«المشتركة» تعرض: إسرائيل بلا صهيونية !

حجم الخط

بقلم: عكيفا بيجمان


تسكُّع قائمة «أزرق أبيض» مع «القائمة المشتركة» هو بلا شك الحدث الأكثر دراماتيكية للانتخابات الثالثة في السنة الأخيرة.
أُعطي اهتمام شديد لتصريحات رؤساء «المشتركة» بالنسبة لجنود الجيش الإسرائيلي والحرب ضد «الإرهاب»، ولكن القصة المركزية والأكثر جوهرية تتعلق بالمواقف الأساس للقائمة بالنسبة لصورة الدولة الصهيونية. فالكلمات الحادة في ذروة هذه الحرب شيء، والبرنامج السياسي، التشريع، والمبادرات السياسية قصة أخرى تماما.
مثلما هو متوقع من القائمة التي تتشكل من أربعة أحزاب مختلفة، فإن برنامج القائمة المشتركة، الذي هو عمليا منتج محلي للقومية الفلسطينية، تقدمي اشتراكي ومناهض للصهيونية، ومن الصعب التقليل من قوته.        
هكذا مثلا يبدأ البرنامج بالمطالبة «بوضع حد لاحتلال كل المناطق التي احتلت في العام 1967، تفكيك كل المستوطنات وجدار الفصل العنصري، تحرير كل السجناء السياسيين، إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية»، وغيرها. فماذا بالنسبة لإسرائيل «الصغيرة» التي ستبقى بعد الانسحابات الكبرى؟ أولا، ستكون مجردة من السلاح النووي: «القائمة تدعو إلى تجريد إسرائيل، ترسانة السلاح النووي الكبرى والأخطر في المنطقة».
ولكن أكثر من ذلك، ستكون مجردة أيضا من الصهيونية. انتبهوا. «تشدد القائمة على أن الفلسطينيين في إسرائيل هم سكان البلاد الأصليون»، وثمة لذلك تداعيات: «القائمة المشتركة تطالب بالاعتراف بهم كأقلية قومية ذات حقوق جماعية... لكونهم جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية».
من ناحية عملية، المعنى هو أن القائمة «ستكافح ضد مصادرة الأراضي، وضد هدم المنازل، ومن أجل الاعتراف بكل القرى غير المعترف بها، وعلى رأسها قرى النقب».
كما أن حق العودة على جدول الأعمال: «تتطلع القائمة المشتركة للاعتراف بحقهم في العودة إلى قراهم وأراضيهم التي صودرت منهم والعودة إليها».
كما أن ليس للدولة اليهودية صلة بالأماكن المقدسة: «ستكافح القائمة المشتركة من أجل الحفاظ على الأوقاف، الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين، وتشدد على أنها ملك أصحابها، الذين هم سكان البلاد الأصليون».
ولمن لا يزال يعتقد أنه بعد ذلك ستكون إمكانية للتسليم والاندماج في المجتمع الإسرائيلي، وتوضح القائمة بالطبع بأنها «ستعمل على إلغاء القوانين وخطط التجنيد للجيش وللخدمة الوطنية، وللدفاع عن شعبنا بكل قطاعاته».
كما يتضمن هذا البرنامج معلومات عظيمة القيمة عن الشركاء الجدد لليسار الإسرائيلي.
في مجالات التعليم، ستعد القائمة «خططا لتعزيز الانتماء الوطني للطالب العربي، لتعريفه إلى النكبة وإلى تاريخ الشعب الفلسطيني، تراثه، وثقافته».
فضلاً عن ذلك فإن القائمة «ستكافح من أجل وضع حد للحصار على غزة»؛ وسترد «المطلب الإسرائيلي من الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية»؛ وستعمل على إلغاء «قرار إخراج الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي) عن القانون»؛ ولعله أخطر من كل شيء، فإن «القائمة المشتركة ستلغي قانون التجنيد الإلزامي لأبناء الطائفة العربية الدرزية».
يدور الحديث عن رؤيا شاملة ومليئة بنزع الصهيونية عن إسرائيل بالمستوى الأعمق والأكثر جذرية.
لا يوجد مبدأ صهيوني – قومي واحد لا تتحداه القائمة المشتركة. وعليه، فبخلاف التعاون في مبادرات التشريع الموضعية، فإن إدارة اتصالات جدية معهم عن الشراكة في الحكومة وفي تصميم صورة الدولة هي لحظة انكسار حقيقي.

عن «إسرائيل اليوم»