استمرارا لمسلسل الاستهانة بالإنسان وآدميته، والتعامل مع المواطن الغزي على أنه رقم، شاهدنا أمس رجل يحرق نفسه، وكان قد سبق وهدد بحرق نفسه جراء كل صعوبات وقهر وعدم عدالة الحياة في غزة. حماس التي تحكم قبضتها على غزة دون أدنى رغبة من سكانها ببقاء حكمها، لم تنجح ولا مرة في التفكير والعمل جليا للحفاظ على كرامة وكينونة المواطنين في غزة، حماس التي توفى أو قتل "الله أعلم" عصام السعافين منذ يومين تحت أقبيتها، لم تفكر سوى كيف تجعل من غزة ثكنة عسكرية ترهب به المواطنين؟! وأن تكون مؤوسسة جباية ''حلابة'' تحلب ما تبقى من دراهم معدودة في جيوب المواطن المنهك ماديا ونفسيا وجسديا بفضل وجودها بغزة، أنا حقا أتساءل هل توقفت قيادة حماس للحظة في التفكير ولو مرة إلى أين تجر شعبنا؟! هل الناس في غزة رهائن؟ أم أسرى حرب ؟ أم شخوص تحتضر؟ كيف يتم النظر إلى المواطنين بغزة ؟! وبالمناسبة هذا ليس سؤالا عبثيا ولا نظري. أنا بانتظار إجابة عليه من قادة حماس، فصيل يحكم 2 مليون نسمة مع عجزه التام عن توفير الحد الأدنى للحياة الآدمية، ماهي الخطوة التالية؟ إذا كان لنا كآدميين حق السؤال! ليس عيبا أن يقف أحدهم؛ بل المطلوب من حركة حماس الوقوف أمام الـ2مليون منكوب في غزة ومصارحتهم إلى أين نحن ذاهبون، وفِي حال الرؤية ضبابية. أو معتمة تلات حبات، فليس من العيب إعادة غزة لحضن الشرعية، بل هذا الوضع الطبيعي، ويتم التفرغ من الجميع للهموم الكبرى، فالمناصب أصغر الأمور وأتفهها في هذه المرحلة الكارثية بكل ماتحمله من صفقة عصر وأوبئة قد تصلنا لا قدر الله وضياع وطن وشعب.
فلنتق الله وكفى.