دحلان وقطاع الطرق

حجم الخط

بقلم هشام عبد الرحمن

 

عبر التاريخ كان قطاع الطرق هم فئة ضالة تسترزق من خلال حملات الهجوم على قوافل التجارة وتستبيح الدماء في سبيل اغتنام الغنائم وتطور قطاع الطرق واصبحوا يعملون مرتزقة لمراكز قوى تستخدمهم لمصالحها وصولا في العصر الحديث , حيث استخدمت بعض الدول هؤلاء والذين اطلق عليهم مافيا ..

وعلى ما يبدو ان هذه الذهنية مازالت في عقل الساسة في دول مثل تركيا وغيرها وهذا ما يفسر الانتشار والنجاح الواسع للدراما التركية لاسيما مسلسل قطاع الطرق في موسمه الخامس والذي يتمحور حول فكرة صراع وتعاون وتبادل الادوار للمافيا واجهزة الاستخبارات على مستوى العالم بما يحقق المصالح الدولية ..

وحاول المسلسل القاء الضوء على بعض القضايا السياسية وفق الرؤية التركية لتمرير الرواية التركية حول الانظمة السياسية وللشخصيات الاعتبارية الفاعلة في الشرق الاوسط , ومن خلال متابعتي الشخصية للمسلسل تفاجئت أمس اثناء مشاهدة احدى حلقات الموسم الخامس بمحاولة تشويه شخص النائب الفلسطيني محمد دحلان وشيطنته من خلال الحوار الدرامي الذى اتهمه بزراعه أحد العملاء تحت ستار تجارة السلاح مع المافيا التركية وتطرق أبطال المسلسل لعلاقات دحلان المتشعبه في الشرق الاوسط واتهامات بعلاقته مع السى اي ايه في محاولة مكشوفة لتطويع الدراما التركية في الحملة الاعلامية المسعورة لاغتيال دحلان سياسياً, وقد أثارث هده الحلقة حفيظة العديد من متابعي المسلسل الذين شنوا هجوما شديد اللهجة على ابطال المسلسل وطالبوا بمقاطعته.

يأتي هذا العمل الممنهج ضد النائب الفلسطيني ورئيس التيار الإصلاحي في حركة “فتح” محمد دحلان في اطار الحملة المسعورة التي يشنها النظام التركي الذي يترأسه رجب طيب أردوغان ؛ لتشويه صورته وربط اسمه بأعمال أمنية واستخباراتية مشبوهة داخل تركيا وخارجها , الهجوم التركي على دحلان، والذي بدأ منذ سنوات عبر اعوان أردوغان ووسائل إعلامه المختلفة، لم يتوقف عند اتهامه بتنفيذ “عمليات إرهابية ودعم تنظيمات وانقلابات واغتيالات وتمويل صفقات وأسلحة”، بل وصل إلى حد أن تُعلن “الداخلية” التركية رصد مبلغ 4 ملايين ليرة (700ألف$) مقابل تسهيل القبض على دحلان.

وترجع أسباب كراهية الرئيس التركي أردوغان لدحلان، إلى أن الرئيس التركي يعتبره متحالفا مع خصمه رجل الدين المنفي فتح الله غولن، المدرج في قائمة الإرهابيين ومتهم بمحاولة قلب الحكم في تركيا عام 2016م , كما ان دحلان يتبنى الكثير من المواقف المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمى اليها اردوغان ، ففي عام 2014 وعقب ثورة 30 يونيو التي اندلعت في مصر ضد نظام الإخوان المُسلمين، أطلق دحلان العديد من التصريحات النارية المناهضة للتنظيم , وفي أكتوبر2019 كتب دحلان منشورًا على موقع الفيس بوك هاجم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واتهمه بمحاولة "أخونة تركيا"، واستخدام القمع والاستبداد ضد المواطنيين والزج بهم في السجون، وأشار أيضًا إلى المؤامرات التي يُحيكها النظام التركي ضد الدول العربية حيث قال: " الحملات المسعورة لأردوغان بحق مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات بالتزامن مع محاولات احتلال أجزاء من سوريا والعراق وليبيا، تفضح نوايا النظام" , في هذا الاطار وضمن هذا الصراع المتواصل تأتي محاولة جديدة لاستهداف الفلسطيني دحلان ولائحة الاتهامات التركية لشخص دحلان تحتوى على عدة بنود تشمل تهمة المشاركة في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي،

 كذلك المشاركة في قتل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، والمشاركة وتمويل الانقلاب التركي الفاشل ضد رجب طيب أردوغان بالعام 2016 , لكن الغريب هو عدم امتلاك النظام التركي لما يُدين النائب دحلان بأي من الوثائق أو الدلائل أبو القرائن أو البراهين، ولذلك رفض الإنتربول، الاتهامات الواردة في قوائم «النشرة الحمراء»، التي نشرتها السلطات التركية على محمل الجد ورفض ايضا اصدار مذكرة اعتقال لدحلان مما يضع علامات استفهام كثيرة حول أسباب الهجوم الغير مبرر في هذا الوقت بالذات على شخص النائب الفلسطيني المنتخب محمد دحلان، الذي لطالما سعى في السنوات الأخيرة لتوحيد كافة الجهود لانهاء الانقسام والدعوة للوحدة الوطنية والتئام الشمل الفلسطيني ام ان الاخوان يرفضون تماما التقارب الحاصل بين دحلان وحماس في غزة .