قال جابر بن عبدالله المحدث، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم. قلنا: من أين ذاك؟ قال: العجم يمنعون ذلك ، ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدي. قلنا: من أين ذاك؟ قال: الروم -تدبر! قال في أهل العراق: العجم، وقال في أهل الشام: الروم يمنعون ذاك- ثم سكت هنيهة، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثواً ولا يعده عداً".
المصدر صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 2913
أما عن شرح الحديث فهي كالتالي..
يوشك: أي يكاد من غير قطع تام ومن غير إنتهاء.
اهل الشام : سكان الإقليم التي عاصمته (دمشق) إذ هي أقدم عاصمة في التاريخ ويعود تاريخها كما أشارنا إلى بانيها وسميت دمشق بالشام اشتقاقاً ونسبة إلى سام بن نوح باني تلك المدينه.
الا يجبي: الا يصدر إليهم فلا يستوردون
المدي: وهو مكيال معروف لدى أهل الشامي وهو اثنا وعشرون صاعاً ونصف والصاع ثلاثة أمداد والمد ما يملأ الكفين المتوسطين .
والمدي مكيال عند اهل الشام كما القفيز عند أهل العراق والإردب عند أهل مصر والصاع في جزيرة العرب كما اشرنا سابقاً .
الدينار : كناية عن العملة والمال بشكل عام .
الروم : من العجم يقول ابن كثير هم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم, ويقال لهم بنو الأصفر, وكانوا علي دين اليونان; واليونان من سلالة يافث بن نوح أبناء عم الترك, وكانوا يعبدون الكواكب السيارة, فكان الروم علي دينهم إلي بعد مبعث المسيح (عليه السلام) بنحو من ثلاثمائة سنة, وكان من ملك منهم الشام مع الجزيرة يقال له( قيصر) .
شرح هذا المقطع من الحديث:
في هذه الجزئية من الحديث تعبيراً عن الحصار وإن كان لم يعرف وقت الصحابه ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى فهو حصاراً اقتصادياً يضرب بأطنابه أرض الشام فهذا التعبير تعبيراً دقيقاً لما سيحصل في الشام لاحقاً.
أن حصار العراق كان بواسطة العجم ممثلاً بـ (مجلس الأمن) فنجد من بين مجلس الأمن حينذاك ومن الأعضاء الدائمين (بريطانيا وفرنسا) من الروم خصوصاً ولكنهم في الأشمل من العجم ... ومن باب التغليب للشيء ذكرو من العجم لأن معهم (روسيا وأمريكا والصين).
اما حصار الشام فقد خصص هنا من قبل الروم فقط (الدول الأوروبيه) وها نحن نرى في عصرنا الحاضر نشاهد أن الامبراطورية الكبرى (امريكا) هي في بداية ضعف ووهن يتضح جلياً في ضعفها الاقتصادي كبداية وما تعانيه من مستويات بدأت تتضح جلياً من خلال تقارير التباطؤ والركود الاقتصادي التي تعانيه وارتفاع معدلات البطالة بعكس منطقة اليورو وكذلك تكتل حلف الناتو كقوة عسكرية
وها هو حلف الناتو يبسط سيطرته وقوته ونفوذه في ضرب ليبيا حالياً في ضعف للدور الأمريكي ، نعلم أيضاً ومن خلال بعض النصوص والأحاديث النبوية الشريفه أننا سنكون على موعد مع ملاحم واقتتال عظيم نحن المسلمون مع الروم في آخر الزمان ولم تذكر تلك الدوله التي ستضمحل قوتها (أمريكا) . وهنا الذكر يتضح للروم وما سيكون لهم من صولات وجولات في آخر الزمان، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس، فيفتحها الله، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله ، ثم تغزون الدجال ، فيفتحها الله"
الراوي: نافع بن عتبة بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2969