تحدّث عن ملف التهدئة

مشعل يوجّه رسالة إلى الرئيس عباس حول "صفقة القرن"

خالد مشعل
حجم الخط

الدوحة - وكالة خبر

وجّه الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، اليوم الأربعاء، رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول "صفقة القرن".

وطالب مشعل، في مقابلة صحفية، الرئيس، عباس بترجمة أقواله إلى أفعال والتحوّل سريعًا إلى إلغاء الأدوار الوظيفية للسلطة، وخاصة التنسيق الأمني، مؤكّدًا حق شعبنا بإعادة توصيف دور السلطة ومهامها، ومنحها شرعية من الشعب وليس من الاحتلال.

وأكد على دعم حماس لمواقف الرئيس محمود عباس من إعلان الخطة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن"، موضحًا أنّ "صفقة القرن" الأمريكية هي تصفية للقضية الفلسطينية، لأنها تصفية للأرض ولحق العودة وتصفية للقدس وللدولة، وما هو مطروح يأتي على كافة الحقوق الفلسطيني وينسفها نسفا.

وتسائل مشعل بالقول: "أي دولة هذه دون القدس ودون حق العودة وعودة الأرض والسيادة والإفراج عن جميع أسرانا في سجون ومعتقلات الاحتلال؟!".

وأضاف أنّ الإجماع الفلسطيني غير المسبوق على رفض "صفقة القرن" يجعل منها صفقة بلا قيمة ولا مستقبل ولن تتحقق على الأرض حتى وإن أُعطيت غطاءات سياسية دولية وإقليمية وحتى بعض الغطاءات العربية "لأن صاحب الحق والقضية الأول وهو الشعب الفلسطيني بكل قواه وقياداته يرفضون ذلك".

وعبر عن أسفه لمشاركة بعض العرب في الإعلان عن "الصفقة المهزلة"، معربًا عن أمله بأن يدركوا أنّه "لا يمكن اللعب بهذه القضية، وأن الشعب الفلسطيني لن يقبل منهم ذلك ولن يتمكنوا من تجاوزه".

وشدد على أنّ القضية الفلسطينية ليست للمساومة ولا للاستثمار في الاتجاهات الخاطئة، وأنّ "المطلوب الآن التحوّل نحو الفعل، واستجماع أوراق القوة، والاتفاق على استراتيجية مشتركة، هذه فرصة لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وإقامة مصالحة حقيقية، وتثبيت البيت الفلسطيني وإعادة الاعتبار لكل مؤسساتنا وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، والعمل معاً في كل الميادين".

وحول الجولة الخارجية التي يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أكّد مشعل على أنّ هذا حق طبيعي له بحكم منصبه قائدًا للحركة، يتنقّل من أجل قضيته وقضايا شعبه في كل مكان.

وأشار إلى أنّ جولات هنية الخارجية، "ليست موجّهة ضد أحد"، وهي تتكامل مع جهود الرئيس عباس وباقي القيادات الفلسطينية الموجودة في الداخل والخارج، والمؤتمر الشعبي في الخارج، والشخصيات الوطنية لأجل قضيتنا.

وحول التهدئة بين فصائل المقامة في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية وأممية، ذكر مشعل أنّ حماس باعتبارها تدير الوضع في قطاع غزة تسعى لكسر الحصار، وتمكين أهل القطاع من العيش بالحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة.

وبين: "حماس بصمودها وقدرتها على ردع العدوان ببلورة معادلة غير مسبوقة في التاريخ الفلسطيني هي أقرب، ولا أقول ندية ولكن هي ممكن تسميتها توازن رعب، فأصبحت إسرائيل تدرك الكلفة الباهظة لأي مغامرة قد تقدم عليها في القطاع، وهذا مهم لنا في حماس ولجميع قوى المقاومة بغزة، وهذا ‘نجاز فلسطيني نفخر به نحن وكل فلسطيني".

وجاء في حديث مشعل: "لو كانت حماس تسعى إلى "اتفاق مع الاحتلال على تهدئة أو هدنة لفعلت منذ مدة طويلة، ولكن حماس لا تسعى لتبوؤ موقع سياسي على حساب حقوق شعبها ولا تسعى لمنافسة أحد في التمثيل، ولا يمكن أن تجعل الحقوق الفلسطينية مادة للمساومة".

واستنكر أي موقف عربي وإسلامي يتجاوز الحقوق الفلسطينية والموقف العربي التقليدي الذي يصر على الحقوق الفلسطينية ويعتبر قضية فلسطين قضيته الأولى ويعتبر إسرائيل عدوًا.

ولفت إلى نّ من يريدون تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني "سيفشلون وستنقلب مواقفهم ضدهم".