تأثيرات ضمّ غور الأردن وصلاة اليهود في الحرم: جدل عاصف بين الجنرالات

حجم الخط

بقلم: نداف شرغاي


كان اللواء احتياط عوزي دايان ذات مرة نائباً لرئيس الاركان، قائد المنطقة الوسطى، ورئيس هيئة الأمن القومي، وقبل ذلك كان ضابط الارتباط الكبير مع الجيش الأردني ورئيس الوفد الامني للمفاوضات على اتفاق السلام مع الأردن. يتذكر دايان إحدى الليالي مع الملك حسين، والد الملك الأردني الحالي عبدالله. تحدث فيها الملك معه بصدق قائلا: "أنتم تعتقدون أنكم تعيشون في دولة صغيرة محاطة بالاعداء؟ نحن في مشكلة أكبر. نحن دولة صغيرة محاطة بالاصدقاء. ينبغي لنا احيانا أن نكون حذرين منهم أكثر". يتذكر دايان هذه اللحظة، كما يتذكر التعاون طويل السنين مع الأردن، في ضوء ما يسميه "التخويفات وسيناريوهات الرعب" التي ينثرها بعض زملائه السابقين في جهاز الامن، على خلفية امكانية أن تضم إسرائيل غور الأردن كـ"حزام أمني حيوي لدولة إسرائيل"، واكثر من ذلك: ربما في المستقبل تسمح إسرائيل بصلاة اليهود في الحرم، بروح الصيغة الملتوية التي تسمح بها ظاهرا خطة القرن، التي أطلقها ترامب.
يقول دايان، ان "إسرائيل تستفيد من منظومة علاقاتها مع الأردن. الأردنيون، على اقل تقدير، يستفيدون بقدر لا يقل. من لم يستوعب هذا لا يعرف منظومة العلاقات هذه حتى نهايتها". ويقدر دايان بأنه "مع اتفاق السلام او بدونه، سيفكر الأردنيون جيدا جيدا قبل أن يفكّوا ارتباطهم عمليا بنا. إسرائيل هي احدى المصالح القومية الحيوية للأردن، بوليصة التأمين القومية له. في العام 1970 وجهت إسرائيل انذارا لسورية، حين خططت هذه لاجتياح الأردن، وعمليا منعت انقلابا فلسطينيا هناك. لم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي ساعدنا فيها الأردنيين في الحفاظ على استقرار المملكة".
لا يستطرد دايان في التعاون الأمني والاستخباري مع الأردن، ولكن الارشيف يكاد يتذكر كل شيء. فحسب منشورات أجنبية، يجري تعاون وثيق بين إسرائيل وبين الأردن على المستوى الامني والاستخباري، وتتكبد إسرائيل عناء إخطار الأردن بوجود جهات متآمرة تعرض استقرار النظام الهاشمي للخطر. ونشرت مجلة "اتلنتيك" في الماضي بأن "الموساد" الإسرائيلي طلب الإذن من الأردن ليقصف من نطاقه مواقع للسلاح الكيميائي في سورية، وفي الاعلام الاجنبي طرحت امكانية ان يسمح الأردن للطائرات الإسرائيلية أو الأميركية بالمرور في مجاله في طريقها لضرب منشآت النووي في إيران. ونشرت "نيوزويك" في موقعها الإخباري سيناريوهات هجوم محتملة، فحصت فيها مثل هذه الامكانية. كما أن للولايات المتحدة مصالح عسكرية في الأردن. وحسب المنشورات، يجري الجيش الأردني مناورات مشتركة مع فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة.
يشير دايان مع ذلك الى أن "التأمين" الإسرائيلي يعمل عندما تتعلق الامور بالتهديدات الخارجية ضد الأردن. "من الصعب تطبيقه عندما يأتي التهديد ضد المملكة من الداخل". وبالفعل، الأردن هو دولة ذات مشكلة ديمغرافية، حيث توجد أغلبية فلسطينية، قوة قوية لـ"الاخوان المسلمين" ونحو مليون ونصف مليون لاجئ وصلوا اليها من العراق ومن سورية، ممن لا يضيفون هدوءاً للمملكة. مؤسسو الأردن، الذين يعتمد عليهم الحكم والجيش، القبائل البدوية التي اصلها من شبه الجزيرة العربية، هم اليوم اقلية عددية في الأردن. وبالتالي فإن الحساسية العالية للملك ليست فقط للتهديدات من الخارج بل للتهديدات من الداخل أيضا.
غير أنه بالذات لهذا السبب، يعتقد دايان بأن للأردنيين مصلحة، غير رسمية بالطبع، في فاصل إسرائيلي على طول غور الأردن، بينهم وبين الفلسطينيين. "فاصل إسرائيلي كهذا، حتى من زاوية نظرهم، مجدٍ وحيوي لمنع الربط بين الفلسطينيين في الضفة والفلسطينيين في الأردن، ربط من شأنه أن يعظم أكثر تهديد الحكم". وبالتالي يعتقد دايان بأنه "لا ينبغي الامتناع عن البسط الفوري للقانون، القضاء والادارة الإسرائيلية على غور الأردن. فمن معرفتي وتجربتي أقول إن اتفاق السلام مع الأردن مستقر أكثر مما يحاولون وصفه، وهو ذخر استراتيجي للطرفين، للأردن بقدر لا يقل عنه لإسرائيل، وبالتالي في موضوع الغور يجب السير بعيدا بقدر ما هو مناسب ولازم لإسرائيل. يجب ألا نخاف".

مثلما في الحرم الإبراهيمي
اللغم الثاني في خطة القرن، والذي يرتبط بالأردن هو البند المتعلق بالحرم، وامكانية أن يسمح لليهود بالصلاة في المكان. رغم الغموض الذي تبثه الخطة في هذه النقطة، من جهة استمرار الوضع الراهن الذي يمنع صلاة اليهود في الحرم، ومن جهة اخرى القول انه في ظروف معينة يصلي اليهود ايضا في الحرم – فإن الأردنيين قلقون جدا".
صحيح أن خطة القرن تحافظ على مكانة الأردن، كما هو منصوص عليه في اتفاق السلام مع إسرائيل في 1994، كوصي على الأماكن المقدسة للاسلام في القدس، وكذا على شراكته الخفية مع إسرائيل في ادارة الحرم. الا ان امكانية أن يصلي اليهود في المكان تتعارض وادعاء الأردن بالتوافق الذي تحقق بين الولايات المتحدة، الأردن وإسرائيل في العام 2015، حيث نص خطيا على الوضع الراهن غير الرسمي السائد منذ حرب "الايام الستة"، وسجل انه يمكن لليهود أن يزوروا الحرم ولكن يحظر عليهم الصلاة فيه.
يقترح دايان "استغلال الفرصة التي تمنحها خطة القرن في موضوع الحرم ايضا، والتبني، بشكل فوري، للمبدأ الذي يسمح بصلاة اليهود في الحرم ولكن تطبيقه عمليا، في المستقبل فقط، بالتنسيق مع الأردنيين. كنت قائدا للمنطقة الوسطى. يوجد ترتيب في (مغارة الماكفيللا) الحرم الابراهيمي، يسمح لليهود وللمسلمين على حد سواء بالصلاة هناك. على نمطه أو ما يشبهه يمكن ان نطبق ذلك في الحرم ايضا. ينبغي عمل ذلك بحساسية، ولكن في نهاية المطاف يجب عمل ذلك. إذ لا يحتمل أن يتمكن سكان وادي عارة من تحقيق حريتهم في العبادة في الحرم، فيما يحظر على اليهود من القدس عمل ذلك".

ماذا كنت ستفعل في المدى الفوري؟
"كنت سأفتح الحرم للسياحة من كل الانواع. "أمدّنها" لزيارات المدارس، الجنود، والطلاب. فهل يبدو لك منطقيا الا يتمكن اليهود في يوم الاستقلال من أن يقول هناك "هيلل"؟ أو أن نمنع اليوم الزوار اليهود في الحرم من أن يشربوا من الصنابير هناك؟ وعليه فإن تغيير الوضع الراهن في الحرم، والذي تفتح خطة القرن له ثغرة، لا يبدو لي غير منطقي على نحو ظاهر. ينبغي لهذا فقط ان يتم باقصى درجات الحساسية والتنسيق".
أحد زملاء دايان في المسألة الأردنية هو اللواء احتياط يعقوب عميدرور، وهو الآخر رئيس هيئة الأمن القومي سابقا، شغل منصب رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات وسكرتير عسكري لوزير الدفاع. يسعى عميدرور ليذكرنا بعدة "حقائق اساسية تتعلق بعلاقاتنا مع الأردن": "الحدود مع الأردن هي أطول وأهدأ حدود لدولة إسرائيل. كل تغيير في المملكة يمكن أن يقلب رأسا على عقب هذا الهدوء، الذي ليس أمرا مسلما به. فالأردن، بمجرد وجوده، يعمل كفاصل بيننا وبين المشاكل من الشرق: العراق، الإيرانيين في العراق، سوري، و"داعش". اذا ما أصبح الأردن دولة جسر ليس لها مصلحة في الهدوء على الحدود مع إسرائيل فستتدفق كل هذه المشاكل الينا. وعليه، فنحن ملزمون بحكم أردني ناجع وقوي، مصلحته في الهدوء على الحدود معنا تتطابق ومصلحتنا".
يشير عميدرور الى أن "شرعية النظام الهاشمي تستند، ضمن أمور اخرى، الى أنه ينجح في أن يمثل ليس فقط المصالح الضيقة للقبائل البدوية، بل أيضا المصالح الواسعة لعموم السكان الذين في أغلبيتهم فلسطينيون. شرعيته ايضا تنبع بقدر غير قليل من مجرد كون الاسرة الهاشمية، العائلة الوحيدة في اوساط الحكام العرب التي تعود في سلالتها بشكل مباشر الى محمد؛ العائلة الوحيدة التي لا يزال يتبقى لها دور من سلسلة الادوار التقليدية بالعائلة والتي اخذها السعوديون – دور حامي المكان الثالث في قدسيته للاسلام – الحرم الشريف.
"لما كان هذا هو وجه الامور، والأردن يخلق فاصلا بيننا وبين الجهات المعادية واساسا يمنع بنجاح كبير الارهاب على طول حدودنا معه ويوفر علينا دماء بكل معنى الكلمة"، يشرح عميدرور، "علينا أن نفعل كل شيء كي نعزز الحكم هناك والا نضعفه. لقد عُرضت خطة ترامب، والآن علينا أن نقرر إذا كنا نتنكر للحكم الأردني الذي يعمل أيضا لمصالحه، وكي يحقق امورا مهمة لنا".
يعتقد عميدرور بأن "بسط القانون الإسرائيلي على الغور هو استفزاز للأردنيين؛ بمفهوم انهم لا يمكنهم ان يقولوا انهم موافقون على ذلك وسيتعين عليهم ان يفعلوا شيئا ما كي يظهروا لشارعهم أنهم لا يتجاهلون. من شأن هذا الشارع أن يعرض للخطر استقرار الحكم هناك. على مقرري السياسة عندنا أن يسألوا أنفسهم كم هو مهم ان نبسط السيادة على الغور، الآن، وكم هو مهم أن نحافظ، الآن، بشكل عام على الاستقرار في الأردن الذي هو مصلحة جد حيوية لنا. فليقرروا ما هو أكثر إلحاحا وأهمية الآن".

لا يمكن احتواء الحرم
في موضوع الحرم، عميدرور قاطع في رأيه حتى أكثر من ذلك. وهو يوضح ان "هذا الموضوع يلمس اساس شرعية الحكم في الأردن. إذا حققنا حق الصلاة هناك، كما ذكرت في خطة القرن، ستتضرر قاعدة شرعية الحكم الأردني. وأنا كرجل مهني، أقول إنه من زاوية النظر الأردنية – صلاة اليهود في الحرم هي حدث خطير جدا، وهم سيكونون ملزمين بالرد. اذا توصل الأردنيون من جهة الى الاستنتاج بأنه كنتيجة لصلاة اليهود في الحرم هم على شفا فقدان شرعيتهم كحكم، فإنهم لن يترددوا في التخلي عن التعاون الأمني معنا. ضم الأردن قد يكون بوسعهم ان يحتوه؛ اما التغيير في الحرم – فلا". كما تترافق ومنظومة العلاقات المركبة مع الأردن والمعضلات التي تقدمها خطة القرن، أزمة في العلاقات الاقتصادية بين الدولتين. فالمعطيات الاولية للاقتصاد الأردني سيئة: المقدرات الطبيعية ومصادر الدخل الاخرى له هزيلة. البطالة عالية – 18 في المئة، وفي اوساط الشباب عالية على نحو خاص – 42 في المئة.
يصل العجز في ميزانية الدولة الأردنية الى نحو 40 مليار شيكل، والمساعدة من جانب الولايات المتحدة ودول الخليج تصل الى مليارات قليلة كل سنة. يصدر الأردن الى إسرائيل نحو 5 في المئة من عموم صادراته السنوية. ولكن مشاريعه الكبرى معها، تلك المنصوص عليها في التفاهمات والاتفاقات الدولية، عالقة.
مشروع "قناة البحرين" والذي هدفه نقل المياه من البحر الاحمر الى البحر الميت، لانقاذه من الموت وعلى الطريق سقاية الأردن والعربا، لا يتقدم الى الامام. ويتهم الأردنيون إسرائيل بالتأخير. قبل نحو سنة ونصف السنة اعترفت إسرائيل بأن المنفعة الاقتصادية للمشروع موضع شك، وبثت موقفا متحفظا بالنسبة له. اما الأردن، الذي يعاني من نقص خطير في المياه، فإن الحسابات الإسرائيلية تهمه بقدر أقل. فالاتفاقات يجب أن تحترم، كما يدعون، والأميركيون يساندونهم.
جارد كوشنير، جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، تحدثوا مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في موضوع القناة. تساحي هنغبي، وزير التعاون الاقليمي، حاول حث المداولات والقرارات العملية في الحكومة. غير أن موسم الانتخابات المتواصلة يجعل الموضوع عالقا وتعليمات المستشار القانوني لفترة الانتخابات تقيد تقدمه الى الامام.
تكبح هذه التعليمات أيضا تفعيل "الفقاعة"، امام كيبوتس "تيرات تسفي"، حيث يفترض أن تقوم منطقة صناعية مشتركة بين الأردن وإسرائيل كمنطقة للتجارة الحرة. في الجانب الأردني يتقدم المشروع؛ اما في الجانب الإسرائيلي فيتقدم جزئيا، كون طريق الوصول الى النصف الإسرائيلي لم يستكمل. هنا ايضا، نجد أن سنة الانتخابات المتواصلة تعرقل التنفيذ.
بالمقابل، يبدو أن صفقة الغاز الكبرى بين إسرائيل والأردن تجاوزت العوائق الكثيرة في الجانب الأردني. يدور الحديث عن اتفاق لـ 15 سنة لتوريد الغاز لشركة الكهرباء الأردنية (40 في المئة من استهلاكها للطاقة)، سيدخل الى إسرائيل والى شركة لافيتان نحو 10 مليارات شيكل.
وجد الملك عبدالله صعوبة في تمرير الاتفاق في المملكة، والتصريحات ضد الاتفاق في البرلمان الأردني كانت من أقسى ما سمع بالنسبة للعلاقات مع إسرائيل. احد اعضاء البرلمان، طارق خوري، دعا مواطني الأردن الى تفجير الأنابيب التي تنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل الى الأردن. وصرح قائلا، "كلنا سنصبح شهداء".
مسألتان أخريان تثقلان على العلاقات بين إسرائيل والأردن في السنتين الاخيرتين هما القرار الأردني الذي نفذ بعدم تمديد عقود الايجار مع إسرائيل في منطقتي "نهرايم وتسوفر"، والمأزق الذي علقت فيه المحادثات بشأن مجال باب الرحمة في الحرم، والذي حوله المسلمون الى مسجد. تعارض إسرائيل ذلك، ولكنها تمتنع عن استخدام القوة لاعادة الوضع الى سابق عهده.
على خلفية كل هذا يصدح تصريح الملك عبدالله في تشرين الثاني الماضي حين قال، ان "العلاقات بين إسرائيل والأردن في هذه اللحظة هي في اسوأ وضع لها"، وتحذيره من أن "بسط السيادة على منطقة غور الأردن من شأنه ان يمس باتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل".

نعلق في وضع قابل للابتزاز
اما اللواء احتياط غيرشون هكوهن، قائد الكليات وقائد الفيلق الشمالي والفيلق الاركاني سابقاً، فيوصي بالتعاطي مع توصيات بعض رجال الجيش بالامتناع الآن عن ضم الغور كتوصية استخبارية فقط. "السياسي هو الذي يتخذ القرارات، اما الاستخباري فيوصي فقط"، يوضح هكوهن، "ما أراه هو ابتزاز أردني متواصل. لقد أجبرنا الأردنيون على اخراج البوابات الالكترونية من الحرم، أهانونا في (نهرايم) وفي (تسوفر)، والآن بوقاحتهم، بعد أن ضاعفنا لهم كمية المياه، يصرون على تلقيها مباشرة من بحيرة طبريا ويرفضون السماح لنا بضخ المياه عبر نهر الأردن حتى (نهرايم) لتحسين الوضع البيئي للنهر والحصول على المياه في (نهرايم) فقط".
كما يوضح هكوهن: "نعمل من أجل الأردنيين، الأميركيون يعملون من أجلهم، (الموساد) يعمل من أجلهم، وهم يجبون الخاوة منا. أين التبادلية؟ الدفعات ترتفع كل الوقت، ونحن وضعنا أنفسنا في وضع قابل للابتزاز. هذا يجب أن يتوقف".
وبالمقابل، يبدي عوديد عيران، السفير السابق في الأردن روحا أكثر تصالحا تجاه الأردنيين. ففي ورقة نشرها مؤخرا في اطار معهد بحوث الامن القومي، يوضح عيران بأن "التطورات في الشرق الاوسط في العقد الاخير عززت فقط المصلحة الإسرائيلية في الحفاظ على استقرار الأردن". وعلى حد قوله، بالذات لأن "لإسرائيل تأثيراً لا بأس به على قدرة الأردن للتصدي لبعض التحديات امامه... هذا يستوجب تفكيرا استراتيجيا إسرائيليا، الى جانب استعداد أردني وإسرائيلي للامتناع عن خطوات استفزازية – رغم الضغوط الداخلية في الدولتين". يوصي عيران بحوار شامل وعلى مستوى عالٍ، غايته الترتيب الكامل للعلاقات.

عن "إسرائيل اليوم"