لماذا تسكت إسرائيل على الصواريخ والبالونات المتفجّرة؟

حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع



بخلاف التصريحات الكفاحية لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يتحدث عن مفاجأة كبرى لـ "حماس" ولوزير الدفاع، نفتالي بينيت، الذي يتحدث عن قادة "حماس" الذين يقربون عملية الجيش الإسرائيلي، يواصلون في إسرائيل محاولة اعادة الهدوء الى الجنوب والعمل على وقف نار تام، بالتأكيد قبل الانتخابات.
في خطوة تستهدف إبداء الجدية تقرر، الثلاثاء الماضي، في القيادة السياسية بشكل استثنائي ألا يردوا على نار الصواريخ نحو الجنوب وأن يتجلدوا. فالخطوة تمت انطلاقا من الأمل في أن تكف "حماس" عن إطلاق البالونات المتفجرة وقذائف الهاون نحو إسرائيل، وهكذا سيكون ممكنا العودة إلى مسار "التسوية الصغرى" التي بدأت الاتصالات من أجلها منذ الآن.
ولكن "حماس" من جهتها، مرة أخرى، لم توفر البضاعة. صحيح أنه سجل انخفاض ما في حجم إطلاق البالونات، ولكن النار التي تنغص حياة سكان غلاف غزة تتواصل وتستعصي على الموت. وبالتالي، لا يمكن لإسرائيل أن تتقدم وان تعيد الجزرات التي أخذت منها في الفترة الأخيرة: تقليص 500 تاجر يخرجون من غزة للعمل في إسرائيل، إعادة توسيع مساحة الصيد من 10 أميال بحرية إلى 15 ميلا وإضافة الى ذلك الغاء الحظر على ادخال الاسمنت الى القطاع. فليس لنتنياهو او لبينيت أي نية او قدرة على ان يتخذا صورة من تخليا عن العقوبات تحت "ارهاب" البالونات كنتيجة لضغط "حماس"، وبالتالي إلى أن يسود الهدوء التام فان هذا لن يحصل.
في خلفية كل هذا، وفي ظل الانتخابات الثالثة المقتربة، بدأت معركة الاتهامات بين السياسيين: من المسؤول عن معالجة غزة؟ ولكن أولا، يجدر بنا ان نعرف الحقائق. فالسياسة حيال غزة صممها في السنة الأخيرة رئيس الأركان، افيف كوخافي، ورئيس هيئة الأمن القومي، بن مئير شبات، ونتنياهو. وهم ينسقون على نحو ممتاز في موضوع التسوية واحتواء "إرهاب" البالونات. حين وصل بينيت إلى وزارة الدفاع تبنى هذه السياسة ولم يطرأ أي تغيير (ولا حتى في هجمات الجيش الإسرائيلي). فهذا الملف لا يمكن إسقاطه على بينيت، ولكن ينبغي أن نتذكر بأنه هاجم سياسة معالجة البالونات حين كان عضوا في الكابينت والآن تعلّم أن الامور من الطابق الـ 14 في الكرياه تبدو بشكل مختلف.
ينسق بينيت مع كل الرباعية وفي المداولات الداخلية موقفه مع التسهيلات هو الأوسع.
فكلما ساد الهدوء في الجنوب تكون إسرائيل جاهزة لتسهيلات أكبر بكثير، ولكن كل هذا لن يتم تحت النار. وإذا كانوا يطلقون البالونات، فيجب استغلال هذا لهجمات تؤلم "حماس" وكذا لمهاجمة ذخائر عسكرية لهم.
في هذه المرحلة يكفي إسرائيل يوم واحد من الهدوء من أجل إعادة التسهيلات. ورغم كل شيء ليس واضحاً ما الذي تريده "حماس" حقاً.

عن "يديعوت"