان الأسطوري الذي يكيد للأقصى شرا وتقسيما.
وحيا، كافة المرابطين والمعتكفين والمدافعين عن المسجد الأقصى رجالا ونساء بأجسادهم وإراداتهم الفولاذية، مؤكداً على ضرورة وضع مخطط كامل لواجهة الهجمات الاسرائيلية صوب المقدسات الفلسطينية والوقوف جنباً لجنب لدعم صمود اهالي القدس.
وحذر عليان، من أن هذه الانتهاكات في غاية الخطورة، وتثير مشاعر المسلمين في العالم كله، داعياً الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، إلى التدخل الفوري والسريع واتخاذ السبل كافة من أجل حماية المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الفلسطينية.
وأكد على ضرورة أن تبقى قضية القدس هي الابرز والأكثر مركزية في مشهد النضال الفلسطيني والصراع مع الاحتلال، وقال: "ليس هناك قضية يمكن ان
تتقدم على هذه القضية، فالقدس هي الاساس ليس فقط على صعيد الشعارات وإنما على مستوى العمل على الأرض". وان هذه الجرائم الاسرائيلية، بحق الاقصى والقدس، لن تمر على ابناء شعبنا، الذي سيتصدى لهذه الجرائم مهما كلف ذلك من ثمن.
ودعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني لجنة القدس ومنظمة المؤتمر الاسلامي الى عقد جلسة خاصة وتحمل مسؤولياتها تجاه الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى ، وخطة حكومة الاحتلال للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى .
وقالت الجبهة حكومة نتنياهو تصعد من اجراءاتها العدوانية وتضرب بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والإنسانية ، وتعطي الضوء الاخضر لعصابات الارهاب وبحماية من جيش الاحتلال بعمليات الاقتحام اليومي والمستمر للمسجد الاقصى ، في ظل صمت عربي ودولي .
واعتبرت الجبهة اقتحام وزير الزراعة الاسرائيلي "اوري ارئيل" للمسجد الاقصى ، تأكيداً اسرائيلياً على تطبيق سياسة الامر الواقع وتهويد المدينة التي تقوم بها حكومة الاحتلال.
وتابعت الجبهة إن حكومة الاحتلال تمرر مخططاتها بتهويد ممنهج يهدد مستقبل المدينة والأقصى المبارك لبسط سيطرتها عليه بالتقسيم الزماني والمكاني.
وأضافت الجبهة إن ما تقوم به حكومة الاحتلال من تصعيد وحشي تجاه مدينة القدس، والتشجيع والمساندة والدعم والحماية التي تقدمها للمستوطنين المتطرفين، هي رسالة حرب وتحد اخر يضاف إلى سجل تحدياتها كدولة فوق القانون للمجتمع الدولي، لتؤكد الطابع العنصري والفاشي لدولة الاحتلال، ضمن رسالة مفتوحة للعالم أجمع على ارهاب الدولة المنظم الذي يمارس على مرأى ومسمع العالم تجاه المدنيين.
وأكدت الجبهة ان القدس هي العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية وهي جزء لايتجزأ من الاراضي المحتلة عام 67 وان كل اجراءات الاحتلال فيها باطلة وغير قانونية ولن تضفي أي شرعية على محاولات تهويدها.
وطالبت المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان ومنظمة اليونسكو بالتحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات المتكررة بحق الأماكن المقدسة ودور العبادة، ونقل صورة الاوضاع وجرائم حكومة الاحتلال للعالم أجمع.