قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني د. عماد عمر، إنّ الإعلان عن ما تُمسى بـ"صفقة القرن" بالشروطها التي تم تسريبها عبر وسائل الإعلام، بمثابة انتهاك فاضح للاتفاقيات والقوانين والقرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وإنهاء لما تبقى من حل الدولتين، إضافةً إلى أنّ تأكيد على أنّ الولايات المتحدة بشكلها الحالي لم تعد مؤهلة لأنّ تكون وسيطاً دولياً نزيهاً لأي مشروع تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف عمر في تصريح وصل وكالة "خبر": "إسرائيل سعت منذ سنوات إلى أنّ تكون صفقة القرن قد نُفذت على الأرض قبل الإعلان عنها، والمتابع على أرض الواقع يرى بأنّ إسرائيل تبسط سيادتها بالقوة على المدينة المقدسة، وتُصادر يومياً آلاف الدونمات من أراضي المواطنين في الضفة الغربية، وتُقيم عليها البؤر الاستيطانية في تجهيزها لخطوة قادمة لتقوم بضمها لسيادتها".
ورأى أنّ المطلوب الآن هو إجراءات فلسطينية موحدة لمواجهة هذه الخطة، تتضمن الدعوة لعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للاتفاق على استراتيجية عمل لتصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال في الضفة الغربية وغزّة والقدس، وتوفير كل مقومات الصمود لأهل القدس المحتلة، إلى جانب التنصل من كل الاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإعلان دولة فلسطين وفق قرارات الأمم المتحدة، ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه شعبٍ أعزل يرزح تحت احتلالٍ يغتصب أرضه".
وبيّن عمر أنّ كل ذلك سيؤدي إلى تصدير أزمة جديدة لدولة الاحتلال وإدارة البيت الأبيض التي قد تتجه إلى وقف الإعلان عن صفقة القرن وتأجيلها، أو البحث عن مشاريع تسوية جديدة، ما سيُعطي الفلسطينيين مساحة أكبر للتحرك دولياً.
وختم حديثه، بالقول: "إنّ ذلك يتطلب الذهاب الفوري للإعلان عن انتخابات تشريعية ورئاسية، لانتخاب مجلس تشريعي لدولة فلسطين ورئيس لها، ويتم بموجبه ذلك التوجه إلى المجتمع الدولي لتوفير الحماية لحدود الدولة التي أقرتها الشرعية الدولية وفق حدود الرابع من حزيران لعام 1967".