أضحى موقع "أرمجدون" الديني، شمالي فلسطين، خاليا من الزوار والسياح، من جراء مخاوف انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19).
وانصرف الزوار عن هذا الموقع الذي يحظى برمزية دينية كبيرة في إسرائيل، ويقع على بعد نصف ساعة بالسيارة من مدينة الناصرة.
وفي الأوقات العادية، يصل السياح يوميا لشق طريقهم صعودا إلى الأطلال القائمة على قمة أرمجدون التي يغلفها الضباب ويقال إنها ساحة معركة نهاية الزمان بين الخير والشر في السفر الأخير من العهد الجديد من الكتاب المقدس.
أما الآن فما من علامة على وجود حافلات السياح والزائرين المتدينين على تلك الرابية العتيقة.
وقال حارس أمني محذرا من العدوى "قلة من الناس الجريئين صعدت إلى هنا للتمشي. وأنا لا أنصح بذلك". وكان هذا الحارس واحدا من بين قليلين في الموقع.
وأرمجدون من المواقع السياحية العديدة التي تقف مهجورة الآن، بعد أن فرضت إسرائيل حجرا صحيا إجباريا لمدة 14 يوما على كل القادمين إلى البلاد من الخارج، الأمر الذي يعد تجميدا فعليا لصناعة السياحة.
وبالذهاب شرقا عبر الجليل، تبدو كنيسة البشارة، التي بنيت في موقع يعتقد كثيرون من المسيحيين أنه كان بيت مريم العذراء في طفولتها، مهجورة إلا من بعض المتدينين.
وكان قساوسة يملؤون أكياسا من البلاستيك بالشموع البيضاء والمياه المقدسة، يوم الأحد، يطلبون من المصلين أداء الصلوات في بيوتهم. وتغلق الكنيسة نفسها فيما بين الصلوات واقتصر عدد الحاضرين على 10 مصلين فقط.
وقالت بياتريس بورات؛ التي تعمل مع الزائرين الكاثوليك القادمين لزيارة الناصرة ومواقع أخرى في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة "كنا نستعد لما كان يجب أن يصبح أشد مواسم السياحة كثافة على الإطلاق في عيد القيامة".
وأضافت "بيوت الاستضافة والفنادق استعانت بعمالة موسمية. والآن أصبح الجميع يجلسون في بيوتهم. شيء محزن".
خدمات أساسية
في غضون ذلك، قالت إسرائيل إنها رصدت أكثر من 300 حالة إصابة بفيروس كورونا، فيما أكدت السلطة الفلسطينية رصد أكثر من 40 حالة في الضفة الغربية.
وأغلقت السلطات الدينية كنيسة المهد في مدينة بيت لحم؛ مسقط رأس المسيح والتي خلت أيضا من الزوار.
وفي الأغلب، تم إغلاق الأبواب الحديدية لسوق البلدة القديمة في مدينة الناصرة في مطلع الأسبوع، بتوجيه من وزارة الصحة الإسرائيلي، ةلكن متجرا واحدا متخصصا في طحن الحبوب لتحضير المشروبات العربية ظل مفتوحا.
وقال رغد فاهوم الذي يدير المتجر المسمى فاهوم بن وبهارات" قالت الحكومة إن الخدمات الأساسية يجب أن تظل مفتوحة. القهوة خدمة أساسية".
لكن مع عدم وجود سائحين يخدمهم فإنه ينتظر ضائقة. وقال "شيء يقول لي إننا لم نصل إلى القاع بعد".
وحتى إذا كان تراجع السياحة قصير المدى, فإنه يترك أثرا على الاقتصاد في المدن التي تعتمد على السياحة مثل الناصرة وبيت لحم، على حد تعبير بسيم عصفور، رئيس مجلس مدينة الناصرة.
وقال عصفور خارج كنيسة البشارة وهي كنيسة يونانية أرثوذكسية" في العادة تغص الكنيسة بالناس في أيام الأحد من المنطقة ومن خارجها. هذا أقل عدد من الناس رأيته إلى هنا".