وصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي ما تسمى "صفقة القرن" بالخطيرة، محذرةً من تداعياتها غير المسؤولة على المنطقة وعلى النظام الدولي بأكمله.
وقالت في بيان صدر عنها، اليوم الخميس، إنّ هذه الصفقة تمثل رسالة تحد للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية وللعالم أجمع، وتعكس سيطرة منطق السلطة والقوة والعنجهية على منطق العدالة والشرعية.
ولفتت إلى أن هذه الصفقة المشبوهة لا تشكل قاعدة أو أرضية ولا حتى نقطة انطلاق لأية عملية سياسية، بل هي مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وشرعنة الاحتلال وإعادة تعريفه وتكرّس عمليات الضم وسرقة الأراضي والمقدرات وتطلق يد إسرائيل لتصعيد جرائم الحرب بحق شعبنا.
وأشارت إلى أن إعلان هذه الصفقة في هذا التوقيت يعد مناورة سياسية من قبل ترمب ونتنياهو لإيجاد مخرج للازمات السياسية والقانونية التي يواجهانها، إضافة إلى محاولة استثمارها لمصالح انتخابية لرشوة الناخبين بصفقات قائمة على سرقة حقوق شعبنا الاعزل وارضه ومقدراته.
وأضافت: "لقد أنهت هذه الصفقة اتفاق إعلان المبادئ "أوسلو" وآن الأوان لإعادة تعريف العلاقة مع إسرائيل من جميع النواحي، فبنودها المجحفة بحق شعبنا الفلسطيني بما فيها اعتبار القدس كاملة وموحدة عاصمة لإسرائيل وضم الأغوار ومنطقة شمال البحر الميت وفرض السيادة الاسرائيلة على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وتخليها عن حق العودة، وغير ذلك من البنود يعد تشريعا لجرائم الاحتلال وخرقا فاضحا للقانون الدولي، والمعاهدات الدولية، والاتفاقيات الموقعة".
وأردفت: "إن الإدارة الأميركية تعمل وكيلا للاحتلال وشريكا وداعما له وتبذل ما بوسعها للقضاء على احتمالات إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية، وهذه الصفقة هي محاولة لإخضاع شعبنا لتلبية أطماع إسرائيل التوسعية والعنصرية، فهي إلى جانب إنكارها لحقوقه غير القابلة للتصرف تضعه تحت الاختبار بشروط مستحيلة لإثبات أهليته للحصول على دويلة تفقد جميع مقومات وإمكانيات أقامتها في مشهد هزلي واستفزازي".
وعبرت عشراوي عن استياء شعبنا وقيادته من مواقف بعض الدول العربية الداعمة لهذه الصفقة المشبوهة، مؤكدة أن الموقف العربي الرسمي والشعبي الموحد والرافض لهذه الصفقة سيساهم في إفشالها وحماية القضية الفلسطينية من محاولات تصفيتها.
وأكدت صمود وثبات شعبنا في مواجهة هذه المؤامرة التي تحاك ضده وانتصاره الحتمي كونه صاحب قضيه مبدئية وعادلة، مشددة على أن رص الصفوف والوحدة واللحمة الداخلية هي الطريق المثلى نحو الحرية والاستقلال وتقرير المصير، داعية أحرار العالم أجمع للوقوف في وجه النظام الشعبوي والعنصري المتطرف الذي يقوده ترمب ونتنياهو.