حان الوقت لقيام حكومة إسرائيلية تضمّ القائمة المشتركة

حجم الخط

بقلم: افرايم غانور

 

خلال الانتخابات الأخيرة صرح النائب أحمد الطيبي من "القائمة المشتركة": "إذا وصلنا إلى 15 مقعداً، لن تكون لبيبي حكومة".

كما يبدو فإن نبوءة الغضب للطيبي توشك على التجسد. في أحد المقالات هنا قبل نحو شهرين كتبت أنه إذا وصلت القائمة إلى 16 مقعدا فلن يكون ممكنا تجاهل الحزب الثالث في حجمه، وأنه سيكون لها تأثير كبير على حياتنا في المستقبل.

"دون الطيبي لن تكون لغانتس حكومة"، كان أحد الشعارات المتصدرة والعنصرية لـ "الليكود" في حملة الانتخابات الأخيرة، ومعناه أن من يعتزم تشكيل حكومة بمساعدة العرب، بأي سبيل كان، هو مقتلع لإسرائيل، وليس جديرا وليس مرغوبا فيه لدى الجمهور الإسرائيلي.

يتبين أن هذا نجح على قيادة "أزرق أبيض"، التي صرحت من فوق كل منصة ممكنة، بأن لا نية لها بتشكيل حكومة مع وبمساعدة القائمة المشتركة، وكأن كل "عرب إسرائيل" وزعمائهم السياسيين أعداء للدولة.

إلى جانب كل هذا سمعنا، هذا الأسبوع، عن نية "أزرق أبيض" سن "قانون بيبي"، الذي يحظر على متهم جنائي تشكيل حكومة، ومعناه أن نتنياهو كمتهم بثلاث جنايات لا يمكنه أن يشكل حكومة ويقف على رأسها.

كل هذا بتأييد "القائمة المشتركة" و"إسرائيل بيتنا" بقيادة ليبرمان. وبالتوازي، يعتزم "أزرق أبيض" أن يقيم ويشكل من جديد، بمساعدة "شركائهم الجدد"، اللجنة التنظيمية للكنيست، التي بوساطتها سيكون ممكنا، ضمن أمور أخرى، سن "قانون بيبي".

كل هذا يثبت أن محاولة السير مع (العرب) والشعور بلا، هو سخف، وهو ببساطة غير واقعي، وأنه حان الوقت ليكون "عرب إسرائيل"، الذين يشكلون نحو 20 في المئة من سكان الدولة، شركاء كاملين في حياتها، ليس فقط كأطباء، صيادلة، بنائين وما شابه.

بعد 72 سنة من الدولة والحياة المشتركة، بات واضحاً أن العرب ملزمون بأن يندمجوا أيضا في وظائف الإدارة والقرار في مواضيع المجتمع، الاقتصاد، الصحة، التعليم وما شابه، مثلما اندمجوا مثلا في كرة القدم، حيث إن نحو نصف لاعبي منتخبنا الوطني اليوم هم لاعبون غير يهود. وبالذات من قيادة "أزرق أبيض"، التي خطت على علمها تصريحات لخلق جدول أعمال جديد، كان متوقعا أن تكون الطليعة في هذا الموضوع، فتتجاهل رواسب الماضي وشعارات "الليكود" واليمين المتطرف وتعمل على خلق هذا الربط.

من الواضح أن هذا يوجب أن يكون خطوة متبادلة صرفة، تتطلب من "عرب إسرائيل"، وعلى رأسهم نوابهم، أن يغيروا القرص، وأن يأخذوا على أنفسهم خدمة وطنية، مظاهر الولاء في كل مجالات الحياة، في التطوع للمهام الوطنية، مثل الإطفائية، نجمة داود الحمراء، ومؤسسات الإغاثة في الدولة.

يجدر بالذكر هنا أنه في السنوات الأولى للدولة، عندما أقام "مباي" هنا كل الحكومات حتى العام 1977، درج زعيمه، دافيد بن غوريون، على ترسيم حدود الشرعية للحكومة التي ستقوم، بقوله شرطا تثبت في أوساط الكثير من اليمينيين: "دون حيروت (بيغن) وماكي (الحزب الشيوعي)" مثلما يقول بيبي وبعض السياسيين الآخرين اليوم: "دون العرب ودون الطيبي".

من الواضح تماما أنه دون العرب من الصعب أن تقوم هنا حكومات مستقرة ومتينة حين تكون الدولة منقسمة بهذا القدر.

من حق "عرب إسرائيل" ألا يرغبوا بنتنياهو في رئاسة الوزراء. من هنا فإنه في الفترة القريبة القادمة، وربما منذ الانتخابات القادمة، لن نتفاجأ أن يضاف إلى القاموس السياسي مفهوم إضافي جديد: حكومة مشتركة.


عن "معاريف"