يعتمد الكثير من النساء على المسكنات أثناء فترة الحمل لتسكين الآلام، وخاصة على باراسيتامول. لكن علماء إسبان من مركز أبحاث الوبائيات اكتشفوا خلال دراسة أجروها حديثا أن مسكنات باراسيتامول لها تأثيرات مرضية سيئة على الأجنة عند تنولها أثناء الحمل، حسب ما نقل موقع "هايل براكسيس" الألماني.
ونشر العلماء دراستهم في الدورية العلمية "انترناشينال جورنال أوف إبيديميولوغي". وأشارت الدراسة إلى أن تناول باراسيتامول أثناء فترة الحمل قد تكون له عواقب كبيرة على الأطفال، وخاصة الذكور منهم. إذ تزداد عندهم نسبة الإصابة بمرض التوحد.
وأشارت الدراسة إلى أن مخ الجنين يبدو أكثر تعرضا للتأثيرات المضرة في بدايات تكوينه، وخاصة الجنين الذكر. ويعتقد العلماء الإسبان أن مخ الجنين الذكر يتعامل بصورة حساسة مع الاضطرابات الأندروجينية للهرمونات، حسب المشرفة على الدراسة كلاوديا أفيلا غارسيا من مركز أبحاث الوبائيات.
وقام العلماء بدراسة بيانات 2644 امرأة وطفلها منذ مراحل بدء الحمل. وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن الأطفال بعمر خمس سنوات تزداد عندهم نسبة الإصابة بمرض اضطراب الحركة وقلة الانتباه وعند كلا الجنسين، وذلك بعد التناول الكبير لباراسيتامول أثناء فترة الحمل. وبينت الدراسة أن هؤلاء الأطفال يعانون من قلة الانتباه وضعف سرعة المعالجة البصرية والاندفاعية.
وأوضح المشرفون على الدراسة أن هناك عدة أسباب تثبت أن تناول باراسيتامول يمكن أن يكون ضارا على النمو العصبي للطفل، وخاصة أن باراسيتامول يقلل الإحساس بالألم في مخ الجنين. كذلك يؤثر باراسيتامول على مدى نضوج الخلايا العصبية والاتصال مع بعضها البعض، كما يمكن أن يؤثر على تطور الجهاز المناعي.
من جانبه، نفى الدكتور جيمس كوساك المدير العلمي لمؤسسة "أوتيسم شاريتي" الخيرية لرعاية مرضى التوحد أية علاقة بين باراسيتامول والإصابة بمرض التوحد، وذلك ردا على دراسة العلماء الإسبان. وذكر موقع صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن الدكتور كوساك قوله: "لم تقدم الدراسة الأخيرة أية إثباتات لدعم إدعائها بأن هنالك علاقة بين تناول باراسيتامول وظهور أعراض مرض التوحد. والنتائج المقدمة في الدراسة هي أولية وفي حالات طبيعية ولا يمكن تخصيصها على العائلات أو الحوامل".