قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، د. عماد عمر، إنّ سياسة الاستجداء واستمرار سياسة الخيار السياسي والدبلوماسي لنّ تُجدي نفعاً، ولن تكون كافية للتصدي لرؤية أمريكا للسلام الموسومة بـ"صفقة القرن" أمام التغول الأمريكي الإسرائيلي على حقوق شعبنا الفلسطيني.
وأضاف عمر في تصريح وصل وكالة "خبر" يوم الأربعاء: "يبدو أنّ الظروف الراهنة تفرض على الفلسطينيين الذهاب باتجاه انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية والقدس وحدود قطاع غزّة، للخروج من أزمة صفقة القرن وتشكيل ورقة ضغط على الاحتلال من جهة وعلى المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية من جهةٍ أخرى، وتُعطي الفلسطينيين ورقة قوة بالمفاوضات لو حدثت برعاية وتدخل دولي في ظل استمرار حالة التصعيد، الأمر الذي قد يعيد الكرة إلى ملعبهم".
واستذكر "موقف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد "كامب ديفيد" ومماطلة إسرائيل في تنفيذ اتفاق أوسلو واستمرار الاستيطان والاغتيالات واقتحام شارون للمسجد الأقصى، الأمر الذي أصاب الفلسطينيين بالإحباط من عدم التزام "إسرائيل" بما تُوقع عليه، ومحاولات الولايات المتحدة الأمريكية حينها دعم إسرائيل في فرض اتفاقات خارج إطار الشرعية الدولية، حيث اضطر الفلسطينيين في حينها للذهاب إلى جولة من التصعيد استمرت خمسة سنوات والتي عُرفت باسم انتفاضة الأقصى".
ورأى أنّ القضية الفلسطينية تمر اليوم بظروفٍ صعبة للغاية، تُشبه تلك الظروف التي مرت بها القضية الفلسطينية في العام 2000 والتي قام خلالها الشعب الفلسطيني بانتفاضة شعبية في كافة المدن والمحافظات الفلسطينية.
ونوّه إلى أنّ الوقت ليست بصالح الجانب الفلسطيني لأنّ "إسرائيل" ماضية في تنفيذ ما تبقى من "صفقة القرن"، خاصة أنها تفرض السيادة الكاملة على المدينة المقدسة، وتُصادر يومياً الأراضي، عدا عن تقطيع أواصر المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، وتشديد الحصار المفروض على قطاع غزة، والسعي لضم المستوطنات للسيادة الإسرائيلية".
وفي ختام حديثه، قال عمر: "يتوجب على الشعب الفلسطيني ترتيب أولوياته في إيجاد وسائل الضغط على الاحتلال والمجتمع الدولي لوقف صفقة القرن والتصدي لها، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية والتي تحفظ للفلسطينيين حقهم في إقامة دولة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".