بالصور إسرائيل تستغل صورة طالبة غزية لتلميع صورتها

0
حجم الخط

نشر مكتب تنسيق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية في الـ 9 من شهر أيلول الحالي صورة يهدف من خلالها لايصال رسالة للعالم بأن الطلاب الفلسطينيين يستطيعون مغادرة قطاع غزة بحرية من اجل الدراسة في الخارج، وعلقوا على الصورة: "65 طالبا غادروا غزة للدارسة في الخارج. مثل كل شهر، الطلاب يغادرون غزة بهدف الدراسة"، هذا ما نشره موقع "موندويس" الامريكي.

وقال الموقع ان الطالبة مكرم ابو اللوف، تفاجأت عندما رأت صورتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وشعرت بالاشمئزاز من استخدام اسرائيل لصورتها لايصال صورة خاطئة للعالم 100٪ ولا تمثل الواقع".

وأضافت الفتاة: "نعم صحيح، لقد خرجت من قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز" في الـ 29 من كانون الأول 2014، أي قبل 8 اشهر من الآن. والابتسامة التي كانت مرسومة على وجهي كان سببها الخوف، وكانت معجزة كيف استطاع المصور التقاط صورة لتلك اللحظة التي صورت رحلة العذاب التي مررت بها. لقد قضيت معظم الوقت على المعبر وانا خائفة، حيث كان مليئا بالجنود الإسرائيليين الذين يحملون أسلحة متطورة".

واضافت "عندما كنت اقف على الحاجز كنت افكر في نفسي ان الجنود سيطلقون النار علي في أي لحظة، وسأكون مجرد جثة فلسطينية قتلها جندي اسرائيلي ونسيها العالم. لذلك شعرت بالراحة عندما انتهيت من جميع الاجراءات وأصبحت خارج المعبر، وشعرت بالحرية للمرة الأولى للحظات قليلة، التي يحلم بها معظم سكان غزة. خصوصاً انني عشت تحت الحصار الاسرائيلي للقطاع منذ العام 2008، المستمر حتى اليوم".

وقالت "لم استطع التركيز بسبب الخوف، حيث انني فقدت محفظتي التي كانت تحتوي على "I-20" بداخلها، التي لا استطيع السفر الى الولايات المتحدة بدونها والدخول الى الجامعة لإكمال دراستي، حيث بقيت عالقة في العاصمة الاردنية عمان لمدة اسبوعين. لقد خسرت الكثير من ممتلكاتي الشخصية على الحاجز، لكن مثلي مثل الكثيرين، فأي شخص يتعرض للتوتر والخوف عندما يسافر للمرة الأولى ويكون بالقرب من هذا العدد من الجنود والأسلحة، الذين حرموني لوقت طويل من الحرية وقاموا بقتل أبناء شعبي خلال العدوان الاخير على غزة".

وذكرت انه عندما خرجت من غزة عبر معبر "آيرز" كانت تخطط لقضاء عدة ايام في رام الله مع خالها وعائلته، لكنه لم يسمح لها بالقيام بذلك. ووجدت بعد ذلك انها تسافر مع مجموعة من الطلاب الذين حصلوا على منح دارسية في الخارج من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، على عكسها، حيث قامت السلطة الفلسطينية باجراء تنسيق لهم للخروج عبر اسرائيل الى عمان مباشرة، ولحسن الحظ استطاعت السفر مع هذه المجموعة لانها حصلت على تأشيرة " F1" الخاصة بالطلاب.

وقالت الفتاة ان هذه الصورة نشرت بدون موافقتها، وهي مثال على كذب الكاميرا. لكن ماذا يمكن ان اتوقع من احتلال تحول الى دولة مبنية على التلاعب والعدوانية والكذب ودمار شعب آخر؟.

واضافت "سجن وقتل الشعب الفلسطيني امام أعين العالم اصبح امرا طبيعيا وقد تعودنا عليه. لكن استخدام صورنا كفرصة لاظهار اسرائيل على انها تعاملنا بشكل لطيف إهانة كبيرة".

الصورة التي نشرها مكتب تنسيق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية