لأول مرة منذ 15 عامًا .. الاحتلال يسمح لمزارعي غزة باستصلاح أراضيهم الحدودية

29ipj11-400x259
حجم الخط

يتنفس المزارع سلامة مهنا "65 عامًا" الصعداء، بعد أن وطأت قدماه أرضه الزراعية، التي لا تبعد سوى 200 متر، من موقع (كيسوفيم) العسكري، التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، جنوبي قطاع غزة، لأول مرة منذ حوالي 15عامًا.

وعلى مدار تلك الفترة حُرم مهنا من الوصول لأرضه، التي لا تبعد عن مكان سكنه سوى مئات الأمتار، وظلّ ينظر إليها من بعيد بحسرة، دون أن يتمكن من الوصول لها.

وقال المزارع  مهنا، لوكالة الأناضول إنه "يقطن بلدة القرارة الحدودية، ولم يتمكن من الوصول لأرضه منذ العام 2000م".

وأضاف: "اليوم أنا متواجد فيها، بمساعدة الصليب الأحمر (..) لا أكاد أصدق نفسي،، ولا أقدر على وصف شعوري، فالسعادة تغمرني، لأنني تمكنت من الوصول لها أخيرًا".

ويشير إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تشرف على استصلاح هذه الأراضي، ومساعدة المزارعين على إعادة العمل فيها.

وتقع تلك المنطقة الحدودية، في نطاق ما تُطلق عليه إسرائيل مصطلح "المنطقة العازلة"، وهي الأراضي الواقعة داخل قطاع غزة، بمحاذاة الشريط الحدودي.

وتشكل تلك المنطقة حوالي 24%، من المساحة الإجمالية لقطاع غزة، وتضم الأراضي الواقعة في نطاق 1.5 كيلومتر، داخل القطاع غزة طول الشريط الحدودي، البالغ طوله 58 كليومترا، بحسب دراسة أصدرها معهد الأبحاث التطبيقية، في مدينة القدس.

وتقيم دولة الاحتلال هذه المنطقة، بقوة السلاح، ومن جانب واحد، خلافًا لما نص عليه اتفاق أوسلو للسلام بين منظمة التحرير الفلسطينية، وإسرائيل، في العام 1994م والذي حدد عرض المنطقة العازلة بحوالي "500 مترًا" فقط.

وبعد تنسيق استمر نحو شهر، بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبعد الحصول على موافقة الجيش الإسرائيلي، تمكن طاقم وكالة الأناضول للأنباء من الدخول للمنطقة العازلة، شرق بلدة القرارة، (جنوب القطاع).

وشاهد مراسل (الأناضول)، جرافات تابعة للصليب الأحمر، كانت تقوم بعمليات استصلاح للأراضي، على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي، برفقة عدد من مزارعي المنطقة الحدودية.

بدوره، يقول أسامة المخللاتي، الموظف في دائرة الأمن الاقتصادي، في اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة الأناضول، إنهم يعملون على مساعدة المزارعين في المناطق الحدودية، من خلال العديد من المشاريع الزراعية.

وأضاف:"اليوم نحن في مشروع خاص بالزراعة البعلية، خاصة وأننا على أبواب الموسم الشتوي، في هذا المشروع تتم عملية تسوية الأراضي المُدمرة، بعدها ستتم عملية حراثة هذه الأراضي، وإمداد المزارعين بالسماد والبذور اللازم للزارعة".

ويستطرد:"إلى جانب هذا المشروع هناك مشروع آخر، وهو مساعدة مزارعي الخُضار الذين تدمرت منازلهم، بحيث يتم إمدادهم بمُدخلات الإنتاج، حتى يستطيعوا إعادة الإنتاج الزراعي وزراعة أراضيهم مُجددًا".

ويلفت المخلالاتي إلى أن الأراضي التي يعملون على استصلاحها حاليًا ويتواجدون فيها، تعرضت للتجريف كثيرًا، والمزارعين لم يصلوها منذ 15 عامًا تقريبًا.

وأضاف:"هذا الأمر بحد ذاته يُشكل مشكلة للمزارع في معرفة حدود أرضه من جديد، والحصول على مُدخلات المُنتجات لزراعتها من جديد، نحن بالتعاون مع وزارة الزارعة، نقوم بمساعدة المزارع بهدف أساس الرجوع لأرضه وزراعتها والاستفادة منها مُجددًا".

من جانبها، أوضحت الناطقة الإعلامية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة سهير زقوت أن هذا المشروع سيستمر ثلاثة أشهر، وهو تكملة لمشروع آخر، تعمل الصليب، من خلاله على مساعدة المزارعين ودعمهم في المناطق الحدودية.

وأضافت زقوت لمراسل وكالة الأناضول للأنباء:"هذه المناطق الست ستضيف  حوالي 3 آلاف دونم (الدونم 1000متر) زراعية للأرض الزراعية التي تم استصلاحها بعد الحرب الأخيرة، وهي حوالي 7.500 دونم".

وأكملت: "منذ صيف 2014م وحتى نهاية هذا المشروع نكون قد استصلحنا حوالي 10 ألاف دونم من الأراضي الحدودية وتمت إعادة زراعتها بالمحاصيل المُختلفة".

وختمت حديثها قائلة: "نحن نعلم جيدًا أن المنطقة الحدودية هي سلة الخضار لقطاع غزة، بالتالي واجبنا دعم هؤلاء المزارعين المتضررين من النزاعات المسلحة المتكررة، التي تحدث بالمنطقة، وتمكينهم من استعادة حياتهم، وبناء حياة جديدة كريمة تضمن لهم عيش كريم في أرضهم".