ناقشت ورقة سياسات عامة بعنوان تفعيل انتخابات مجالس الطلبة في جامعات قطاع غزة واقع العملية الديمقراطية للحركة الطلابية وإمكانية تحقيقها في ظل ظروف سياسية معقدة وغياب واضح للدور النقابي الطلابي.
وجاءت الورقة في مؤتمر بعنوان "مختبر السياسات العامة والتفكير الإستراتيجي" من تنفيذ مركز بال ثينك للدراسات الإستراتيجية بغزة.
بدورها، قالت معدة الورقة الباحثة هالة أبو عبدو إنّ "انتخابات مجالس الطلبة في قطاع غزة توقفت منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007"، مشيرةً إلى أنها لم تجرى سوى مرة واحدة في الجامعة الإسلامية عام 2011 حيث تم تشكيل مجلس طلبة الجامعة حينها بالتزكية.
وأكدت الباحثة أبو عبدو أن المشكلة السياساتية لهذه القضية قائمة ومتجذرة، حيث أدت إلى غياب الديمقراطية في الحياة الجامعية وانعدام الفرصة على إعداد كوادر شبابية ونخب سياسية شابة تكون قادرة على مواجهة التحديات سواء على صعيد الاحتلال الاسرائيلي أو الانقسام الداخلي وما يليه من تبعات في إطار الحياة الجامعية وظروفها الصعبة.
وركزت الباحثة أبو عبدو على أهم المعيقات التي تواجه إجراء انتخابات مجالس الطلبة في جامعات قطاع غزة ومنها: الانقسام الفلسطيني والسياسة المتعبة من إدارة الجامعات، إضافة إلى غياب ممارسة الحياة النقابية.
وتناولت الباحثة أبو عبدو خلال الورقة مواقف أهم الأطر الفاعلة على الساحة من إجراء الانتخابات ومن أبرزها الشبيبة الفتحاوية التابعة لحركة فتح تقول بإنّ أحد العوائق التي تقف أمام الحركة للمشاركة في الانتخابات هو تعرض كوادرها للاعتقال والملاحقة الأمنية من قبل أمن حماس مطالبين بتوفير ضمانات حقيقية، أما الكتلة الإسلامية التابعة لحماس فقد نفت ذلك مؤكدة استعدادها لإجراء الإنتخابات.
وتنظر كتلة الوحدة الطلابية الإطار الطلابي للجبهة الديمقراطية إلى أن سبب تعطيل انتخابات مجالس الطلبة يعود إلى عدم توفر ضمانات أمنية لجميع الأطر الطلابية، بينما جبهة العمل الطلابي التقدمية التابعة للجبهة الشعبية ترى أن الانتخابات حق مسلوب نظرا لتبعات الانقسام السياسي، كما تؤكد الرابطة الإسلامية التابعة للجهاد الإسلامي عن مقاطعتها لأي انتخابات تجرى على نظام الأغلبية، داعيةً للعمل وفق نظام التمثيل النسبي.
وأوضحت الباحثة خلال الورقة أهمية وجود مجالس طلبة بالجامعات باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد الذي ينادي بحقوق الطلبة، مما تساهم في تخريج النخب في المجتمع، ويمكن الطلبة من انتزاع حقوقهم من قبل إدارة الجامعات، إضافة إلى تنفيذ الأنشطة الرامية إلى نشر الوعي بين الطلبة والالمام بالجوانب الوطنية وما تواجهه من تحديات، إضافة الى بناء شخصية الطالب وأن يكون فعال في المجتمع، وإكساب الطالب المزيد من الخبرات والمهارات اللازمة في حياته الجامعية والعامة.
كما تطرقت الباحثة في الورقة إلى أهم البدائل السياساتية ومن أهمها أولا: إجراء انتخابات مجالس طلبة بشكل دوري في قطاع غزة من خلال إشراك المؤسسات المجتمعية والحقوقية، وعقد جلسات حوار يضم كافة الأطر الطلابية، وتفعيل ميثاق الشرف الموقع عليه من كافة الأطر الطلابية بإشراف خبراء ومختصين.
ثانيا: تحييد انتخابات مجالس الطلبة عن دائرة الانقسام للتمكن من خدمة الطالب والسعي في تشكيل جسم طلابي حيادي وموحد مما يشجع الطلبة على المشاركة في الانتخابات.
ثالثا: تحديث النظام الانتخابي لمجالس الطلبة والسعي نحو تطبيق نظام التمثيل النسبي لأنه يرسخ مبدأ الديمقراطية لدى الطلبة المناط بهم لبناء المجتمع بعد تخرجهم.
وأشارت الباحثة إلى أنه لا يمكن الفصل بين البدائل الثلاثة، مؤكدة أن العلاقة بينهم تكاملية.