نفى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، المزاعم الإسرائيلية حول تقارير إعلامية نشرت في الأيام الماضية بشأن الترتيب لعقد لقاء بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين.
وقال في تصريح صحفي مساء يوم الخميس للعربية: "ليس صحيحًا أن هناك خططًا لعقد لقاء سعودي مع إسرائيليين"، مؤكدًا على أن علاقات الدول العربية مع "إسرائيل مشروطة بحل يتفق عليه الطرفان.
وتابع: "نقف مع فلسطين بقوة ولا علاقة لنا بإسرائيل".
يشار إلى أن قناة i24 العبرية كانت قد نقلت عن مصادر وصفتها بالدبلوماسية العربية رفيعة المستوى، اليوم، قولها إن هناك اتصالات مكثفة تجري بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" ومصر والسعودية من أجل عقد قمة في القاهرة.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إنه سيعقد خلال القمة اجتماع بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كما أبلغت المصادر رفيعة المستوى- لم يتم الكشف عنها- أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وفريقه يجريان محادثات مع "إسرائيل" والسعودية منذ عدة أشهر من أجل الترتيب لعقد هذا اللقاء.
وأضافت الصحيفة، أن أحد كبار الدبلوماسيين العرب أكد التفاصيل، قائلًا: "في الأيام الأخيرة كانت هناك مناقشات مكثفة للغاية بين واشنطن وإسرائيل ومصر والسعودية لترتيب اجتماع قمة في القاهرة في الأسابيع المقبلة، حتى قبل الانتخابات في إسرائيل، ستحضرها الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وكذلك قادة الإمارات العربية المتحدة والسودان والبحرين وعمان".
وزعمت، أن البحرين اقترحت استضافة القمة في العاصمة المنامة، مما يوحي أن نتنياهو سيلتقي ولي العهد السعودي هناك.
وقالت الصحيفة، إنه وفقًا لمصادر عربية أخرى تلقى الأردن أيضًا دعوة للقمة، إذا تم عقدها بالفعل، وأن الأردنيين دخلوا في محادثات مع مختلف الدول العربية للتعبير عن موقفهم في هذا الشأن.
وأشارت، إلى أنه وفقًا لمسؤول كبير في عمان، يريد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن يتلقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوة للقمة، وأن "إسرائيل" قد وافقت من حيث المبدأ على مشاركة الفلسطينيين.
وبدورها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن كل من رئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات ومساعدي رئيس الوزراء عملوا جميعهم في الأيام الأخيرة لتنظيم رحلة أخرى إلى دولة عربية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل انتخابات 2 مارس، موضحة أنه قبل حوالي أسبوع توجه نتنياهو إلى أوغندا، والتقى رئيس مجلس السيادة المؤقت في السودان الجنرال عبد الفتاح البرهان.
وقالت الصحيفة، إن قائمة نتنياهو المفضلة يتصدرها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مضيفة أنه إذا نجحت الجهود وأجرى الاثنان اجتماعًا عامًا في أي مكان في العالم في أي وقت، ولكن يفضل أن يكون ذلك قبل الانتخابات، فلا شك في أنه سيكون بمثابة الإنجاز الدبلوماسي والأمني لرئيس الوزراء وإسهامًا كبيرًا في العلاقات الخارجية لـ"إسرائيل"- على حد ادعائها-.
وأضافت، أنه تحقيقًا لهذه الغاية يستغل نتنياهو علاقته الجيدة مع الإدارة الأمريكية ومع وزير الخارجية مايك بومبيو على وجه الخصوص، مشيرة إلى أن بومبيو عمل بحماس وراء الكواليس ليس فقط لتمهيد الطريق للقاء بين نتنياهو والبرهان، ولكن أيضًا لإقناع الزعيم السوداني بالموافقة على الظهور في تصوير مشترك، لكن رفض البرهان، وتحت ضغط بومبيو وافق على السماح لنتنياهو بالإعلان عن الاجتماع الذي كان في البداية سريًا.
وأوضحت الصحيفة، أنه من المحتمل أن يكون الحوار بين نتنياهو وولي العهد أفضل وسيلة للإشارة إلى العلاقات الوثيقة التي نشأت في السنوات الأخيرة بين "إسرائيل" والسعودية، مفيدة بأن أي شخص يتتبع رادارات المطار من وقت لآخر سيلحظ الرحلات الغامضة على الطائرات الإسرائيلية الخاصة من مطار "بن غوريون" الدولي إلى الرياض أو جدة.
وأشارت إلى أنه خلال هذا الأسبوع أيضًا تحدث رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" باللغة الإنجليزية آفي شارف، عن طائرة خاصة تابعة لشركة غامضة كانت قد توقفت مؤخرًا في العاصمة الأردنية عمان في طريقها إلى أبو ظبي وواصلت الطائرة في وقت لاحق إلى البحرين.
كما أشارت إلى أن استخدام نتنياهو إحدى طائرات هذه الشركة في الماضي عندما توجه إلى لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ، موضحة أن التوقف القصير في عمان إجراء شائع جدًا من جانب القادة الإسرائيليين وكبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين ورجال الأعمال، من أجل تبييض تقارير الرحلات الجوية إلى وجهات في الدول العربية التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل".
ونقلًا عن مصادر أجنبية، زعمت "هآرتس" إن الشركات الإسرائيلية تتمتع بعلاقات تجارية واسعة في المملكة العربية السعودية، وخاصة في مجال الاستخبارات والأمن السيراني.