تسبب ظهور فيروس كورونا في إلغاء العديد من رحلات الطيران وتخلي العديد من الأشخاص عن خطط السفر الخاصة بهم، مما يعني أن قطاع السياحة والسفر سيأتي في مقدمة القطاعات المتضررة من هذا الفيروس.
وتكبد الأوبئة الاقتصاد العالمي خسائر باهظة، لكن اللافت أن الجزء الأكبر من هذه الخسائر لا يأتي بسبب الأمراض، وإنما من الخوف الذي تحدثه.
ويعد قطاع السياحة والسفر في مقدمة المتأثرين بفيروس كورونا، بعد أن تسبب في تقييد حركة السفر في عدة بلدان وإلغاء العديد من الأشخاص لخطط السفر الخاصة بهم.
ومما فاقم من سوء الأوضاع، هو أن هذه الظروف تزامنت مع احتفالات السنة القمرية الجديدة التي كان من المفترض أن تشهد قيام أكثر من 400 مليون صيني بالسفر للاحتفال بهذه المناسبة وغيرهم الكثير.
وبغض النظر عن هذه الاحتفالات، يكفي أن هذا الفيروس قد ظهر في الصين التي خرج منها نحو 150 مليون سائح خلال 2018 وأنفقوا نحو 277 مليار دولار في مختلف دول العالم.
وفي الوقت نفسه كانت الصين رابع أكبر وجهة للسياح بعد كل من فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة، إذ استقبلت في 2018 أكثر من 141 مليون سائح، بمن فيهم أولئك القادمين من هونغ كونغ وتايوان.
وبعد هذه الأرقام من الطبيعي أن يتأثر الاقتصاد الصيني إذا ما استمرت حركة السياحة بالتراجع، لا سيما أنها مسوؤلة عن نحو 11 في المئة من الناتج المحلي، ويعمل بها أكثر من 80 مليون شخص بشكل مباشر وغير مباشر.
التأثير قد لا يقتصر فقط على الصين، فالاقتصاد العالمي يعتمد بشكل أكبر من ذي قبل على إيرادات السياحة التي وصلت في عام 2018 إلى تريليون و700 مليار دولار، وتوفر نحو 3189 مليون وظيفة حول العالم.