تتحطم وتنتهي جامعة الدول العربية إذا وافقت على صفقة ترامب

حجم الخط

بقلم ناصر اللحام

 قولا واحدا نقول :بقاء أو إندثار جامعة الدول العربية منوط الان بموقفها من قضية فلسطين . فقد فشلت في كل الملفات وباعت روحها للشيطان في جميع المنعطفات التاريخية . ومنذ سقوط بغداد 2003 , سقطت جامعة الدول العربية في مستنقع العار والخزي .

فهي لم تكن بحجم مسؤولياتها وتحوّلت الى جثة متعفنة تحملها الجماهير العربية على كاهلها .ضاعت جانمعة الدول العربية وأضاعت الشعوب العربية ومستقبل الأجيال .في السنوات العشر الماضية كانت مواقفها مخزية وتلوث شرف الامّة العربية في قضايا ليبيا وسوريا واليمن والعراق وقطر ولبنان والسودان ، وكانت كجارية مستسلمة لكل حاكم مخصي . ومقارنة مع دورها المطلوب كانت جامعة الدول العربية في الدرك الأسفل من الاحترام . بياناتها مرتجفة ، مواقفها خائفة ، أياديها مشلولة ، صياحها مختنق ، وثوبها مدنّس بالخطيئة .قضية فلسطين ليست كمثل باقي القضايا ، فهي قضية الأمتين وقضية جميع أحرار العالم . ولو تجرأت جامعة الدول العربية على أي موقف نذل أمام صفقة ترامب ، فان هدم هذه الجامعة يصبح جهاد عين علينا وعلى كل عربي حر .وأي حاكم عربي يريد الانبطاح لترامب وصهره ، أو ينافق نتانياهو وزبانيته ,, يمكن له أن يتبرع بقصره هو ,  وليس أن يتبرع بعاصمة فلسطين للصهاينة والأمريكان . وهذا الكلام يشمل جميع الزعماء العرب بلا إستثناء أو تفضيل . من يريد مجاملة ترامب ونتانياهو فليتبرع ببمزله وثرواته في البنوك للصهاينة .النصوص الأولية التي صدرت عن جامعة الدول العربية حتى الان ، ماخوذة نصا حرفيا من بيان كوشنير . ما يعني وجود سوء النية ، وأن البيت الأبيض هو من يكتب بيانات جماعة الدول العربية . وما ورد في معظم بيانات الخارجيه العربيه - بغض النظر عن طول وقصر البيان - هو مضمون واحد ( الترحيب بالجهد الأمريكي. والطلب في دخول في مفاوضات مباشره برعايه امريكا ) .

وهو تاكيد لا يقبل الشك أن الصهاينة في البيت الابيض هم من يكتبون البيانات لجماعة الدول العربية .بل إن بيان جان أسيلبورن وزير خارجية لوكسمبورغ والشؤون الاوروبي "حول عملية السلام في الشرق الأوسط" كان أفضل بكثير من بيان جماعة الدول العربية .القدس ليست للبيع . هذا هو العنوان المطلوب في بيان جامعة الدول العربية . ولا محاولات للتذاكي ، لأن صديق عدوّنا هو عدونا .ويوم السبت نحن نعد مفاجئة كبيرة لكل حاكم همس للأمريكان وللصهاينة أنه موافق على بيع القدس , مفاجئة سوف تصدمهم أمام شعوبهم وأمام أولادهم وعائلاتهم  .. لتحل لعنة التاريخ عليه ، فهم خصومنا حتى يوم القيامة .