أكّد عضو اللجنيتن التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح عزّام الأحمد، على أنّه حان الوقت للتحلل من كافة الاتفاقيات المُبرمة مع "إسرائيل" ردًا على خطة واشنطن التي تُسمى "صفقة القرن".
وقال الأحمد في حوارٍ مع وكالة الأناضول: "إنّ القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارًا مدروسًا وعمليًا يؤدي إلى إفشال كل ما تطرحه الإدارة الأمريكية حول صفقة القرن المزعومة".
وكشف أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيدعو إلى اجتماع للقيادة الفلسطينية (يضم فصائل منظمة التحرير، واللجنة التنفيذية للمنظمة، وقادة الأمن، واللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس الحكومة) عقب إعلان الإدارة الأمريكية عن صفقة القرن المزعومة، مردفًا: "نحن نراهن على أنفسنا وقوة حقنا لإفشال الصفقة".
وحول اعتزام الولايات المتحدة الكشف عن الصفقة، قال الأحمد: "إنّ صفقة القرن جاري تنفيذها منذ عامين، وهذا الإعلان محاولة لتجميل الصفقة لدى الجانب الفلسطيني".
وتابع: "المؤشرات تقول إن الصفقة تتضمن إقامة كيان فلسطيني منزوع السلاح، وعاصمة لهذا الكيان في بلدة شعفاط شمالي مدينة القدس، دون أي حديث عن دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".
وأشار الأحمد إلى أنّ القيادة الفلسطينية لم تتفاجئ بشيء فيما يتعلق بالصفقة المزعومة، مشددًا على أنه دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الحدود المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين، فإن الجانب الفلسطيني لن يتعامل مع الإدارة الأمريكية أو مشروعها.
واعتبر عضو اللجنتين التنفيذية والمركزية، أن "مشروع ترامب الحقيقي تصفية القضية الفلسطينية"، لافتاً إلى أنّ "جمع ترامب لنتنياهو، وغانتس في واشنطن يهدف للضغط عليهما لتشكيل حكومة ائتلاف عقب الانتخابات الإسرائيلية القادمة، لتنفيذ صفقة القرن".
الموقف العربي والدولي
وحذّر الأحمد، من أنّ "القضية الفلسطينية تمر بأصعب مراحلها، لعدم وجود موقف عربي وإسلامي حقيقي داعم لها"، مُعبراً عن خيبة أمل فلسطينية تجاه هذه المواقف التي وصفها بأنها "في حالة تراجع للخلف".
وندّد بالمواقف الدولية، متسائلاً: "بيانات الشجب والاستنكار غير كافية، لماذا لا تعترف دول الاتحاد الأوربي بالدولة الفلسطينية مثلاً؟".
واعتبر أنّ العمل على المستوى الدولي والدبلوماسي مهم لعزل "إسرائيل"، إلا أنه وصف المجتمع الدولي بـ"الأعرج"، بسبب "الهيمنة الأمريكية على القرار الدولي".
المقاومة الشعبية
وشدّد على أنه "لا بد من تصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال وخطة تصفية القضية الفلسطينية"، مُحذّراً في الوقت ذاته من "الذهاب إلى دائرة العنف في حال قامت إسرائيل بأفعال تدفع نحوها".
وقال: "دائرة العنف إذا ما حدثت لن تقتصر على الساحة الفلسطينية، اتفاقيات السلام بين إسرائيل والأردن ومصر ستنهار، وهذا ليس قول للشعر، هذه حقيقة ستحدث يومًا ما والسبب إسرائيل، وتتحمل الولايات المتحدة بأفعالها المسؤولية عن ذلك".
دعوة هنية
وحول دعوة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الأحد، لعقد اجتماع فصائلي في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث مواجهة صفقة القرن، اعتبر الأحمد، أنها "دعوة لا قيمة لها".
واستدرك: "بدلًا من الدعوة للاجتماعات فليعلن (هنية) إنهاء الانقسام ويعطي الرئيس عباس كل المسؤولية عن قطاع غزة، وغير ذلك ذر للرماد في العيون".
وتابع: "إذا ما كان الوضع الداخلي قوي ومتوحد لن يساندنا أحد، وأساس كل شيء الوحدة".
وصفقة القرن المزعومة، التي أعلن ترامب الجمعة، اعتزامه عرضها قبل الثلاثاء، هي خطة تدعي واشنطن أنها لتسوية القضية الفلسطينية، دون أن تعطي للفلسطينيين كامل حقوقهم المعترف بها دوليا.
وتقترح الصفقة المزعومة، وفق مصادر صحفية إسرائيلية، إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على أجزاء من أراضي الضفة الغربية، مع منح القدس الشرقية لإسرائيل، وتجاهل حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.