"الــقــائمـــة المشــتركـــة" تكـــشـــف نــوايــاهـــا الحقيـقـيـة

حجم الخط

بقلم: نداف شرغاي


ها هو جاء، أبكر مما كان متوقعاً. فبالذات في ذروة عيد البوريم (المساخر) رفعت الأقنعة: فـ «المشتركة» تطالب «أزرق أبيض» بوقف زيارات اليهود إلى الحرم بعد أن يقيم حكومة، أو باللغة الدارجة منذ سنين في الخطاب الفلسطيني والعربي الإسرائيلي «العمل على وقف زيارات المستوطنين المتطرفين» هناك. هذا هو الوصف لمعتمري الكيبا، الذين هم الغالبية الساحقة من الزوار اليهود إلى الحرم في السنوات الأخيرة.
يتبين أن الشهية والوقاحة لا تعرفان حدوداً. ففي «المشتركة» «ينزعون جلد الدب قبل أن يصيدوه»، وحتى آخر ما تركه الوضع الراهن لليهود في الحرم – زيارة المكان – تطلب «المشتركة» منعه. صحيح أن هذا مجرد البداية، ولكنها بداية رمزية جداً: حقيقة أنه في «بلاد إسرائيل» «قام الشعب اليهودي» عالقة كالشوكة في حلقهم، وحقيقة أنه قبل 53 سنة «حررت» دولة إسرائيل أيضاً مقدسات إسرائيل، وعلى رأسها الحرم، هي من ناحيتهم حادثة تاريخية قاسية بل ينبغي إصلاحها. هذا هو تفسير المحاولات الكثيرة في السنوات الأخيرة للمس باليهود، الذين يزورون الحرم. كما أن هذا هو التفسير بلغة الفلسطينيين ولغة بعض من «المشتركة»: «إنقاذ /تحرير وتخليص الحرم من أيدي اليهود الذين يدنسونه بمجرد تواجدهم هناك».
يتحدث بعض نواب «المشتركة»، مثل الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية، عن «الشعب الإسرائيلي». فهم لا يعترفون بدولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. والاستعداد لاحتمال اليهود كـ «ديانة مرعية» دون «ذمة»، حلت محله فكرة «دولة كل مواطنيها»، وغير مرة فقط كمرحلة أولى في خطة بعيدة المدى بأضعاف. في اليسار المتطرف يوجد لـ «دولة كل مواطنيها» حفنة شركاء عميان، ولكن ينبغي الأمل بأن يفتحوا في «أزرق أبيض»، الآن، عيونهم تماماً: الحرم مجرد الخطوة الأولى، والعلم المرفوع في الطريق لشطب هذا «الخلل» المتمثل بالدولة القومية للشعب اليهودي.
من المحظور علينا أن نتشوش: في الحرم قدمت دولة إسرائيل، دولة الشعب اليهودي، التنازل الأكبر، الأعظم، والذي لا يصدق ولا يمكن إدراكه، تنافس لا مثيل له بين أديان أخرى في العالم. فقد أودعت المكان الأكثر قدسية لها في أيدي ديانة منافسة – الإسلام، وتنازلت عن تحقيق الحق في الصلاة هناك ولم تترك لليهود إلا حق الزيارة إلى الحرم.
على مدى سنوات كثيرة، لأسباب إسرائيلية داخلية – موقف فقهاء الفتوى – امتنع الجانب اليهودي عن أن يحقق بشكل واسع الإذن لزيارة الحرم. ولم يكن للتحقق الطفيف لهذا الحق صلة بموقف الجانب الإسلامي. أما الآن، عندما تغير دراماتيكياً موقف العديد من الحاخامات، فتحت الدولة الحرم لزيارات يهود كثيرين - من المحظور الاعتذار على ذلك. فالأردن قد اعترف بذلك. «تفاهمات كيري» في العام 2015 اعترفت بذلك، وكذا «خطة القرن» اعترفت بذلك.
على مدى تاريخ الأديان والشعوب التي احتلت القدس دُمرت مراكز العبادة والصلاة لأسلافهم، وحولت إلى أماكن صلاة لهم. هكذا تصرف المسلمون والمسيحيون كل مع الآخر عندما انتقلت القدس من يد إلى يد. كما أن المسلمين والمسيحيين منعوا اليهود على مدى نحو 1900 سنة من الوصول إلى المكان الأكثر قدسية لهم – الحرم. وبالمقابل، عندما «حررت» إسرائيل مقدساتها، اتخذت سياسة مختلفة، تركت المجال بإدارة دينية إسلامية وأجرت تعديلاً طفيفاً فقط لـ «الظلم التاريخي» – إعطاء مجال لليهود للوصول إلى الحرم، ولكن مع رفض حق اليهود في الصلاة بالمكان. هذه هي قصة الحرم في الخمسين سنة الأخيرة، فلا تسمحوا لـ «المشتركة» بتشويشها. قوموا وحجوا إلى صهيون. تعالوا إلى الحرم. زوروه.
احترموا تعليمات الدولة، ولكن أوضحوا أن اليهود لن يتنازلوا أبداً عن الحق الوحيد الذي أُعطي لهم اليوم لتحقيقه هناك: الوصول إلى أقدس مقدساتهم وزيارته.

 عن «إسرائيل اليوم»