أكّد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني د. عماد عمر، على أنّ البيان الختامي لوزراء خارجية الدول العربية الصادر عن الجامعة العربية برفض ومقاطعة رؤية الإدارة الأمريكية للتسوية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، إيجابي ويُمكن البناء عليه في خطوات أخرى باتجاه المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، خاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكلٍ من "روسيا والصين والاتحاد الأوربي".
وقال عمر في تصريح وصل وكالة "خبر": "إنّ اتساع دائرة المقاطعة والرفض العربي والإسلامي والدولي لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط خاصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يفقدها مضمونها، وتصبح كأنها حبر على ورق دون أنّ يكون لها قبول أو تأثير على الأرض"، مُوضحاً أنّ هذا الأمر يتطلب جهد فلسطيني مضاعف واتصالات دولية مكثفة لحشد الرأي العام الدولي لمناصرة الحق الفلسطيني الذي أقرته الشرعية الدولية وعلى وجه الخصوص قراري (242) و (338) الصادران عن الأمم المتحدة اللذان أكّدا على حق الفلسطينيين في إقامة دولة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبيّن أنّ هذا يتطلب أيضاً مزيداً من الصمود لدى الشعب الفلسطيني وقيادته، خاصةً في ظل إعلان القيادة الفلسطينية وقف كافة أشكال الاتصال بينها وبين الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، مُشيراً إلى أنّ إسرائيل والولايات المتحدة ستلجأن للتضييق على الشعب الفلسطيني للضغط عليه ودفعه نحو الموافقة على صفقة ترامب للتسوية.
وشدّد عمر على أنّ أي تراجع من قبل الجانب الفلسطيني تجاه القرارات التي تم اتخاذها، سيُفقد الموقف الفلسطيني قوته وسيجعل الاحتلال يتمادى أكثر في سياسته التوسعية، وسيفرض وقائع جديدة على الأرض تتعلق بتنفيذ الصفقة دون النظر إلى المواقف العربية أو الدولية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت، قد قرر بدءًا من اليوم وقف استيراد المنتوجات الفلسطينية من الضفة الغربية إلى إسرائيل للضغط على الجانب الفلسطيني بعد الخطوات التي أعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي تشمل وقف الاتصالات الأمنية.