بعيدا عن الكورونا: هل من يستجيب لمأساة إمرأة من غزة؟!

حجم الخط

بقلم : ابراهيم دعيبس

 

قبل ايام قليلة كنت أتابع فضائية «فلسطين اليوم» وهي تروي الاحداث الوطنية والتطورات، وتشاء المصادفة ان تكون امرأة فلسطينية هي السيدة سامية العايض تروي حالها واوضاعها.

قالت والدموع تملأ عينيها وعينيّ لاحقا، انها فقدت ثلاثة من ابنائها اثناء العدوان الاسرائيلي عام ٢٠١٤ على قطاع غزة، وزوجها مريض بالسرطان، وتعيل عدة افراد، ولا يوجد اي دخل لها وكان بعض افراد عائلتها يضطرون ان يقفوا على ارصفة الشوارع لطلب المساعدة او النوم هناك. وقد اوردت هذه السيدة الفاضلة الكثير من التفاصيل المأساوية الاخرى، وكان يجلس الى جانبها رئيس اللجنة الوطنية لاهالي الشهداء الذي قال انه اجرى اتصالات مع رئيس الوزراء ومكتب الرئيس ابو مازن وكذلك مع السيدة انتصار الوزير «أم جهاد» ولها علاقة رسمية بأسر الشهداء، ولكن ذلك ظل بدون اية نتائج عملية.

لقد اكد الرئيس ابو مازن وهو يؤكد باستمرار، ان آخر قرش لدى السلطة سيتم صرفه على اسر الشهداء والاسرى، ونحن نعرف انه يتم التعامل في حالات كثيرة بايجابية مع هذه العائلات ، ولكن لاأفهم مدى التقصير في التعاون مع هذه العائلة المدمرة والتي قدمت ثلاثة شهداء، وهي تعاني من وضع في منتهى الصعوبة.

لا بد من القول ان السلطة في رام الله ليست وحدها المسؤولة والسؤال موجه ايضا الى حركة حماس التي تسيطر وتنفرد بحكم قطاع غزة بكل مواطنيه وتتلقى مساعدات مالية من قطر وغيرها، لماذا تترك عائلة كهذه في هذه الاوضاع المؤلمة؟

ان قصة هذه المواطنة سامية القايض قد لا تكون الوحيدة ولكنها تشكل نموذجا للتقصير وصرخة في آذان كل من يعنيهم الامر لعلهم يسمعون لطلبها وطلب من هم على حالها ..!!

جرثومة صغيرة تهز العالم

الكورونا جرثومة صغيرة لكنها تهز العالم اقتصاديا واجتماعيا، وتثير التوتر والقلق والخوف من الصين الى الولايات المتحدة مرورا بالشرق الاوسط والاتحاد الاوروبي وانتهاء باميركا الجنوبية، وتقف القوى النووية والعسكرية وكل الطائرات والدبابات عاجزة حتى الان عن مواجهة هذه الجرثومة.

وينشغل العلماء في كل انحاء المعمورة للبحث عن دواء يواجه هذا الخطر الذي يتسع وفي النهاية سوف يجدون علاجه ولكن حتى ذلك الوقت سيظل الكل خائفا ومتوترا، ونحن لسنا بعيدين عن هذه المعركة وقد اتخذت السلطة اجراءات مناسبة لمنع الانتشار وحماية المصابين وايجاد العلاج لهم وتجنب ما هو اسوأ، وقد بلغت الاصابات مئات الالاف بالعالم والضحايا الاف.

هذه الجرثومة التي تحارب العالم يجب ان تكون عبرة لكل المتغطرسين والذين تأخذهم القوة والعنترة بان الاعتدال والمحبة والتعاون وعمل الخير هو التصرف الافضل وان القوة سيجيء من هو اقوى منها وتزول.

العراق واميركا ومهزلة السياسة

قرر البرلمان العراقي الطلب من الولايات المتحدة سحب قواتها من العراق ولكن اميركا لم تفعل وتجاهلت القرار وتحولت الى دولة محتلة بدل ان تكون شريكا للعراق كما كان الامر حين جاءت.

والاسوأ ان الطائرات الاميركية داخل العراق قصفت اهدافا عراقية بعد ان قصفت ميليشيات شيعية قاعدة اميركية، وادى القصف الى سقوط عدد من القوات العراقية، ممازاد الطين بلة وزاد الامور تعقيدا، وتحولت البلاد الى ساحة قتال بين ايران والشيعة من جهة والقوات الاميركية من جهة اخرى، مما اضطر العراق الى التقدم بشكوى لمجلس الامن، بعد ان صارت الامور مهزلة بكل معنى الكلمة واحتلالا اميركيا واضحا.

لماذا لا يتم نشر صور المخالفين واسمائهم؟!

كثيرا ما نسمع عن اعتقال مشبوه بالنصب والاحتيال او متهم بجرائم سرقة

واعتداءات او مخالفة القوانين وهذا يتكرر باستمرار ويكثر المعتقلون في كل المحافظات، ومن بين هذه المخالفات ما هو مدمر للصحة والمجتمع كمن يبيعون البضائع منتهية الصلاحية مثلا، مما قد يؤدي الى الوفيات او الامراض وهذه جرائم بكل معنى الكلمة .. والامثلة كثيرة.

ومن غير المفهوم إطلاقا عدم نشر اسماء امثال هؤلاء وحتى صورهم ليكون في ذلك العقاب الاجتماعي الذي يستحقونه والعبرة لغيرهم، وثمة من يقول ان في تصرف كهذا اساءة لعائلة المعتقل كلها بدون ضرورة أو وجه حق، ولكن عدم النشر لا يعني عدم المعرفة بما يحدث لان الاشاعات تتزايد والاقارب والاصدقاء والمقربون يعرفون الاسماء والاسباب، وبالنهاية فان هؤلاء سوف يحاكمون وتنكشف هوياتهم للجميع.

حبس الشتاء ومعاناة الاسرى

بسبب الطقس الماطر وسوء الاحوال الجوية اضطر الكثيرون للبقاء في المنزل لمدة يوم او اثنين وقد التقيت ببعض هؤلاء وتحدثوا، كما تحدثت انا عن الازمة التي واجهناها خلال هذين اليومين وكان الاستياء شديدا والتذمر بلا حدود.

وفي البيت يوجد الاكل والتلفزيون والانترنت وغرفة النوم والتدفئة ومع هذا تكثر الشكوى ... وهذا الامر اثار في نفسي تصور ابنائنا الاسرى الذين يقضون سنوات وسنوات داخل غرف السجون السيئة وغير المريحة .. ومدى معاناتهم .. ولهم منا كل التقدير والاحترام والمحبة وتمنيات التحرير السريع .. !!