تقرير لخبر .. تفاصيل تكشف لأول مرة .. 170 حالة تسلل من غزة نحو إسرائيل .. من المستفيد وكيف يتم ذلك ؟!

التسلل
حجم الخط

عندما يصبح سجن الاحتلال أفضل من العيش في غزة ، فعلينا التفكير جيداً بالواقع الذي وصلنا له اليوم ، حالات تسلل مستمرة نسمع فيها بين الحين والاخر ، وتعلن المواقع العبرية عن ذلك .

فما هي الحقيقة وكيف يتم ذلك ، وأين الضبط الميداني التابع لأمن غزة عن ذلك .

وكالة "خبر" أجرت التحقيق التالي في هذا الامر ::

أحد أقارب المتسللين من غزة يقول لخبر ، "الموضوع ليس كما يعتقد البعض أنه قضية عمالة أو ما شابه ، هو هروب من الواقع الغزي الصعب ، "قريبي" شاب غزي حاله كحال الآلاف من البطالة والفقر "

ويضيف ، "حاول "قريبي" التفكير في الهجرة ولكن الامر بات صعب لحاجته للمال ، ففكر بالهروب نحو العدو من خلال خطته التالية ، يقوم بوضع سكين أو آلة حادة بين ملابسه ثم يتوجه لحدود ويحاول أن يجد منطقة ليست مؤمنة تماماً ويتسلل منها ، ويتم القبض عليه ويتهم بمحاولة طعن أو عملية استشهادية ويسجن بعدها لعامين أو خمسة على الأكثر ويتم الافراج عنه وهكذا يصبح أسير محرر ويتقاضى راتب أسير "على حد قوله

ويختم ، " هذا هو السيناريو الذي وضعه "قريبي" لكي يتخلص من سوء العيش في غزة وبالمقابل تأمين راتب له "

أما والدة أحد الشباب المتسللين الذي وصلت لهم "خبر" بعد تقصى مرهق ، قالت ، "أبني ليس عميل ، أبني لم يجد في غزة شيء ليفعله ، هو خريج جامعي ولا يمتلك مصروفه ويريد الزواج والحياة الكريمة "

وتضيف والدته ، "حاولت أن أمنعه عن تلك الخطوة ولكنه أغفلنا جميعاً وفعلها .. وبين بكاء الوالدة قالت ، ولكن ماذا أفعل ؟! ، كيف ألومه وكل أهل غزة نفسهم يهاجروا ، القيادة مش حاسة فينا ، الوضع صفر يمه " على حد تعبيرها

رواية العائدين

المواطن ، "م .أ " 27 عام ، أعزب ، قال لخبر "قمت بمراقبة الحدود ليومين وحفظت تحركات الجيش وقررت بأحد الليالي بعد قتل الخوف بالبطالة ، أن اخوض تلك التجربة الغامضة والصعبة ، فترجلت وتسللت عبر الأسلاك الشائكة ".

ويضيف ، " خرجت من المنزل في حينها وأخبرت عائلتي أني سأمكث عند صديقي لعدة أيام ، وسأكون على تواصل ، ولكن للأسف فشل مخططي وتم القبض عليه وتحويلي لجهاز الشباك الإسرائيلي ومن ثم إعادتي لمقبر غزة " على حد قوله

أما المواطن "ه.ف" 45 عاماً ، تحدث لخبر " مجنون يحكي وعاقل يسمع ، ولادي وبيتي ومستقبلهم كيف بدي أوفر لقمة العيش الهم ؟! ، اتفضلوا جاوبوا .. مش بتلموني لاني تسللت ، لوموا القيادة ليش ما بتحس فينا .. هكذا قال المتسلل الاربيعيني بين الدموع والحسرة على حالته .

ويضيف ، " ضيق الحال من جعلني أفكر في تلك الخطوة ، حاولت أن أتسلل عبر الحدود ودخول الأراضي المحتلة للعمل هناك ، ولكن حتى الهروب فشلنا فيه ، فتم القبض عليه وتسليمي للقوة الضبط الميداني في غزة بعد 12 ساعة من الحجز " على حد تعبيره

وزارة الداخلية توضح

ومن ناحيته قال المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم ، "وضعنا خلال الشهور الأخيرة سلسلة من الإجراءات الأمنية بهدف منع أي محاولات تسلل ، ومن بين تلك الاجراءات ، زيادة قوات الضبط الميداني على الحدود والدوريات أيضاً ".

وأضاف البزم ، "تم اعتقال 20 شاب تقريباً خلال الفترة القليلة الماضية حاولوا التسلل نحو إسرائيل ، وبعد التحقيقات تم الكشف أن السبب وراء ذلك سوء الوضع المعيشي والإقتصادي ، بالإضافة أن غالبيتهم من الفئة المتعلمة وصغار السن " على حد قوله

وأشار البزم إلى أن بعض المناطق الحدودية التي يحدث فيها تماس بين الأحياء السكنية والحدود الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل هي المناطق التي ينجح عبرها المتسللين في اختراق الحدود والإفلات من قبضة الأجهزة الأمنية حيث يصعب التمييز إن كانوا يتجهون نحو المناطق السكنية أم إلى الحدود الإسرائيلية" .

ويوضح ، " أن الأجهزة الأمنية تلاقي صعوبات في منع حالات التسلل بشكل كامل بسبب صعوبة اقتراب الأجهزة الأمنية التي تحمل السلاح بجوار الحدود الإسرائيلية، حيث أن هذه المناطق تكون تحت المراقبة الشديدة من جانب الجيش الإسرائيلي الذي يطلق النار بكثافة صوب كل من يقترب من الحدود" .

وبين الناطق باسم الداخلية، أن إسرائيل تحاول استغلال عمليات التسلل من اجل تجنيد عملاء لها داخل قطاع غزة، لافتاً إلى أن الداخلية تضع كل من يقترب من الحدود الفاصلة مع إسرائيل في قائمة "الاشتباه" وأن إجراءات قانونية صارمة سيتم اتخاذها بكل من تسول له نفسه الاقتراب من الحدود، وفقاً للبزم.

وأفادت دراسة أعدها مركز  الفلسطيني لحقوق الإنسان  بأنه تم القبض على 170 حاله تسلل عبر الحدود بفترات متقطعة وذلك من بعد انجلاء الحرب الأخيرة  وجميعهم كانوا خاليين من الأسلحة وتم التحقيق معهم عبر جهاز الشباك الإسرائيلي وتم إرجاعهم بعد التحقيق إلى الحدود ومنهم تم القبض عليهم قبل دخول الحدود وتم تحويلهم على جهاز الأمن الداخلي بغزة لتحقيق معهم.

وأكدت مصادر الإسرائيلية بان جميع الأشخاص الذين يتم القبض عليهم هم مواطنين هربوا عبر الحدود باحثين عن عمل داخل إسرائيل وذلك لسوء الأوضاع الاقتصادية السائدة بالبلاد.