النبأ عن البناء في جفعات همتوس في القدس، وتسويق ألف وحدة سكن أولى هناك، في الأسابيع القريبة القادمة لا يقل عن بشرى استراتيجية للقدس الموحدة. وإذا ما وضع هذا الاعلان بالفعل قيد الاختبار العملي، فان هذا يعني أخيراً الاحباط الإسرائيلي للخطة الفلسطينية لمنع تواصل حيي غيلو وهار حوما، في الحدود الجنوبية للقدس. فجفعات همتوس تقع بالضبط بينهما.
من زاوية نظر الفلسطينيين، فان جفعات همتوس هي المفتاح الذي يبقي في اياديهم إمكانية عملية، قد تكون أخيرة، لتقسيم القدس من جهة الجنوب. فالحلم الفلسطيني غير المخفي هو أن يخلقوا في المستقبل تواصلا مدينيا مبنيا من بيت لحم، عبر بيت جالا وجفعات همتوس وحتى شرفات (قرية فلسطينية احتلتها إسرائيل، العام 1967، تطل على مدينة القدس وتبعد عنها 5 كم، ويمر عبرها خط الهدنة المعروف بحدود 1948 - المحرر) وبيت صفافا، على ابواب مجمع المالحة التجاري. وهم يرون في هذا التواصل جزءا من "عاصمتهم المستقبلية -القدس الشرقية".
قام رئيس الوزراء بتأخير نشر عطاءات البناء في جفعات همتوس لسنوات طويلة بسبب ضغوط الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي، ولا سيما المانيا. اما تصريحه، أول من أمس، على فرض أن تكون له ترجمة على الارض، فهو بشرى وثورة حقيقية. يكفي النظر الى البيان الذي نشرته، أول من امس، حركة السلام الآن، في اعقاب بيان نتنياهو: "ضربة قاسية لحل الدولتين... هذه النقطة الاخيرة التي يمكنها أن تسمح بتواصل اقليمي بين بيت لحم والقدس الشرقية"، كي نفهم كم هي هذه الخطوة حيوية وعاجلة لمنع تقسيم القدس.
بالضبط هذا التواصل الفلسطيني، الذي تتمناه "السلام الآن" يجب منعه. بالضبط هذا ما ستفعله جفعات همتوس حين تبنى. فالبناء هناك ليس فقط استراتيجيا، بل طبيعي ومطلوب في ضوء حقيقة أن التلة التي يجري الحديث عنها كثيرا تلامس عمليا الخط الاخضر (خارجه قليلاً)، وتبتعد نحو 300 متر فقط من المنطقة الصناعية تلبيوت وبجوار "طريق الخليل" – محور حركة السير الرئيس الذي يسميه العالم: القدس الغربية.
كما أن القسم الثاني من بيان نتنياهو مفرح. ليس مفهوما لماذا تجمد منذ البداية العمل على خطة البناء في هار حوماه (2200 وحدة سكن). من الخير أن أُزيل التجميد الآن. وبشكل فوري يمكن التوجه الآن لبناء 306 وحدات هناك. اما الباقي فينبغي أن تقر بسرعة. هنا ايضا سيكون الاختبار هو اختبار التنفيذ.
يمكن لنتنياهو أن ينهي المهمة اذا ما ضم الى قائمة الخطط التي أُزيل التجميد عنها خطة البناء في عطروت ("الإصبع الشمالي للقدس") ويعطي الضوء الاخضر للجنة اللوائية لإيداع الخطة لبناء 8 آلاف وحدة سكنية هناك، لاعتراض الجمهور. وهكذا يكون بدّد شائعات عنيدة تقول إن منطقة السياحة الفلسطينية التي تعدها خطة القرن للفلسطينيين في عطروت، جاءت بدلاً من هذا الحي. ينبغي الأمل في الا تكون هذه الانباء صحيحة.
عن "إسرائيل اليوم"