قالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) إنّها بخطورة بالغة للإعلان الأمريكي المرتقب عما يعرف باسم (صفقة القرن) وذلك خلال الساعات المقبلة، مؤكدةً أن هذا الإعلان يشكل جريمة دولية تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وتثبيت لشريعة الغاب؛ وسياسيات الأمر الواقع؛ وتمثل انحيازاً تاماً، ودعماً لجرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت الهيئة الدولية (حشد) في بيان صحفي وصل "خبر"، أن الإجراءات الأمريكية المتتالية منذ إعلان ترامب الاعتراف بمدنية القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال و نقل السفارة الأمريكية لها وقطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ومحاولة الغاء صفة اللاجئ المتوارثة ومنع تجديد ولاية (أونروا) واغلاق مكتب منظمة التحرير في الولايات المتحدة ومحاولات تغيير المركز القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة، وغير ذلك من إجراءات لدعم الاحتلال عسكريا وسياسيا واقتصاديا وصولاً لقرب إعلان (صفقة القرن)، تشكل جريمة دولية ومخالفة واضحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ وقواعد القانون الدولي، بما في ذلك حق الشعوب في تقرير مصيرها، وحق للاجئين بالعودة إلى ديارهم، وعدم شرعية الاستيطان، وعدم جواز ضم الأقاليم المحتلة، الأمر الذي يحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية الدولية عن كافة النتائج المرتبة عن هذه الخطة.
وأضافت، أن التحديات الراهنة والجرائم الأميركية والإسرائيلية تتطلب على وجه السرعة العمل على طي صفحة الانقسام الداخلي والانتقال لمربع استعادة الوحدة الوطنية على أساس الشراكة السياسية بوصف ذلك أقصر الطرق لمواجهة (صفقة القرن).
وشددت على أن اللحظة التاريخية الراهنة تفرض علي الفلسطينيين الدعوة إلى لقاء يضم الكل الوطني والمجتمعي للاتفاق على خطة عمل تفصيلية وشاملة لمواجهة (صفقة القرن)، تُمَكِّنُ الشعبَ الفلسطيني أينما تواجد من الدفاع عن مصيره وعن
وطنه الذي لا وطن سواه، وتركّز على إحداث تغيير تراكمي في موازين القوى بما يُمَكِّنُ شعبَنا من استعادة حقوقه الوطنية.
وطالبت المجتمع الدولي وبشكل خاص هيئة الأمم المتحدة، بضرورة الالتزام بواجباتها القانونية والأخلاقية تجاه ضمان احترام القانون الدولي وضع حد للإجراءات والجرائم الأمريكية – الإسرائيلية الهادفة لتسيس القانون الدولي ومبادئه المستقرة، ووقف انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف.
وحثت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية بما في ذلك الاتحادات البرلمانية للعمل على إصدار قرارات تتبي من خلالها الموقف الرسمي والشعبي الفلسطيني الرافض لما يسمي بــــ (صفقة القرن)، والعمل على استصدار قرارات تقضي بمقاطعة إسرائيل لعدم التزامها بقرارات الأمم المتحدة.
كما طالبت المجتمع الدولي بالقيام بمسؤوليته بإنفاذ ما صدر عنه من قرارات تضمن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما في ذلك القرارات التي تؤكد عدم شرعية الاحتلال والاستيطان الاستعماري والحصار الإسرائيلي، وعدم شرعية أي تعديلات على الوضع الخاص لمدينة القدس، والعمل
الجاد لتفعيل الإجراءات المنصوص عليها في الباب السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال.
ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي بتحويل قرارات القمم العربية والإسلامية الي إجراءات عملية لحماية الحقوق الفلسطينية والفلسطينيين ودعم نضالهم لإسقاط (صفقة القرن)، ومنع التطبيع المجاني مع دولة الاحتلال، والعمل على حماية مدنية القدس، مواجهة جرائم الاستيطان الاستعماري، ورفع
الحصار عن غزة، ودعم صمود الفلسطينيين تحت الاحتلال.
وشددت على حق الشعب الفلسطيني وفي كافة التجمعات بمقاومة الاحتلال والمخططات الاستعمارية وتطالب بتفعيل حملات المقاطعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأكاديمياً، بما في ذلك الحرص على استثمار طاقات الجاليات الفلسطينية في توسيع شبكات التضامن والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأكدت على أهمية إحالة ملفات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، إلى المحكمة الجنائية الدولية، التوجه لمحكمة العدل في لاهاي، وتحميل دول العالم مسؤولياتها إزاء الانتهاكات والجرائم اليومية التي ترتكبها دولة الاحتلال والمستوطنون بما يساهم في لجم الاحتلال وعدوانه المتواصل ونظام الابارتهايد الذي يفرضه.
ودعت الدول الأطراف الموقعة على اتفاقيات جنيف لعقد مؤتمر عاجل من اجل الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائم الحرب بحق المدنيين الفلسطيني والأعيان المدنية، وإجبارها على الالتزام بأحكام القانون الدولي الإنساني.
كما حثت القيادة الفلسطينية بوقف الرهان على مسار التسوية، وإعادة النظر في شكل السلطة وطبيعتها ووظائفها والتزاماتها وموازنتها، من خلال تطبيق قرارات المجلس الوطني بهذا الخصوص، والبدء في التحلل التدريجي من التزامات أوسلو وتوفير مقومات الصمود والمقاومة والتواجد البشري على أرض الوطن.
وفي ختام بيانها، طالبت الهيئة الدولية (حشد) القيادة والدبلوماسية الفلسطينية والفصائل الفلسطينية بأهمية بذل جهود إضافية ومعتبرة من أجل ضمان تنبي الأسرة الدولية لموقف واضحة تجاه المحاولات الأمريكية – الإسرائيلية لفرض ما يعرف باسم صفقة القرن، وتصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.