على الرغم من أن المجتمعات العربية كانت تُقصر لقب العنوسة على الفتيات فقط؛ إلا أن هذا اللقب السلبي بات يلحق بالشباب أيضاً، ولكن الجديد في الأمر أنه مع تقدم المجتمعات وتطورها ظهرت أسباب جديدة وغريبة لعزوف الشباب والفتيات عن الزواج، بالرغم من أن المؤسسات والجهات المعنية بذلك لم تأخذ تلك الأسباب بعين الحسبان. فما هي أسباب العنوسة الجديدة؟
أسباب العنوسة الجديدة
يقول استشاري العلاقات الأسرية الدكتور محمد باشا، إن العنوسة لدى الشباب والفتيات تدخل بها أسباب جديدة، فلم تعد الحالة المادة، وغلاء المهور، وارتفاع تكاليف المعيشة من أسباب العنوسة الرئيسية، بل إن هنالك أسباباً جديدة تؤثر على معدلات عنوسة الشباب والفتيات وهي:
- تغير مفهوم الارتباط والزواج لدى الشباب والفتيات، حيث زادت قيمة المواصفات التي يبحث عنها الشباب لدى الفتيات، وكذلك تغير في المواصفات التي تبحث عنها الفتاة في الشاب. حيث نجد أن الفتيات أصبحن يحلمن بالرجل الواعي ثقافياً واجتماعياً، وبات الشباب يتطلع إلى الارتباط بفتاة لديها طموح وهدف مستقبلي.
- تراجع معدلات الزواج التقليدي والبعد تماماً عن زواج الأقارب؛ رغبة من الشباب والفتيات في كسر التقاليد والخروج عن القوانين وتبلور فكرة حرية الاختيار.
- زيادة الوعي لدى الشباب والفتيات حول أهمية الزواج والارتباط وتكوين أسرة، خلق لديهم فوبيا من الزواج؛ حيث زاد الوعي من خوفهم وترددهم من الارتباط والإنجاب، وما في ذلك من مسؤوليات يشعرون أنهم غير مستعدين لها.
- التركيز على التعليم والمكانة المهنية؛ حتى باتت تسيطر على تفكير الشباب والفتيات وتأجيل فكرة الزواج لحين تحقيق الأهداف على حد قولهم.
- الانفتاح على العادات والشعوب الأخرى، جعل من ابن البلد وبنت البلد خياراً أخيراً للزواج، والبحث عن الارتباط من جنسيات أخرى.
- كثرة الاندماج في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وتكوين عالم افتراضي كبير لكل شخص، وكأنهم باتوا يعيشون في تلك العوالم نفسياً وعاطفياً، ويرتبطون بها حد الاكتفاء والاستغناء عن الحياة الواقعية، والانشغال بتلك المواقع عن أي أمور أخرى أهمها الزواج.
إحصائيات عنوسة الشباب والفتيات في الوطن العربي:
ومن منطلق علمي وطبي فإن نسبة العنوسة لدى الشباب والفتيات تقاس بالقدرة على الإنجاب؛ حيث يكون العمر لدى الفتيات من 25 وحتى 35 ولدى الرجال حتى سن 50عاماً، ومن منطلق ذلك جاءت الإحصائيات لعالم 2015 تقول عن عنوسة الفتيات:
لبنان
في المرتبة الأولى بنسبة 85%. في الإمارات 75%. بينما في سوريا والعراق النسبة تقدر بـ 70%. وفي تونس النسبة هي 62%. والجزائر 51%، في السعودية والأردن النسبة تقارب الـ45%، وفي مصر والمغرب النسبة هي 40 %، ليبيا واليمن تقدر النسبة بـ35%، والبحرين تصل إلى 25%، وفي فلسطين وهي الأدني النسبة فقط 2%.
أما عن إحصائيات عنوسة الشباب فهي:
الجزائر
4 ملايين شاب، العراق 3 ملايين، والسعودية والمغرب مليون ونصف المليون، وسوريا700ألف، ولبنان 450 ألفاً، والإمارات 175 ألفاً، والكويت 70ألفاً، والبحرين 50 ألفاً، وأخيرا قطر30 ألفاً.