في ظل الاحداث والازمات والتطورات المتسارعه الخطيره التي تشهدها القضيه الفلسطينيه بشكل عام والمجتمع الفلسطيني بشكل خاص، وما نشهده من عصر الانقسامات والتطبيع مع الكيان الصهيوني والصراع المستمر مع الاحتلال والذي يعتبر اطول احتلال في العالم واكبر ظلم يمس الانسان الفلسطيني هذا الظلم الذي رسم على وجوه الكثير من ابناء شعبنا حاله مرعبه من الحزن والكأبه ويسري في نفوسهم دخان الهزيمه والوهن وهذا بالاصل نرفضه ولا يمكن ان يتقبله الفلسطيني لا في سلوكه ولا بمعنوياته ولا حتى بثقافته ولكن الحقيقه المره يجب ان تقال مهما كلف الامر من ثمن لكي نبحث عن مخرج طوارئ ولا بد من اعاده البوصله لمسارها الطبيعي الوطني .
لله در المتنبي حين قال في ميمتيه الرائعه مادحا الباحثين عن المتاعب بلا ملل ولا سأم :
عـجـبـت لـمـن لـه حد وقد وينبو نَبْـوة الـقـضـم الكـهـام
ومن يجد الطريق إلى المعالي فـلا يذر المطـي بلا سنـام
ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام
لا انكر ان هناك الكثير من المتغيرات حصلت في الوطن العربي من ما يسمى ربيع عربي والثورات المضاده والتي حيدت بوصله الانظمه العربيه والشعوب العربيه عن فلسطين والمقدسات، وكان هذا سببا مباشرا او غير مباشر اوصلتنا لمرحله يصعب علينا تفسيرها سواء كانت سياسيه او اقتصاديه او اجتماعيه وهذا يتطلب منا ان نقف وقفه رجل واحد وان نتحمل كامل المسووليه لما الت اليه الامور العصيبه التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني، ولا يمكن ان ندير الازمات بانفسنا ونترك الحلول الجوهريه ،وهناك فرق شاسع وكبير ما بين ادراه الازمات و/او البحث عن حلول واقعيه ومؤثره وهنا اتكلم عن الواقع والداخل الفلسطيني وخاصه الانقسام الذي دمر المجتمع الفلسطيني وبعثره، واتحدى الجميع ان يخلق حلا وحيدا قابلا للتطبيق بدون وحده ومرجعيه وطنيه تشمل الجميع، ولا يعقل ابدا ولا يتقبله أي مواطن فلسطيني ان نرفض بعضنا البعض، وليعلم الجميع ان السياسه الصهيونيه هدفها الاسمى (فرق تسد) وهذا ما حصل ويجب ان نعترف بذلك وان نبحث بكل جديه عن الخلاص من هذا المرض المزمن نحو بر الامان .
ولكن يجب ان اعرج لمضمون هذا المقال واهميته وهو دور الشباب اما الدين والمجتمع واهميه تأثيرهم حيث قال عليه الصلاه والسلام: (بعثت ’فخالفني الشيوخ ووافقني الشباب ) صدق رسول الله ، وهذا ان دل ع شي انما يدل على ان الشباب هم ثروه الاوطان وعماد الامم ومرحلتهم هي مرحله الحماس والتوهج والنشاط والتوقد وهناك محركات اساسيه وهي تعتبر محركات الفكر والعقول وهي الاعلام والتعليم والمسجد ولو كان هناك زخم واهتمام كبير في هذه المحركات لكان الحال افضل بكثير مما نحن عليه وهذا الجزء خاصه يتحمل مسؤوليته اصحاب القرار والسياسيه المتبعه ..
الدكتور محمد اشتيه رئيس الحكومه هو رجل وطني اقتصادي ومفكر قد صرح مؤخرا ان عام 2020 هو عام الاهتمام بالشباب وهذه خطوه بالغه الاهميه وبالاتجاه الصحيح نحو التغيير ويجب ان يترجم ذلك الى ارض الواقع وبدون أي تاخير يذكر وسنرى جميعا نتائج ذلك بشتى المجالات .. لا بد من اعطاء الشباب دورهم الريادي والمستقبلي ورب همه كانت قد احييت امه .
رب همه احيت امه .. يا لها من حكمه جميله ومعبره .. تحرك شغاف القلوب وتشعل روح الهمه والعزم والصمود والحزم في الامه ورباط في ميدان من الميادين ..
رب همه من قائد او جندي او شاب مرابط وثابت في ميادين الشهامه والعزه وبالدفاع عن الدين والاوطان والديار كانت سببا في سلامه الوطن ودحر الظلم والفساد واعاده الحقوق لاهلها ولاصحابها ..
_ رب همه كانت سببا في الانجازات الغير مسبوقه في ميادين الدبلوماسيه الفلسطينيه التي اثببت للكل انها قادره على الاختراق وتحقيق النتائج وهذا رب همه كانت من القياده الفلسطينيه وحكمه القرارات والتوجهات، وسيسجل التاريخ ان المعركه الدبلوماسيه التي خاضتها القياده الفلسطينيه كانت رائعه ومثمره لا تقدر باي ثمن واربكت الكيان الصهيوني في قراراته وتوجهاته واكاد ان اجزم ان عمل الطاقم الدبلوماسي الفلسطيني يفوق عمل دول باكملها في المحافل الدوليه وهنا اثمن وارفع القبعه بذلك ..
_ رب همه من شباب القدس الابيه عندما انتفضوا واستنفروا من مجرد سماعهم خبر اختطاف الطفل قيس ابو ارميله كانت همه كبيره وعظيمه توحدوا وانتفضوا من اجل عمل انساني ووطني وهذا ايضا دليل اخر ان همه الشباب لا تزال قادره على العطاء ..
_رب همه عندما اعلن الكيان الصهيوني اختراع البوابات الالكترونيه هبوا وانتفضوا الشباب من اجل انتزاع حقهم المقدس واستمروا بذلك حتى تحقيق مطالبهم وكانت همتهم عاليه شامخه في اعالي السماء وهذا دليل اضافي واخر همه الشباب الفلسطيني ما زالت حاضره وينقصها الدعم ..
في الاونه الاخيره اعلن الرئيس الامريكي المثير للجدل (والهبل) ما تدعى صفقه القرن وكان بجانبه خلال المؤتمر الصحفي عراب اللوب الصهيوني نتنياهو وكان في غايه السعاده وهو يصفق بحراره لهذا الاعلان مؤكدا انه المخترع والموسس لهذه الصفقه وما على ترامب الا الاعلان عنها بورقه امريكيه وهي صناعه صهيونيه، وبذات الوقت القى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابا مميزا وهاما خلال جلسه طارئه في جامعه الدول العربيه على المستوى الوزاري وسرد الرئيس بايجاز تطورات القضيه الفلسطينيه منذ وعد بلفور لوعد ترامب المشؤوميين ورغم خطوره المرحله الغير مسبوقه الا ان الرئيس ثابت على ثوابته، عنيد بمواقفه، قوي، لانه صاحب حق وهو الرئيس الوحيد في عصرنا الحالي الذي قال للاداره الامريكيه لا والف لا، واعلن ان السلطه الوطنيه غير ملتزمه بكل الاتفاقيات والتفاهمات وهو في حل منها بسبب المؤامره الدوليه التي تحاك ضد القضيه الفلسطينيه وهذا موشر قوي جدا اوجدت حاله من التوتر قد تؤدي الى الانفجار وان استمرار اسرائيل في تعنتها وتطبيقها لما ورد في خطه ترامب سيمنح ذلك نقطه بدايه للمواجهه او اشتعال فتيل الحرب والانفجار .
المطلوب الآن استراتيجية وطنية يتفق عليها الجميع، في ظل وجود حديث عن خطوات للملمة البيت الفلسطيني، والذهاب إلى استراتيجية موحدة للمواجهة في هذه الفترة، متمماً: "صفقة القرن، تمس الكيانية التاريخية والحضارية للفلسطيني، ليس فقط في قطاع غزة، ولكن للكل، ولذلك لا بد للكل الفلسطيني، أن ينخرط في هذه المواجهة.
المطلوب الان وضع استراتيجيه وطنيه يتفق عليها الجميع في ظل حديث ملموس للوحده الوطينه ولملمه البيت الفلسطيني والعمل في خندق واحد ضد صفقه العار لانها تمس الكيان التاريخي والحضاري للشعب الفلسطيني ومقدساته . ولا بد من دور الشباب الفلسطيني في شق مسار التغيير ومواجهة تحدّيات المشروع الوطني والمشاركه والهامه في صنع القرار الوطني .