بالمختصر ... وربما المفيد نحن نواجه مرحلة مصيرية

حجم الخط

بقلم : ابراهيم دعيبس

 

خطاب الرئيس ابو مازن المطول أمس يمكن اختصاره بجملتين الاولى ان الرئيس ترامب غير صادق ومنافق والثانية، اننا نرفض صفقة القرن لانحيازها الاعمى للاطماع الاسرائيلية.

وهذا كلام ليس جديدا، والموقف الاميركي المنحاز ليس جديدا ايضا وذلك بسبب تأثير قوى الضغط اليهودية لا على ترامب وحده ولكن على الرؤساء الاميركيين عموما ومنذ قيام اسرائيل. والمواقف العربية، كما ظهرت في اجتماع الجامعة العربية امس، ليست جديدة، حتى ان بعض الذين شاركوا ترامب لدى الاعلان عن خطته في البيت الابيض، تحدثوا بالطريقة نفسها تقريبا وكانت كلمة البحرين واضحة عن «ايجابية» الخطة وضرورة التعامل معها.

السؤال الاساسي هو ماذا نفعل بعد الرفض وعدم استعداد ابو مازن لمحادثة ترامب او تقبل رسائله؟

يقول الرئيس انه سيذهب الى مجلس الامن والهيئات الدولية ولكن مجلس الامن لا يملك اية قرارات خاصة وان الفيتو الاميركي جاهز عند الضرورة والامم المتحدة اصدرت عدة قرارات لم يتم تنفيذها بل ان اسرائيل تخالفها بكل صراحة ووقاحة وبين قرارات الامم المتحدة اعتبار الضفة الغربية كلها اراضي محتلة والمستوطنات غير شرعية وضم القدس مرفوض، ولكن ذلك لم يغير شيئا من الوقائع، واسرائيل تحاصر الضفة من كل الجهات وتقتحم حتى رام الله وتستطيع منع الرئيس ابو مازن من العودة او محاصرته كما فعلت مع الرئيس الراحل ابو عمار، وتتطلع الى ضم الاغوار وكل المناطق قليلة السكان.

الخطابات لا تغير شيئا، لأن من لا قوة له لا صوت له، والقوة ليست العسكرية فقط ولكن الاقتصاد والتجارة والواردات والصادرات والصناعة والنفوذ المؤثر وغير ذلك، واسرائيل تملك كل هذه المقومات وقد بدأت مؤخرا بتصدير الغاز الى مصر والاردن. ونحن نسمع تأييدا واسعا من العالم ولكن بدون أية نتائج ملموسة لان الكلام شيء والفعل شيء آخر.

الدول العربية التي اجتمعت بالامس قادرة لو ارادت ان تهز العالم وتقلب الطاولة على رأس المتغطرسين بما تملكه من اموال ونفط وموقع استراتيجي وتعداد سكاني حيث ان كل يهود العالم هم تقريبا بعدد سكان القاهرة وحدها، ولكنها لا تفعل شيئا سوى اصدار البيانات وتقديم بعض المساعدات المالية لنا.

ونحن الفلسطينيين منقسمون، ومساعي المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية هي من اقوى الردود، وتشير المعطيات الحالية الى ان المساعي قد بدأت فعلا ونأمل ان يتم الاتفاق والتفاهم سريعا.

لقد سئمنا الى حد القرف، من الخطابات السياسية والبيانات والمواقف اللفظية الجوفاء، وبدون عمل حقيقي لن يتغير شيء ابدا!

ان القضية الوطنية مهددة من جذورها والتنفيذ من جهة اسرائيل ودعم اميركا لا يتوقف، حتى ان ترامب يقترح تقسيم الحرم القدسي مكانا وزمانا مع اسرائيل ... ولا بد ان يصحو النائمون وإلا فان التاريخ لن يرحم احدا، والبلاد ستضيع .. ولا يبقى منها سوى اهلها ومواطنوها وهم الشوكة الوحيدة القوية في حلق الاحتلال .. دائما ..!!

ألبرت اغازريان .. فقدنا برحيله شخصية مميزة

امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي من كل الجهات وعلى كل المستويات، بالحديث عن الفقيد د. البرت اغازريان، وهو يستحق ذلك بدون مبالغة، فقد كان شخصية عالمية ومؤرخة وله مواقف سياسية وثقافية واجتماعية وتربوية من اقوى ما يكون، كما كان صاحب نهفات ذكية تثير الاحترام والمحبة.

لقد ارتقى فوق كل المعيقات ، وقد عرفه الجميع رجلا دون اي التفات الى هويته الشخصية وكان الجميع يحترمونه ويقدرون مواقفه وشخصيته.

اعتقد ان من الواجب والمناسب، تخصيص جائزة باسمه سواء من السلطة الوطنية او من اتحاد الجامعات الفلسطينية، وذلك لتخليد ذكراه وإنصاف نشاطه ودوره السياسي والثقافي والانساني ..!!