سوريا رأس الحربة ضد الغزوة التركية...فهل ينتهي الفيتو السعودي؟!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 بعد مرور 9 سنوات على القرار الأمريكي بتعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، بتنفيذ قطري خليجي، واكتشاف حقيقة المؤامرة وأبعادها التي كانت تستهدف الجسد العربي لصالح مخطط تقسيمي، أصبح من الضرورة أن تنتهي هذا المسألة.

الفيتو السعودي على عودة مقعد سوريا، لا مبرر لاستمراره، ولا يجب أن تستخدم العلاقة السورية مع إيران "ذريعة" لذلك الموقف غير المبرر ابدا، ولا يخدم سوى الموقف المعادي، فالعلاقة السورية الإيرانية ليست جديدة، وكانت موجودة قبل عام 2011، سنة القرار الأمريكي، علاقات في مختلف المجالات، وحينها أيضا كانت علاقات العربية السعودية "حميمة"، وقوية، ولم تكن مشروطة بطبيعة علاقة دمشق بطهران.

بلا أي مهادنة، لعبت إيران دورا هاما في الدفاع عن سوريا، الكيان والأرض، في ذروة المؤامرة، ولم يكن من خيار لسوريا بعد ان ادارت الدول الرسمية العربية ظهرها للشقيقة، وتركتها ساحة مفتوحة لأكبر هجمة إرهابية قادتها أمريكا وتركيا وقوى الظلام السياسي، وتمويل خليجي.

سوريا وبدعم كامل من إيران وروسيا وجيشها تمكن من صد الهجمة العدوانية أولا، والبدء في تحرير أرضها من الغزاة ثانيا، وألان تقف سوريا صدا مباشرا أمام الغزوة التركية بقيادة رجب أردوغان، بدعم أمريكي مباشر ومساعدة بقايا القوى الإرهابية، ولو نجح أردوغان في تحقيق مكاسب على أرض سوريا لن تكون وحدها الخاسرة، بعد ان بدأ مخططه الاستعماري ينكشف في ليبيا وبعض مناطق أفريقيا، وتحالفه العسكري برعاية أمريكا مع قطر.

سوريا دفعت ثمنا يفوق كل ما يقال ليس لتبقى فقط، بل كانت جدارا واقيا أمام المخطط الأمريكي الذي كان سيطال كل دولة عربية، لا تصبح محمية بالمعنى المطلق، وتفتح الباب للظلامية السياسية لتصبح هي أداة الحكم وليس مساعدة له.

غالبية الدول العربية بدت تعيد صلاتها مع الشقيقة سوريا، بشكل أو بآخر، الى جانب بعض دول لم تقطع صلة الوصل العروبي بها، رغم الضغط الأمريكي، ولذا بات رفع الفيتو السعودي لعودة سوريا الى مكانتها الطبيعية في الجامعة العربية ضرورة لا يجب تأخيرها.

والى حين رفع الفيتو غير المفهوم، وجب إعادة النظر في تعامل إعلام خليجي وخاصة السعودي مع الغزوة التركية – الأمريكية والإرهابية ضد سوريا، بعد ان انكشفت طبيعتها بشكل كامل، فلا يجوز التعامل مع المسألة بلغة الماضي، والحديث عن المواجهة بلغة تبدو أنها أقرب الى تأييد قوى الغزو والإرهاب، في وقت تدعي رفضها للمخطط الأردوغاني في أكثر من بلد ومنطقة، فيما يبدو الإعلام الخليجي وخاصة السعودي في تناول المشهد السوري بلغة انحياز سلبي جدا.

ليس مطلوبا أن تكون العلاقات السعودية السورية كما كانت ما قبل تنفيذ المخطط الأميركي، ولكن لا يجوز ابدا استمرار حالة "العداء السري"، ورفع الفيتو ضد حق سوريا العروبي، وذلك لن يكون منة سعودية، بل هو لمصلحتها ومصلحة المشهد العربي، وتحديدا بعد ان اتضح كاملا التحالف الأمريكي التركي ضد سوريا وليبيا وأي منطقة يمكنها الخلاص من قوى الشر السياسي.

عودة سوريا لمكانتها التي سرقت منها في الجامعة، حق سياسي مطلق يجب أن يتم بلا تأخير أو تبرير غير عروبي، وهو ما نرى أن الشقيقة الكبرى مصر ودول عربية أدركت خطيئة ذلك القرار، القيام بالعمل على تصويب ما كان يوما موقفا بقرار غير عربي.

ملاحظة: اعلان بدء عمل لجنة الخرائط الأمريكية – الإسرائيلية لتنفيذ ضم المستوطنات والأغوار جرس إنذار مبكر لمن يحمل جينا فلسطينيا أن المؤامرة تشق الطريق، فهل تدق ساعة العمل لكسر صندوق البلادة السياسية أم تستمر لغة الشرح والوعيد...!

تنويه خاص: هل يمر تصريح الإرهابي بينيت وزير حرب الكيان، بأنه اغتال 30 فلسطينيا خلال كم اسبوع مرورا عابرا...تخيلوا ان عباس افتخر بأن قواته قتلت 30 مستوطنا أو جنيدا من جيش الاحتلال...فقط للمقارنة ماذا سيكون رد العالم!