كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال القيادي البارز في سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا في قطاع غزة.
وبحسب تقرير نشره موقع واللا العبري، فإن "أحد كبار الضباط في الوحدة 9900 في جيش الاحتلال إحدى الوحدات الاستخباراتية، تلقى اتصالًا هاتفيًا على الخط الآمن في وقت غير اعتيادي، وقد فهم على الفور أنه اتخذ قرار باغتيال أبو العطا".
وأورد التقرير: "يقول الضابط في الوحدة 9900 إن أبو العطا كان في مركز اهتمام الأذرع الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وشخصية استحقت الكثير من الاهتمام من "إسرائيل" وحتى من حماس ، لأنه قام بمنع محاولات التوصل إلى اتفاق تهدئة في القطاع، وأجبر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على الاختباء في الملاجئ بعدما أطلق الصواريخ على أسدود خلال حضور الأخير مؤتمرًا انتخابياً لحزب الليكود".
وأكد الضابط الإسرائيلي، على أن المعلومات الاستخباراتية المتراكمة لدى شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال (أمان) وجهاز الشاباك الإسرائيلي كانت تشير بوضوح إلى نوايا الجهاد الإسلامي في تنفيذ عمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي. وفق التقرير
ونوه إلى أن قرار اغتيال أبو العطا قد تم تأجيله أكثر من مرة لظروف عدة، ولكن وبعد ورود معلومات من جهاز الشاباك بأنه يتواجد في أحد المباني في شارع الخليل في حي الشجاعية شرق غزة، تقرر اغتياله على الفور.
ووفق التقرير: "في الطابق الأرضي من المبنى الذي كان يتواجد فيه أبو العطا، توجد خمس شقق سكنية بالإضافة لمحال تجارية، وفي الطابقين العلويين كانت مهمة الاستخبارات والشاباك تحديد المكان الذي يتواجد فيه من أجل تحديد نوع السلاح المناسب (الصواريخ)، التي يجب أن تستخدم في الهجوم، وأيضا اختيار الثغرة الهندسية التي يمكن من خلالها تنفيذ الهجوم مع التأكد من حتمية إصابته بشكل بالغ".
وأضاف ضابط الكوماندوز الإسرائيلي أن الوحدات الخاصة الإسرائيلية خلال عمليات الاعتقال الخطيرة، تتواصل مع ضباط الوحدة 9900، حيث تساعدهم على تحليل المباني هندسيًا، وكذلك تحليل البيئة الهندسية بعمق، بما في ذلك البنية الهندسية للبيت، وأي المداخل يجب اقتحامها وما إلى ذلك من المسائل المتعلقة بتعقيدات المباني والشوارع.
وذكر الموقع العبري أن التحدي الذي تواجه الوحدة 9900 هو الحصول على معلومات استخبارية مع صور من وسائل مختلفة مثل العملاء والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار والحوامات والشبكات الاجتماعية وغيرها من الوسائل الحساسة وتحليل المعلومات حول المصانع والفنادق الشاهقة والمجمعات الهندسية والمباني، وطبيعة وطرق البناء، والتأثيرات الثقافية على الأبنية والاختلافات بين المناطق.
من جهته، أوضح أحد ضباط الوحدة أنهم يقومون بتحليل المبنى بعمق، مع التركيز على كل جدار، وعمود، ونافذة، وطبيعة مواد البناء، وتقسيم طريقة البناء والتشييد.
وبين: "لا يلتزم الجميع بمعايير البناء، فالفريق لديه خبراء يدرسون التطور الهندسي وطبيعة المباني، في كل منطقة، ومن الأمثلة على ذلك: التطور الهندسي وطبيعة البناء في قطاع غزة".
وبدوره، أعلن ضابط كبير في الوحدة 9900 أنه بعد وصول معلومات حول وجود الشهيد أبو العطا في المنزل تم تقسيم المنزل إلى عدة أقسام وذلك بمساعدة جهاز الشاباك، حيث إن الأخير كان لديه كما من المعلومات حول المبنى.
واستحضر قائلاً: "قد يضطر أحد ضباط الوحدة إلى مرافقة الطائرات الإسرائيلية التجسسية ليكون على اطلاع كامل على شكل المبنى، مردفًا: "عندما تلقيت تحديثًا على القرار بشأن اغتيال أبو العطا، قفزت أنا والمهندس المعماري للوحدة في وقت متأخر من الليل".
واستدرك: "لم يطرح عليّ أي سؤال عندما أخبرته بضرورة القدوم إلى مقر الوحدة، لأنه يعلم أن الحديث يدور عن مهمة خطيرة، لقد كنا حريصين جدا أن لا نوقع أكبر عدد من القتلى، من أجل أن لا نعطي حركة حماس فرصة للتدخل إلى جانب الجهاد الإسلامي في الرد على عملية الاغتيال".
ومضى يقول: "بعد اغتيال أبو العطا لاحظنا سرور المؤسسة الأمنية، وأبلغونا أنه لولانا لما تم إنجاز هذا العمل بهذه الدقة، ولكن مهمتنا لم تنته بل بدأنا بتحليل المعلومات الواردة من الشبكات الاجتماعية لتحديد حجم الأضرار، لأن ذلك يساهم بكل تأكيد في تحديد حجم الرد، وكان السؤال الأهم: هل ستشارك حماس في الرد أم لا؟.. هنا كان لنا دور أيضا".
يذكر أنه في الثاني عشر من شهر نوفمبر الماضي أعلن جيش الاحتلال عن اغتيال أبو العطا في غارة استهدفت منزلًا شرقي مدينة غزة، تسببت باستشهاد زوجته وإصابة أبنائه بجراح مختلفة.