قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة إن الصراع في سوريا طال أكثر مما يجب وإن الوقت قد حان للبحث عن سبل لإنهاء الحرب الدائرة منذ أربع سنوات ووضع حد لأزمة اللجوء التي تزداد تفاقما.
وقال كيري في أول يوم من محادثاته في أوروبا إن محادثات عسكرية مبدئية بين الولايات المتحدة وروسيا جرت يوم أمس الجمعة عبر الهاتف تمثل بداية مهمة لتجنب صدام بين البلدين في سوريا.
والمحادثات التي جرت بين وزيري الدفاع الأمريكي آشتون كارتر والروسي سيرجي شويجو هي أول محاولة للبحث عن سبل لتجنب أي مواجهة عسكرية غير مقصودة في سوريا.
وبينما عززت روسيا وجودها العسكري في سوريا خلال الأسابيع الماضية وتدفق آلاف اللاجئين السوريين إلى أوروبا والذي فر معظمهم من الحرب الأهلية ومن مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية قال كيري إن إيجاد حل للأزمة السورية أمر ملح.
وقال كيري لمحطة تشانل 4 الإخبارية البريطانية "وصلنا جميعا لقناعة.. هذا الصراع طال لأكثر مما يجب. ومن ثم نحن نحتاج لاكتساب مهارات جديدة وتقييم الوضع وهذا بالضبط ما نقوم به. هذا هو أحد أسباب وجودنا في أوروبا الآن."
والتقى كيري بوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في لندن وسيلتقي بنظيره البريطاني فيليب هاموند يوم السبت قبل أن يذهب إلى برلين في اليوم التالي.
وقبل لقاء الوزير الإماراتي قال كيري للصحفيين إن الرئيس باراك أوباما يأمل أن تؤدي المحادثات العسكرية إلى "تحديد عدد من الخيارات المختلفة المتاحة أمامنا لدراسة الخطوات التالية في سوريا."
ولمح كيري إلى أن الرئيس بشار الأسد قد يبقى في سوريا على المدى القريب رغم أن مسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية حذروا من تحميل تعليق الوزير أكثر مما يحتمل.
وقال كيري للصحفيين "تركيزنا لا يزال منصبا على تدمير داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وكذلك على التوصل لتسوية سياسية بخصوص سوريا وهي تسوية نعتقد أنها لا يمكن تحقيقها في ظل وجود الأسد لفترة طويلة.
"نتطلع إلى سبل يمكن من خلالها تحقيق التقاء في وجهات النظر."
وتعارض الولايات المتحدة دعم سوريا للأسد وفي العام الماضي قطعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) محادثات عالية المستوى مع موسكو بعد ضمها منطقة القرم وتدخلها في أوكرانيا.
لكن كيري أكد أن المحادثات مع موسكو بشأن سوريا منفصلة عن الوضع في أوكرانيا. وقال للمحطة التلفزيونية البريطانية "لا توجد أي صفقة بخصوص سوريا... سوريا أمر آخر غير قابل للمساومة أو المقايضة فيما يتعلق بأوكرانيا."
لكن تعزيز روسيا لوجودها في قاعدة اللاذقية الجوية في سوريا زاد احتمالات تنفيذ مهام قتالية جوية في المجال الجوي السوري. ويقول مسؤولون أمريكيون إن روسيا نقلت إلى هذه القاعدة معدات ثقيلة بينها دبابات وطائرات هليكوبتر وقوات من مشاة البحرية.
وفي وقت سابق قال مصدر بالجيش السوري إن القوات بدأت استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الجوية والبرية وردتها روسيا.
وقال كيري إن الولايات المتحدة تريد التوصل إلى "خطة دبلوماسية مستقبلية".
وأضاف "الكل يعمل تحت ضغط الوضع الملح. نعمل منذ فترة طويلة لكن مستويات الهجرة والدمار المستمر وخطر التصعيد المحتمل بسبب أي خطوات أحادية الجانب تعطي للدبلوماسية في هذه اللحظة أولوية قصوى."