تشكل القراءة والمطالعة بوابة الإنسان إلى المعرفة واكتساب العلوم، وما من تقدم علمي أو ثقافي أو أدبي وصل إليه الإنسان إلا وكانت القراءة وقوده الحيوي، بحيث يصبح المجتمع الذي لا يقرأ مصاباً بالأميّة الثقافية.
وإذا كان هذا هو الواقع العام الذي لا يختلف عليه أحد، فإن حال الطالب الجامعي الفلسطيني في وقتنا الراهن لا يوحي بالتفاؤل في هذا المجال، وإن تعددت الأسباب من ضيق الوقت وتزايد الهموم، فضلاً عن الوسائل المرئية والمسموعة التي طغت على حركة العصر الحديث.
الطالبة شروق حسني وجيه شخشير، قسم التحاليل الطبية في جامعة النجاح الوطنية، خرجت لتعطينا التفاؤل بالطالب الجامعي الفلسطيني القارئ والمثقف، فعلى الرغم من صغر سنها (18 عاماً)، إستطاعت بثقافتها ومطالعتها للكتب أن تتميز عن باقي أقرانها لتصبح قارئ العام على مستوى الوطن العربي.
عشقها للقراءة منذ الصغر وشغفها بالكتب، فتح لشروق أبواب المشاركة في مسابقة (أقرأ) التي تنظمها المملكة العربية السعودية كل عام، حيث تتم المسابقة على عدة مراحل تنتهي بتتويج متسابق واحد بلقب قارئ العام بمشاركة جميع الدول العربية.
بدأت شروق غمار المسابقة بتعبئة طلب الإلتحاق الإلكتروني الذي يعرض فيه المشترك ملخصاً لكتاب من إختياره، ويحكي عن تجربته الملهمة معه، وتقدّم لهذه المرحلة ستة آلاف مشترك من أنحاء الوطن العربي تم إختيار 140 منهم للمشاركة في المرحلة الثانية (المقابلة الشخصية).
في مرحلة المقابلة الشخصية إنتقلت شروق الى المملكة العربية السعودية لتقابل ثلاثة من الكتاب العرب، حيث تتلخص صعوبة هذه المرحلة بالأسئلة المطروحة عن كتب معينة، وإقتباسات من بعض الكتب، وفي هذه المرحلة إستطاعت شروق أن تتفوق بإمتياز لتكون من بين 35 فقط انتقلوا لمرحلة (ملتقى أقرأ الإثرائي).
أسبوعان قضتهما شروق في الملتقى الذي عُقد في مدينة الدمام السعودية وتخلل لقاءات مع كتاب مشهورين ورحلات ثقافية ونقاشات بنّاءة، ومع نهاية الملتقى قدّم كل مشترك نص معين عن فكرة معينة من أحد الكتب التي قام بقراءتها تتضمن إقتباسات لعلماء في نفس المجال، حيث قامت لجنة التحكيم بإختيار أفضل عشرة نصوص للإنتقال للحفل الختامي.
في الحفل الختامي الذي أُقيم في مدينة الدمام السعودية والذي حضره نخبة الشخصيات في المملكة العربية السعودية، ناقش المتسابقون النصوص التي قدموها في المرحلة السابقة أمام لجنة تحكيم مكونة من خمسة كتاب ليتم إختيار الفائز في المسابقة.
في تلك اللحظة بالذات، وعند إعلان الفائز بالمسابقة، وقفت شروق ممثلةً لجامعتها ولشعبها ولجيل كامل من الشباب الفلسطيني لتنال بكل جدارة وتميز وفخر لقب قارئ العام على مستوى الوطن العربي.