الانتخــابــات الـثـالـثـة: يـوجــد مخــرج مـــن الحلـقـــة المـفـرغــة!

حجم الخط

بقلم: افرايم غانور


كما يلوح من الاستطلاعات ومن المزاج العام في الدولة عشية جولة الانتخابات الثالثة، فإن الواقع السياسي في دولة إسرائيل لا يقف أمام تغيير يؤدي أخيرا إلى تشكيل حكومة في إسرائيل. فهذا التعادل بين الكتلتين، كما ينعكس في كل الاستطلاعات، من شأنه أن يؤدي بالدولة إلى جولة انتخابات رابعة، وهو وضع هاذٍ لم تشهد الدولة مثيلاً له أبدا.
في هذا الوضع يثور على نحو طبيعي لدى كل ذي عقل القلق والتفكير: كيف نمنع حملة الانتخابات التالية؟ كيف نوقف قطار الانتخابات هذا الذي تحرك دون كوابح إلى اللامكان دون أن يكون هناك أحد ليوقفه؟
يتضح اليوم من تحليل هذا الواقع أن البحث في حكومة وحدة لـ «أزرق أبيض» و»الليكود» مع بنيامين نتنياهو كرئيس وزراء في السنتين الأوليين، لن يؤدي إلى حل هذه المتلازمة.
هكذا أيضا لا أمل في أن يفر أحد الأحزاب من كتلة اليمين إلى «أزرق أبيض».
من هنا الاستنتاج بأنه فقط إذا ما وفّر الوسط العربي للقائمة العربية المشتركة 16 مقعداً قد تقع هنا انعطافة في نهاية جولة الانتخابات الثالثة.
هكذا أيضا يتنبأ بعض الاستطلاعات الأخيرة. في مثل هذا الوضع سيكون من الصعب جداً تجاهل الحزب الثالث في حجمه في الكنيست، حين لا يكون خلاف في أن المساهمة الكبرى لتعاظمه قدمها بنيامين نتنياهو، الذي لم يفوت أي فرصة للشرخ، للمس ولإقصاء «عرب إسرائيل».
هذا يبرز هذه الأيام في الشعار الانتخابي لـ «الليكود» الذي يقول: «ليس لغانتس حكومة بدون القائمة المشتركة»، أي انك إذا صوت لغانتس فانك ستحصل على أحمد الطيبي وشركائه في الحكومة.
يتبين أنهم في «أزرق أبيض» فزعوا بما يكفي من هذا الربط وحرصوا في الأيام الأخيرة على الخروج في تصريح علني: «أزرق أبيض» لن يشكل حكومة بمساعدة القائمة العربية المشتركة.
كما هو معروف، عشية حملة الانتخابات، فإن السياسيين من كل الأنواع والأصناف يحلون اللجام ويطلقون العنان لشعارات ووعود بلا تمييز، كما يقول المثل العربي «الحكي ببلاش»، ويطلقون التصريحات المختلفة والمتنوعة، مثلما سمعنا أفيغدور ليبرمان يعلن، هذه الأيام، بأن لا مشكلة له بأن يجلس في حكومة واحدة مع عمير بيرتس، أورلي ليفي أبقسيس، ويائير غولان اليساري المزعوم.
هكذا برأيي فان «أزرق أبيض» أيضاً، إذا كان محبا للحياة، ويريد أن يشكل الحكومة القادمة ويضع حداً لقصة الانتخابات الباهظة هذه والتي لا نهاية لها، وبالتوازي يضع حدا لمملكة نتنياهو، فإنه لا يمكنه أن يتجاهل القائمة العربية المشتركة.
ينبغي الارتباط بها كي تتمكن القائمة المشتركة من مساعدة «أزرق أبيض» بالتأييد من خارج الائتلاف كي يشكل الحكومة القادمة. كل خيار آخر يعرض كبديل هو وهم عديم الأساس.
إن ائتلافا يتشكل من «أزرق أبيض»، «إسرائيل بيتنا»، «العمل» – «غيشر» – «ميرتس»، سيوفر أساسا لإقامة حكومة مع 56 مقعدا حين يكون الدعم من الخارج من القائمة العربية المشتركة مع 15 مقعدا، ما سيخلق كتلة متماسكة من نحو 56 مقعدا تشكل أساسا لحكومة قوية ومستقرة. هذا ليس بسيطا، المشكلة هي بالطبع إقناع ليبرمان بالجلوس في حكومة مدعومة من الخارج من القائمة العربية المشتركة حين يكون رأيه عن رجالها معروفا تماما.
هنا على «أزرق أبيض» أن يقنع ليبرمان بأن هذا أمر الساعة لإنقاذ الدولة من حملة انتخابات رابعة، وأنه إذا كان هذا منوطا فقط بنتنياهو فانه لن يتردد للحظة في الارتباط بالقائمة المشتركة، مثلما لم يتردد في الارتباط بغباي و»العمل» في حينه. مشكلة نتنياهو هي التعلق بالكتلة التي ستمنعه بالطبع من مثل هذا الارتباط.
إن لارتباط «أزرق أبيض» بالقائمة المشتركة ميزة مهمة وذات مغزى، ودعم القائمة المشتركة للحكومة التي ستقوم سيخلق هنا زخما جديدا ومشوقا يسمح باستئناف الحوار مع الفلسطينيين على أساس خطة القرن، التي أعلنها ترامب، بدعم من الدول العربية المعتدلة والجامعة العربية، وقد يغير وجه المنطقة ويحل هذه المشكلة.

عن «معاريف»