نتـنيـاهـو يغـازل العـرب مـن أجـل أصواتهم في الانتخابات المقبلة

حجم الخط

بقلم: ميراف بطيطو


يتحرك رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، باتجاه العرب. بل إنه ذكر رقما صريحا: يأمل بأن يحصل على ثلاثة مقاعد منهم. فالساحر، الذي حذر منهم في الانتخابات السابقة، أدخل اسم «الطيبي» في أحاديثه المتكررة بصفته مرادفا لـعربي خطير على أمن الأمة، وأدار في تشرين الثاني حملة ضد إمكانية أن يقيم خصمه غانتس حكومة أقلية بدعم القائمة المشتركة، وفيما وصف الفكرة بـ «الجنون» امتشق هذه المرة من قبعته حمامة سلام ناصعة البياض، وأعطى مقابلة شاملة ونادرة لوسيلة إعلام إسرائيلية بالعربية.
رغم الخطوة التهكمية، التي هي محاولة مكشوفة لتهدئة الخواطر في جمهور الناخبين العرب بعد نشر فكرة تبادل الأراضي والسكان في خطة ترامب، يتلقى نتنياهو بسهولة لقب رئيس الوزراء الأول في إسرائيل، الذي يعترف بالظلم المتواصل من الدولة تجاه نحو 1.9 مليون من المواطنين العرب الذين يعيشون فيها.
في نهاية 2015 صادقت حكومة إسرائيل على الخطة الخماسية رقم 922 والتي من حجم ميزانيتها فقط – 15 مليار شيكل – يمكن التعرف إلى المساحة الشاسعة للفوارق بين المواطن اليهودي والعربي في كل مجالات الحياة.
هذه خطة تاريخية تظهر، حقاً، عظيمة في حملة «الليكود»، ولكن بدلا من الترويج لها في وسائل لترقق قلب المواطنين العرب، اختار رئيس وزراء الجميع بالذات التشهير بالنواب الذين يمثلونهم. «القائمة المشتركة لم يفعلوا شيئا من اجل عرب إسرائيل، مقابل الـ 15 مليار التي نستثمرها»، قال، «وكأن هذا هو ماله وليس مال دافع الضرائب في إسرائيل. وبدلا من ذكر المساهمة الهائلة لأعضاء «المشتركة» ممن ليس فقط عملوا مع وزارة المالية بل اضطروا أيضا الى الدفع بتنفيذها إلى الأمام رغم جملة التأخيرات التي وضعت أمامهم، فضل رئيس الوزراء التركيز بالذات على فرص احتساء الأصوات منهم.
نتنياهو بلا شك ضالع في التفاصيل وبالتالي من المشوق أن نرى أنه لم يتكبد عناء الذكر بأنه من أصل الـ 15 مليار موضع الحديث، خصص في النهاية 9.3 مليار فقط، وهي أيضا لم تستغل بعد بكاملها.
غير أن ليست المليارات هي الحل، ويشهد على ذلك 89 قبرا جديدا للمغدورين من الوسط العربي ممن دفعوا حياتهم ثمنا لعجز السلطات المتواصل.
ما قتلهم هو التجاهل المتواصل للحاجة الأساسية للأمن في الشوارع، والفوارق في التعليم، فمعدل رسوب التلاميذ العرب في التعليم فوق الابتدائي هو ضعفه في جهاز التعليم اليهودي.
وبينما يجري نتنياهو اللقاء الصحافي يبدو أن غانتس يركز في الحملة الحالية على إبعاد نفسه عن العرب.
فقد تلبث في شجب فكرة تبادل السكان. وسبق أن اعلن انه لن يجلس معهم بدعوى انهم ليسوا صهاينة. أما الأصوليون، الذين يدعوهم زعماؤهم ألا يخدموا في الجيش، فلا توجد له معهم مشكلة. تماما مثلما في قانون القومية الذي يؤيده هو ورفاقه – الدين هو الذي يقرر.

عن «يديعوت»