تمرّ اليوم الأحد الموافق 26 يناير 2020، الذكرى الـ12 لرحيل القائد القومي الوطني الكبير الحكيم "جورج حبش"، مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؛ الثوري الذي لا يموت، والذي يبقى خالدًا في قلوب محبيه ومحبي ثورة فلسطين النقيّة في بقاع الأرض كافّة، الضمير الوطني والقومي، والمقاتل الصلب، والسياسي الواعي، والمثقف الاستثنائي.
وُلد الدكتور جورج نقولا رزق حبش في فلسطين في مدينة اللد تحديداً عام 1926م في الثاني من شهر أغسطس، لُقب بحكيم الثورة وكان من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة القوميين العرب، عُرف هذا المناضل بعمله وجهده الدؤوب لهزيمة المشروع الصهيوني وقدم الكثير من أجل القضية الفلسطينية، هاجر حبش الذي ينتمي لعائلة ميسورة من الروم الأرثوذكس الأراضي الفلسطينية عام 1948م عام النكبة، ذهب إلى بيروت للالتحاق بالجامعة الأميركية لدراسة طب الأطفال ومارس مهنته في المخيمات الفلسطينية في عمّان.
تنقل جورج حبش بعد تهجيره من فلسطين بين بيروت ودمشق وعمّان وشكّل كتائب الفداء العربي لقناعته بأنّ القوة هي الوسيلة الوحيدة لاسترداد الحق.
بعد تخرجه من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1951م عُيّن معيداً فيها، وفي ذلك الوقت تم التخطيط لعمل مظاهرة لكن الجامعة أحبطت هذه المظاهرة وأغلقت أبوابها، الأمر الذي جعل حبش يقدم إستقالته.
غادر المناضل الفلسطيني بيروت متجهاً إلى العاصمة الأردنية عمّان وافتتح عيادته فيها عام 1952م، وأشرف أثناء تواجده في الأردن على حركة القوميين العرب وتابع نشاطاته السياسية مع نخبة من المثقفين والسياسيين مثل سالم النحاس ومقبل المومني، كما قام بالإشراف على العديد من النشاطات في العراق وسوريا والكويت ولبنان.
ساهمت حركة القوميين العرب الذي أنشأها حبش في ظهور حركاتٍ أخرى في الوطن العربي. بين عامي 1958م وعام 1963م صدر في حق المناضل حبش العديد من الأحكام لاعتقاله.
تولى منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد أن قام بتأسيسها عام 1967م مع مصطفى الزبري.
قام حبش بترويج العديد من العمليات التي تهدف لاختطاف الطائرات الإسرائيلية والهجمات التي تستهدف السفارات الإسرائيلية في دول غربية إضافةً إلى ترويجه لنشاطات تفجير خطوط الغاز والنفط.
غادر حبش الأردن متجهاً إلى لبنان بعد إخراج الفدائيين من الأردن عام 1970م بعد أحداث أيلول الأسود.
حاول العدو الإسرائيلي اغتياله واعتقاله لعدة مرات باءت جميعها بالفشل، حيث حاولت "إسرائيل" اختطاف إحدى الطائرات لاعتقادها بأنّ حبش على متنها وذلك عام 1973م وكانت هذه الطائرة متجهة من العاصمة اللبنانية بيروت إلى بغداد.
احتج حبش على سياسة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الأمر الذي دعاه لإعلان انسحاب تنظيمه من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت بعد حصارها عام 1982م انتقل إلى دمشق. عام 2000م قدم استقالته من الأمانة العامة للحزب بسبب الظروف الصحية التي كان يعاني منها وعاد إلى الأردن لتلقي العلاج.
كان حبش من المعارضين بشدة للاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانب الفلسطيني و"إسرائيل" لإيمانه بأنّ هذه الاتفاقيات تخدم مصلحة "إسرائيل" من أبرزها اتفاقية أوسلو.
تزوج حبش من ابنة عمه هيلدا حبش عام 1961م وأنجب منها ابنتين.
لعبت حركة القوميين العرب دوراً كبيراً في التحركات الجماهيرية والمظاهرات في الشارع العربي بعد فك الوحدة بين سوريا ومصر عام 1961م، وكان أحد المتهمين في انقلاب جاسم علوان في دمشق.
قابل حبش الرئيس المصري جمال عبد الناصر عام 1964م بعد مغادرته لبنان متجهاً إلى القاهرة ونشأت بينهما علاقة من المودة والصداقة.
بعد معاناة حبش من المشاكل الصحية أقام في الأردن عام 2003م لتلقي العلاج في مستشفيات العاصمة عمّان، إلى أن وضعه الصحي تدهور وأُصيب بجلطةٍ قلبية توفي على إثرها في السادس والعشرين من شهر يناير عام 2008م.
دُفن حبش في مقبرة سحاب في العاصمة الأردنية عمان وشيّع جثمانه ما يقارب الألفي شخص.
أقوال مأثورة للمناضل جورج حبش"
- "أنا إسلاميّ التربية، مسيحيّ الديانة، اشتراكيّ الانتماء".
- "سنجعل من كل حمامة سلام قنبلة نفجرها في عالم السلام الإمبريالي الصهيوني الرجعي".
- "ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة".
- "على جماجم وعظام شهدائنا نبني جسر الحرية".
- "نحن لا نبرئ كل من لا يرفع إصبع الاتهام في وجه مضطهدي الشعوب".
- "تستطيع طائرات العدو أن تقصف مخيماتنا وأن تقتل شيوخنا وأطفالنا وأن تهدم بيوتنا ولكنها لن تستطيع أن تقتل روح النضال فينا".
- "رفاقنا الحقيقيون هناك في سجون العدو وعندما يخرجون سوف ترون ذلك".
- "قسماً ببرتقال يافا وذكريات اللاجئينا سنحاسب البائعين لأرضنا والمشترينا".
- "إنّ السلطة السياسية تنبع من فوهات البنادق".
- "عارٌ على يدي إذا صافحت يداً طوحت بأعناق شعبي".
- "إن المقاتل غير الواعي سياسيا كأنما يوجه فوهة البندقية إلى صدره".