الـقـطـار الـجـوي إلـى إسـرائـيـل يفنّد أسطورة «العزلة السياسية»

حجم الخط

بقلم: عميحاي أتالي

 

 


هذه أيام ليست سوية العقل كثيراً في دولة إسرائيل. في واقع الأمر ليست أياما، بل شهورا، وباتت اكثر من سنة. ولكن فجأة، بين تبادل تراشق السياسيين في حملة الانتخابات التي لا تنتهي، وتحت ظل السحب السياسية المتلبدة جدا، تتلقى إسرائيل هدية عظمى، وكلنا يمكننا أن نشهد للحظة القوة والمكانة الدولية للدولة في العالم.
يمكن أن نتعهد بأن كل من لا يزال يتلفظ بتعبير "العزلة السياسية" لم يكن في مطار بن غوريون، أول من أمس. فسماء إسرائيل الصغيرة بالكاد نجحت في أن تحتوي القطار الجوي العظيم الذي هبط هنا.
منتدى الكارثة الدولي هو مبادرة لهيئة خاصة، ولكن من أخذ على عاتقه رعايتها وتطويرها بيدين من ذهب هو رئيس الدولة، روبين ريفلين، وفريقه المتفاني.
صحيح أن بنيامين نتنياهو لم يكن هو الذي نظم مسيرة الزعماء العالمية التي تجري هنا في هذه اللحظات، ولكن لا يمكن أن نتجاهل قوتها العظيمة التي تجسدت هنا. فلم تهبط هنا فقط، ابتداء من أول من أمس، العصبة المحترمة للغاية التي أمت في آن واحد دولة إسرائيل، فمع أن سبب الوصول ليس كامل الاوصاف، الا انه كان أكثر من بهيج لو أن زعماء كل العالم جاؤوا هنا كي يشاركوا في مؤتمر علمي استثنائي أو في حدث ثقافي أو رياضي، ولكن ما العمل، هذا ما يوجد ومع هذا سنتدبر أنفسنا.
كما أسلفنا، فان المدعوين هم رجال منتدى الكارثة، والمضيف الرسمي والذي يتصدر الحدث هو الرئيس ريفلين، ولكن لا يمكن أن نقطع الكمية المجنونة من اذون الوصول عمن يقف على رأس حكومة إسرائيل في العقد الماضي: بنيامين نتنياهو. لا يمكن ان ننتقد الرجل في أي فرصة كانت ونلقي عليه بالمسؤولية عن الوضع الصحي والمواصلات العامة، وألا نعزو له الانجازات. نتنياهو، وهذا هو فضله السياسي الكبير جدا على منافسه بيني غانتس، هو رجل يثير المشاعر.
الناس يحبونه جدا أو يكرهونه. وهو يبقي معسكرا يضم عشرات المقاعد، هدفهم المشترك هو فقط تطييره من الحياة العامة، ومن جهة أخرى، يدفع مؤيديه للخروج عن أطوارهم. فهم مستعدون لان يقطعوا البلاد بالباصات كي يحظوا بمشاهدته يخطب من مسافة عشرات الامتار. لا يوجد أي شخص كهذا في السياسة الإسرائيلية اليوم.
هكذا ايضا في عمله الدبلوماسي. فالكثيرون من زعماء العالم يقدرون القدرة والقوة. وحقيقة أن نتنياهو يجلس على الكرسي ذاته منذ 11 سنة على التوالي لا بد تساعد في تعزيز العلامة التجارية. هو ليس جيدا جدا في الدراسة الجدية للامور، ولكن في العرض الذي توجبه اللقاءات الثنائية وكذا القدرة على جمع كل طاقته لخطاب مهم او للقاء ذي مغزى لم يكن أي رئيس وزراء بلغ مستوى نتنياهو.

عن "يديعوت"