«الفجر العظيم» ألف رسالة بأن فلسطين عصيّة على المحتل..

حجم الخط

بقلم: نيفين عبدالهادي

 

كعادتنا نرقبك فلسطين عبر ما تتناقله وسائل الإعلام محلية كانت أم عالمية، شاهدنا شوارعك أمس وهي تمتلئ بالمصلين في كافة محافظاتك تضامنا مع مرابطي المسجد الأقصى المبارك، لنقرأ رسالتك للعالم بأن فلسطين عصيّة على أي مخطط يستهدفها حريتها، عصيّة على تطبيق أي سياسات من شأنها اختصار جغرافيتها أو المساس بأمن ناسها، بل قرأنا رسالتك بأن نطمئن أن فلسطين باقية.


صور حنّطت حقيقة أن فلسطين ترفض صفقة القرن، وترفض تقسيم أراضيها واحتلال تاريخها ويومها ومستقبلها، ترفض من يسعى لشطبها ليس فقط من خارطة العالم إنما من حضور أيّا كان نوعه، فكان أن حوّلوا من «صلاة الفجر» لحالة نضال برسائل سلمية تضامنية مع المرابطين في المسجد الأقصى، بتنفيذهم لحملة «الفجر العظيم» التي أطلقها نشطاء لأداء صلاة الفجر في مساجد مركزية، بدول مختلفة، تضامنا مع المرابطين في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة.


فلسطين، لم تكوني يوم الجمعة وحدك فكما اعتدت من توأمك في الأردن، عاش معك الأردنيون ذات الحالة النضالية بعدد من مساجد الوطن، نصلّي جميعا للأقصى وللقدس، ليس فقط برسالة تضامن إنما برسالة أخوّة حقيقية تؤكد أن فلسطين نصف القلب ونصف العقل ونصف الحياة للأردنيين، الذين يقفون معك بعيدا عن الكلام والقول، إنما بالعمل والواقع مجسدا بمواقف جادّة، تشكّل رافعة لنضالكم وزادا لوقفاتكم ضد الإحتلال.


هي حالة نضال مختلفة، شارك بها آلاف المسلمين أشقائهم في فلسطين بأن كانت صلاة الفجر يوم الجمعة، وقفات تضامن، في صلاة فجر يوم الجمعة مشاركة في حملة «الفجر العظيم» تلبية نداء القدس والأقصى، والمشاركة في صلاة الفجر بجموع عربية إسلامية رفعت صوت الحق بعدالة وخطى سلمية تشدد على أن القدس عربية فلسطينية مسلمة، لا ولن ترضى المحتل وسيبقى المرابطون يرفعون راية الثبات حتى ينال «الأقصى» حريته، والقدس استقلالها.


فلسطين، الملايين التي خرجت لشوارع مدنك فجر الجمعة، أكدت للعالم أن «صفقة القرن» لن تمر، وأن فلسطين حرّة، وأن نضالك سيبقي ترابك حرّا، لا يرضى بغير الحرية خيارا لحياة مليئة بفخر النصر، فما شاهدنا بعين الكاميرات تؤكد لنا أنك قوية وعصيّة على المحتل، وأن القادم سيكون لكِ مجدا وحرية وألقا.


في «الفجر العظيم» ألف رسالة ورسالة من فلسطين والأردن والعرب والمسلمين، كيف ستمرّ صفقة القرن وغيرها من خطط المحتل، وكل هذه الآلاف تقف خلف المرابطين في الأقصى الشريف، وكيف ستمحى فلسطين من جغرافيا العالم ومن خارطة الحضور الحرّ، نجحت كعادتك فلسطين بألق التميّز في هذه الجمعة، وفي كل خطاك لحرية مختلفة قادمة تليق بدم شهداءك وكل من استشهد على ترابك.

عن "الدستور" الأردنية