تـسـعـى لإحـبـاط "صـفـقـة الـقـرن"

روسـيـا تـعـود بـقـوة إلـى الـسـاحـة الـفـلـسـطـيـنـيـة

حجم الخط

بقلم: يوني بن مناحيم*

 

 

في 12 آذار احتجت وزارة الخارجية الإسرائيلية، رسمياً، على نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بشأن اجتماع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في موسكو، الأسبوع الماضي، مع وفد من "الجهاد الإسلامي"، بقيادة زياد نخالة وكبار المسؤولين في الحركة.
"الجهاد الإسلامي" هو من رعايا إيران، وتعرفه إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة بأنه منظمة "إرهابية".
وكان وزير الخارجية الروسي استضاف وفد "الجهاد الإسلامي" في مبنى وزارة الخارجية في موسكو، قبل أسبوع من استضافته وفداً كبيراً من "حماس"، برئاسة إسماعيل هنية.
وقال مسؤولون كبار في منظمة التحرير الفلسطينية إن وفداً كبيراً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سيزور موسكو قريباً.
وقالت المصادر نفسها إن روسيا اتخذت قراراً استراتيجياً بالعودة إلى الساحة الفلسطينية بكل قوتها وإعادة تشكيل قوة تؤثر على سياسة السلطة الفلسطينية والمعارضة الفلسطينية.
لدى روسيا علاقة دائمة مع السلطة الفلسطينية، التي لديها سفارة في موسكو.
اجتماع وزير الخارجية الروسي لافروف مع رؤساء الفصائل الفلسطينية المعارضة يأتي استمراراً لسلسلة الاجتماعات المماثلة التي عقدها نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في موسكو في شباط 2019.
وبحسب مصادر "حماس" فإن الاجتماعات مع وزير الخارجية الروسي لافروف تناولت في الغالب مسألتين رئيسيتين: "صفقة القرن" للرئيس ترامب وعملية المصالحة الداخلية الفلسطينية.
وبحسب المصادر نفسها أراد وزير الخارجية الروسي في اجتماعاته توحيد الفصائل الفلسطينية ضد "صفقة القرن" الأميركية، وأيضاً تحقيق مصالحة فلسطينية داخلية بين "فتح" و"حماس"، وتدرس وزارة الخارجية الروسية بجدية عقد مؤتمر في موسكو في الأشهر المقبلة لحل الخلافات الداخلية وتحقيق المصالحة الوطنية.
قدم زعيم "حماس"، إسماعيل هنية، في اجتماع مع وزير الخارجية، سيرجي لافروف، أربعة مقترحات حول كيفية إنهاء الخلافات بين "حماس" و"فتح".
إن روسيا عازمة على إحباط برنامج السلام الأميركي، وتريد عقد مؤتمر سلام دولي حول الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وافتراض الروس هو أن الخلافات الفلسطينية الداخلية يجب أن تحل أولاً لتقديم موقف فلسطيني موحد للمجتمع الدولي.
خلال زيارة لموسكو، كشف زعيم "حماس" إسماعيل هنية، أن إدارة ترامب كانت تحاول فتح قناة سرية مع "حماس" في محاولة لدفع "صفقة القرن" قدماً، لكن قيادة "حماس" رفضت هذه المحاولة على الفور.
"حماس" راضية عن الموقف الروسي القوي لتقويض خطة السلام الأميركية وعدم ترك الساحة الفلسطينية فارغة أكثر من اللاعبين بطريقة تجعل من السهل على الإدارة الأميركية أن تكون لاعباً رئيساً حصرياً.
من وجهة نظر إسرائيل هناك العديد من المخاطر الروسية الجديدة: فـ "حماس" و"الجهاد الإسلامي" منظمتان "إرهابيتان" إسلاميتان، وقد منحهما اجتماع وزير الخارجية الروسي لافروف مع قادتهما المدرجين في قائمة "الإرهاب" الأميركية شرعية دولية ومتجذرة في الموقف التقليدي للجنة الرباعية منذ العام 2007.
تشير مبادرة وزير الخارجية لافروف إلى أنه يتجاهل تماماً موقف إسرائيل من "إرهاب" "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، ويرى فقط المصلحة الروسية في عينيه.
كما تهدف الخطوة الروسية إلى نسف "صفقة القرن"، وعلى المدى القريب من المرجح أن تنضم السلطة الفلسطينية إلى الخطوة الروسية، وفقاً للمعلومات الموجودة في القدس، حيث يتم تنسيق الخطوة الروسية أيضاً مع إيران وتركيا وقطر.
الخطوة الروسية صفعة في وجه إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة التي تدين "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
يتجاهل الروس الاحتجاج الإسرائيلي الرسمي ويستمرون في ذلك، ويجب أن يكون الجواب الإسرائيلي الأميركي ضماً سريعاً لغور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية، وهو ما سيكون التنفيذ الفعلي لأحد الأقسام المهمة في خطة السلام الأميركية، التي يسعى الروس جاهدين لإفشالها.

*إعلامي إسرائيلي، خدم في المخابرات الإسرائيلية. درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة العبرية بالقدس، وعمل مراسلا لـ"صوت إسرائيل" بالعربية، ومراسلاً لشؤون الضفة الغربية في القناة الأولى.