الحكومة الإسرائيلية تتجاهل البالونات المتفجّرة القادمة من غزة

حجم الخط

بقلم: متان تسوري

 


"إرهاب" البالونات المتفجرة، الذي عاد الينا بعد الهدوء النسبي، نحن سكان غلاف غزة والجنوب، بقوة أكبر وبشكل فتاك، مقلق حقا. وقد اجتاز رفعا كبيرا للمستوى: عبوات ناسفة مع متفجرات اكثر وكرات حديدية تستهدف توسيع المس بنا. وكلما تعاظم فضلت قيادتنا أن تتجاهل. "إرهاب" البالونات في بداية 2020 سقط بين الكراسي ولا جواب له. يستوعبونه. يحتملونه. يدسّون الرأس في الرمال أمامه. رشقات البالونات تطلق نحو بلدات غلاف غزة كل مساء، ولكن قيادتنا منشغلة بالانتخابات. ولا يرد الجيش الإسرائيلي إلا على نار الصواريخ، أما على إرهاب البالونات فصمت مطبق.
وفي هذه الأثناء ليس للتهكم حدود. وزير الدفاع، نفتالي بينيت، يتجول في أميركا، ولا ينسى التغريد على التويتر عن كل لقاء مع كل شخصية في الادارة الأميركية.
نتنياهو منشغل في شؤون الحملة: بعد اسابيع من "الارهاب" في الجنوب قرر رئيس الوزراء، أول من أمس، اللقاء مع رؤساء السلطات من الجنوب المتماثلين مع حزب الليكود فقط، وليس مع رؤساء غلاف غزة (باستثناء تمير عيدان من سدوت نيغف، والذي هو رجل "الليكود"). "الارهاب" على حدة، والسياسة على حدة، والانتخابات في الافق – إذن من نحن في غلاف غزة؟ "تبذل جهود للوصول الى تهدئة تامة، دون استخدام القوة، والجيش الإسرائيلي جاهز للخروج في عملية عسكرية إذا تطلب الأمر، نحن نفضل الوصول إلى حل دون مواجهة"، قال، أول من أمس، رئيس الوزراء في لقاء مع رؤساء السلطات الاعضاء في حزبه.
في سلم الاولويات بين تهديدات الشمال، لائحة الاتهام، والانتخابات بعد ثلاثة اشهر – مسألة الجنوب في اسفل قائمة الاولويات. 60 الفا من سكان غلاف غزة ينتظرون رفعهم في سلم اولويات دولة إسرائيل، وهذا لا يحصل، ولا يتقدم، منذ وقت طويل جدا. احاسيس قاسية ترافق سكان الغلاف. احساس بالاهمال. الاحباط. الاحباط انطلاقا من الفهم بأنه ليس هناك من يمكن الحديث معه – لا توجد حكومة، لا توجد قيادة. جدول أعمال سكان الغلاف والجنوب يتواصل وفقا لإرادة "حماس". فهي التي تقرر جدول سكينة الحياة للمواطنين في الجنوب.
في وقت ما من الأيام القريبة القادمة سيعود وزير الدفاع الى البلاد ويغرق في حملة الانتخابات. افترض أنه لا بد سيتطرق للجنوب وينثر أقوالا وتهديدات ضد "حماس". ستسمع الأقوال بوضوح وبشكل لا لبس فيه جدا، ولكن يبدو أننا لن نحصل على نتائج وسنبقى مع تغريدة على التويتر تختفي مع الزمن.
وهو سيعتمد على حقيقة ان الذاكرة قصيرة. ولكنها ليست كذلك. إذ إن كل انفجار أو صافرة ستذكرنا، نحن سكان الغلاف، كم هو غير آمن هنا، وكم هم لا يأبهون بنا. السياسة توجد هذه الايام قبل أمن سكان الدولة.

عن "يديعوت"