إسـرائـيـل والـسـودان فـي طـريـق الـتـطـبـيـع

حجم الخط

بقلم: رفائيل أهرين


قام رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الاثنين الماضي، بتحسين العلاقات مع عدو مرير سابق، حيث التقى الزعيم الانتقالي للسودان، عبد الفتاح البرهان، خلال زيارة سريعة لأوغندا.
والتقى نتنياهو والبرهان سراً في عنتيبي في مقر الرئيس الأوغندي، يوويري موسيفيني، واتفقا على تطبيع العلاقات تدريجيا، حسبما صرح مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، شريطة عدم الكشف عن هويته.
ويمثل الاجتماع تحولا حادا بين البلدين، اللذين كانا عدوين في الماضي، بل في حالة حرب. وقد ابتعد السودان، وهو بلد عربي مسلم في شمال شرقي إفريقيا، عن نفوذ إيران بسبب تورط الأخيرة في اليمن، وأطاح بالدكتاتور عمر البشير، منذ عام.
وقال نتنياهو بعد الاجتماع إنه يعتقد أن السودان يسير في اتجاه جديد وإيجابي. ووفقا لمكتب نتنياهو، قال ذلك لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو.
ويوم الأحد، دعا بومبيو البرهان لزيارة واشنطن في مكالمة هاتفية، فيما ستكون أول رحلة كهذه يقوم بها زعيم سوداني منذ ثلاثة عقود. وقال مكتب نتنياهو إن البرهان عبر عن اهتمامه بتحديث بلاده وإخراجها من العزلة الدولية.
ولم يرَ عشرات المراسلين، الذين حضروا لتغطية لقاء نتنياهو وموسيفيني في عنتيبي، البرهان، ولم يتم الإبلاغ عن الرحلة في معظم وسائل الإعلام السودانية.
وبعد مغادرته إلى أوغندا، صباح الاثنين، قال نتنياهو إنه يأمل في تعزيز العلاقات مع أوغندا، “وآمل أنه في نهاية اليوم، سيكون لدينا أخبار سارة جداً لإسرائيل“، وقد جعل نتنياهو توسيع العلاقات في القارة الإفريقية ركيزة أساسية لسياسته الخارجية.
وفي العام 2019، أعاد تأسيس علاقاته مع تشاد، وألمح خلال زيارته هناك إلى أنه يعمل على إقامة علاقات مع بلدان أخرى، بما في ذلك السودان.
ويعبّر المسؤولون الإسرائيليون منذ فترة طويلة عن رغبتهم في تحسين العلاقات مع الخرطوم، مشيرين إلى أهميتها في المنطقة بالإضافة إلى موقعها الجغرافي.
وصرح مسؤول إسرائيلي رفيع لوسائل الإعلام باللغة العبرية في كانون الثاني 2019 بأن زيارة الزعيم التشادي، إدريس ديبي، للقدس تضع الأساس لتطبيع العلاقات مع الدول ذات الأغلبية المسلمة: السودان ومالي والنيجر.
ووفقا لتقرير في ذلك الوقت، كان الدافع وراء دفعة إسرائيل الدبلوماسية في أفريقيا هو الرغبة في تقصير السفر الجوي إلى أميركا اللاتينية. وسيسمح استخدام المجال الجوي للبلدان الإفريقية المعادية تقليديا – وتحديداً تشاد والسودان – لشركات الطيران بتقديم رحلات أسرع وأكثر مباشرة بين إسرائيل والقارة.
وأكد مصدر إسرائيلي، الاثنين الماضي، أن إسرائيل تتوقع أن تتمكن الخطوط الجوية الإسرائيلية من الطيران فوق السودان في المستقبل القريب.
ولا يوجد في السودان حاليا رئيس حالي، حيث إن البلاد في خضم عملية انتقالية منذ إقالة الحاكم البشير في نيسان 2019. وفي العام 2009، وجهت المحكمة الجنائية الدولية الاتهام إلى البشير بسبب الفظائع التي ارتكبت في دارفور.
والبرهان هو رئيس المجلس السيادي السوداني، وهي مجموعة مؤلفة من 11 عضواً تدير البلاد حتى تشرين الثاني 2022، عندما يتم تحديد موعد إجراء انتخابات ديمقراطية.
وفي أيلول، بعد أيام فقط من أداء الحكومة السودانية الجديدة اليمين الدستورية، أشارت وزيرة الخارجية السودانية المعينة حديثا، أسماء عبد الله، إلى أن بلادها ستكون معنية بإقامة علاقات مع إسرائيل إذا ومتى يتم حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وردا على سؤال من قناة الجزيرة في مقابلة تلفزيونية عما إذا كانت الخرطوم والقدس ستقيمان العلاقات بينهما، أجابت عبد الله: “الآن ليس الوقت المناسب”.
ومع ذلك، قالت إن السودان ليس لديه، من حيث المبدأ، مشكلة في إقامة علاقات مع إسرائيل، ويمكنه القيام بهذه الخطوة في المستقبل. وأضافت، متعثرة: “بالطبع، من حيث المبدأ… أقصد، إذا نظرت إلى الدول العربية… معظمهم لديهم علاقات بطريقة أو بأخرى. السودان هو إحدى الدول العربية، لكن الآن ليس الوقت المناسب”.

عن "تايمز أوف إسرائيل"